8

823 18 0
                                    




8- رجل في مملكة النساء . . .

لعبة الفوليبول , السباحة , ثم حفلة شواء في الهواء الطلق , نعني الإقتصاد في اللباس . وهكذا لبست دانييل المايو , ثم لفت إزاراً حول تنوره تتناسب مع البلوزه , وكانت قبل ذالك ألقت الملابس الريضية في كيس الأدوات الرياضية , ثم وضعت أقل مايمكن من الزينه على وجهها وبعض زيت حروق الشمس .
- جاهز ؟
- جاهز إلى أقصى حد للمرح في شمس العصر .
لو كانت كريستينا حاضره بين الضيوف لصرخت , كان يبدو ملائماً بشكل لايصدق بالشورت والقميص القطني الرقيق , وقد أبرزت هذه الملابس البسيطه طوله وعرض كتفيه .
كان يبدو بطاقه فياضه وهاذا ماجعل النساء حمقاوات وذكّر بعض الرجال بنقصهم . كانت الأماكن في بيت مضيفهم مبلطه بالرخام , والأثاث حديثاً , وكان ثمة تجهيزات رائعه خارج البيت منها بحيره وملعب تنس وطريق مباشر إلى الشاطئ .
وجدوا الضيوف مجتمعين على الشرفة الأرضية الفسيحه .
وأبتسمت وهي تتقدم إلى وسطهم تحيي من تعرفة منهم . والنساء اللاتي تجاهلتها فيما مضى , بدون وكأنهن أحسن صديقاتها .
وشعرت لهذا بمرارة كبيره .
بدا جو الحفله عفوياً .
- أنت هادئة جداً .
التفتت إلى ريف بجانبها باسمه :" عفواً , لم أدرك ان الحديث بحماس مطلوب "
لمعت عيناه بتأمل ساخر :" ستعلن مضيفتنا عن بدء لعبة الفوليبول في أي وقت الآن "
- هذا يمنح النساء فرصة للقفز والمرح مع الرجال بحجة الرياضه .
- المرح يا عزيزتي ؟ يمكنني التفكير في طريقة لإنفاق الطاقة الزائده أكثر بعثاً للسرور من الرياضه .
نظرت إليه بهدوء :"أتذكر أنك فعلت ذالك الليلة الماضية "
كانت ضحكته النعمة المبحوحه تحطمها :"يبدو أنني لم أحدث تأثيراً يذكر "
كانا يعلمان أن كلامه غير صحيح , فقد أستجابت له , لكنها قالت وقد توهج وجهها :" لا أحب تشجيع الغرور "
وجعلتها ضحكه رنانة تنظر إلى الباب ثم تقول لريف :" سأترك كريستينا الجميلة تعوضك عن غيابي "
- إلى أين تظنين أنك ذاهبة ؟
- لأختلط بالأخرين لا اريد أن أبقى لأنظر إلى طريقتها في الإغراء .
- وتتركيني أواجه الصعاب وحدي ؟
التوت شفتاها بهزل خبيث ." إنه شيء ستحصل عليه بسهولة تامة "
وإلتفتت إلى الشقراء المتألقة :" كريستينا عن إذنك "
- طبعاً عزيزتي .
تمشت دانييل إلى المقصف وطلبت عصيراً. ثم نظرت إلى الخليج أمامها معجبة بالمشهد الهادئ والسماء الزرقاء , والبحر الممتد نحو الأفق المتهادية عليه المراكب الملونه .
عادت عيناها بالرغم عنها إلى ريف , وتأملت ملامحة الجانبية . الفك القوي وعظام الوجنتين العريضه , وشعره الحسن التنسيق .
كانت كريستينا مصممه على السيطرة على انتباهه . ومن هنا بدا لدانييل بأنها لاتترك له مجالاً , وذالك بأبتسامتها الرائعة المدربه , وإمالة رأسها , وملامستها لساعدة بأناملها الملونه الأظافر .
بدت لدانييل بأنها السحر المجسّد , ونبذت ماشعرت به من وخز الغيره الخفيف . الغيره هي نتيجة الحب , وهي لاتحب أحداً .
فلماذا كل هذا الضيق الذي تشعر به وهي ترى كريستينا تضع مخالبها على الرجل الذي دفع ثمن طفل منها وعدة سنوات من حياتها ؟
وكأنما أحس بتأملاتها فألتفت وألقى عليها نظره جانبية طويلة متفحصه .
تعمدت أن تأخذ رشفه طويلة من كوب العصير ثم بدأت حديثاً جاداً مع الشخص الذي كان واقفاً بجانبها .
ولحسن الحظ أختارت مضيفتهما هذه اللحضه لتعلن عن بدء لعبة الفوليبول .
ماهي الفكره الشريرة التي خطرت لمضيفتهم حتى وضعت كريستينا بجانب ريف ودانييل أمامهما ؟ والأسوء من ذالك أن الشقراء المتألقة قد خلعت ثيابها وبقيت بالمايو .
أخذت دانييل تعنف نفسها بصمت , بأن هذا شاطئ البحر .ولكن المرح شيء والمباهاه الصريحة هو شيء آخر .
وفيما بعد واللاعبون يتحولون من جانب لأخر , وجدت دانييل نفسها مع كريستينا بمقتضى اللعبه . ولم يكو هذا حسناً , وثبت ذالك عندما أستطاعت بشكل ما , أن تتحوّل , وإذا بها تتعثر بساق كريستينا التي مدتها أمامها متعمده , فوقعت على الرمال .
حسناً , يمكن لأثنين أن يتبادلا اللعبة , ولكن الفرصه لم تسنح لها لترد وخزة المرفق العنيفة أو الرفسه المؤلمه لبطة ساقها .
تنفست الصعداء عندما أنتهت الدوره وأنطلقوا جميعاً إلى البحيرة للسباحة , حيث بدأ الضيوف بألعابهم .
أستعرضت كريستينا جسدها الرشيق الجميل بالغوص , بينما أنزلقت دانييل فقط من جانب البحيره .
ما إن لمست الماء حتى كان ريف بجانبها . وكادت تموت عندما عانقها بطريقة حبست أنفاسها . وعندما رفع رأسه سألته بعنف :" ماهذا الذي تقعله ؟"
- وهل أنا بحاجه إلى سبب ؟
- نعم .
ثم سبحت مبتعدة عنه إلى جانب البحيره , وصعدت خارجه منها , فتناولت منشفتها ثم حملت كيسها وتوجهت إلى حمامات الضيوف التابعة للبحيرة .
لم يستغرق حمامها وتغيير ملابسها وقتاً طويلاً , وخرجت إلى الردهه لتجد كريستينا تنتظر دورها .
إنه مشهد صغير جميل ذالك الذي أستطعت أن تخططي له في البحيره .
أصبح الأمر مملاً حقاً بالنسبة لدانييل , ألتفتت إليها تقول وهي تمشط شعرها إلى قمة رأسها دون إهتمام :" لا أعتقد أنني أدين لك بتفسير لما حدث بيني وبين زوجي "
- حاذري من خطواتك .
قالت كريستينا لها هذا محذره , فقابلت دانييل نظراتها في المرآه :" أنا أراقبها طوال الوقت "
- لايمكنك أن تهزميني .
أستدارت تواجه المرأه التي تعلم أنها عدوتها :" أوضحي قولك "
- أفهمي قولي بنفسك ياعزيزتي .
- أتهددينني ؟
- وهل أنت بحاجة إلى سؤال ؟
- حظاً سعيداً, ياكريستينا .
كان صوتها بنعومة الحرير , ولمحت وهج الغضب العنيف على وجه المرأه قبل أن تكبحه قائله :" أنا لاأدع شيئاً للحظ "
كان هذا كافياً لدانييل التي خرجت رافعة رأسها بكرياء .
بدأ الشواء في السابعة . . كان هناك السمك .والقريدس والسلطات المنوعه .
بدأت الشمس تنزلق خلف الأفق , وأخذ الظلام يسدل ذيوله . فأشتعلت المصابيح الكهربائية تظيء الشرفه الواسعة والحدائق والبحيرة , وأصبح البحر رمادي اللون , أو أسود تقريباً , عندما ظهر القمر الفضي في السماء الحالكه المرصعه بالنجوم .
أديرت القهوه وكانت دانييل واعية لحضور ريف عندما أختلطا ببقية الضيوف .
أنتهت الحفلة بعد العاشره . وجلست صامته بجانب ريف وهو يتجة بالسيارة إلى البيت .
وفي الداخل ملأ المنبه ثم لحق بها إلى غرفتهما . قال وهو يخلع ملابسه :" ألا تقولين شيئاً ؟"
قالت بلهجة تقرير الواقع :" كانت أمسية سارة , والطعام رائعاً , وأنا متعبة . وغداً يوم آخر "
نظرت إليه بحدة :" هل هذا يكفي ؟"
سار إليها ثم أنحنى يفحص ساقها , ضاغطاً بأصبعه على بطة الساق .
سألته :" هل هذا ضروري ؟"
ثم أجفت متألمة :" ذلك مؤلم "
أخذ يمسد الوضع بخفة :" سيبدو رضّ هنا "
وصعدت يداه إلى قفصها الصدري فضربت ساعدة :" لاتفعل "
لكنه لم يهتم مثقال ذره :" سأحضر مرهما ً يخفف من أثر هذه الرضه "
- لا أحتاجة .
وتركته ودخلت الحمام . وماهي إلا دقائق حتى خلعت ثيابها ولبست قميص القطن وغسلت وجهها وأسنانها .
وعندما خرجت إلى غرفه النوم كان هو إلى جانب السرير وفي يده المرهم . فقالت له :" آه , حباً بالله , أعطيني أياه "
وأقتربت منه لتأخذه , لكنه تجاهلها ووضع المرهم . فقالت بغضب ::" هل عليك أن تمثل دور الممرضة ؟ عشيقتك السابقة هي كلبة حقود "
أنهى وضع المرهم , ووضع الأنبوب جانباً , ثم أمسك بوجهها وبدأ يعانقها . وعدما أستطاعت أن تتكلم قالت :" هذا لن ينجح "
- هذا ما أراه .
ثم عاد يعانقها بقوه ممزوجه بشيء من الرقة , وعندما رفع رأسه بدت عيناها وقد جمدتهما المشاعر . . ثم . .
صباح الخميس أستقلا طائره من مطار "كولانغاتا" ثم ركبا تكسياً إلى فندق "بالازو فرساس" القائم على شاطئ "مبن بيتش" والمطل على المحيط .
كان الفندق نفسه مخصصاً للسياح . أما الشقق الملحقة به فهي للبيع وكانت من الترف والرفاهية بحيث لايستطيع شراؤها سوى الأثرياء .
كان تصميماً إطالياً والردهة مبلطة بقرميد كالموزابيك . . وشهقت دانييل بسرور خالص عندما تبعت ريف إلى الصالون المترف المطل على البحر .
كان رائعاً. وقد أخبرته بذالك فقال :" أستمتعي ياعزيزتي , إذا أردت أن تتصلي بي , فليكن بالتلفون الخلوي , وسأحجز مائدة للعشاء "
مضى على آخر مره زارت فيها منطقة الساحل , عدت سنوات . وأرادت أن تحاول أكتشاف المكان . أول شيء هو الشقة نفسها , ثم مجمع التسوق الملاصق "مارينا ميراج" . ومهلت في أحد المقاهي هناك, ثم سارت إلى شارع "تيدر أفنيو" في "مبن بيتش" الذي مازال كما تتذكره .
عندما دخلت الشقة كانت الساعة الخامسة تقريباً , فتوجهت رأساً إلى الدوش .
بعد ذالك بدقائق شهقت مجفلة عندما أنفتح الباب ودخل ريف .
سألته بعنف :" هل كان عليك أن تأتي ؟"
- ولماذا لا أستريح وأستمتع ؟
- دع عنك الإغراء , فهذا لن يفيدك .
كانا يمضيان كل ليلة معاً وذالك منذ ثلاثة أسابيع تقريباً .
- هناك طرق كثيره نطلق بها العنان لبعضنا البعض .
- لا أريد واحدة منها .
وأطلق ضحكة مبحوحه قبل أن يقبلها .
مضت فترة قبل أن يرفع رأسه , ثم ربت على خدها :" فليكن إذن . والآن أذهبي "
فذهبت . وكانت قد أرتدت ملابسها تقريباً عندما دخل الغرفه .
كل ماأحضرته معها هو طقم للمساء أحمر حريري وحذاء أسود وحقيبة يد مناسبه للمساء تكمل المظهر .
كان المطعم يطل على البحر . والطعال بالغ الروعة , وقد نظم في الطبق بشكل فني حتى أصبح إفساد شكله خطيئة تقريباً , ورأت دانييل أن وجودها مع ريف وحدهما هو شيء حسن حقاً , دون ضيوف آخرين على المائده فهذا لايجعلها مرغمة على تبادل الأحاديث المهذبه , ولايجعلها تتحمل كريستينا وتطفها .
سألته :" هل أشتريت هذه الشقة الملحقة على الخريطه ؟"
- بل هما أثنتان , واحده لأستعمالي الخاص , وأخرى للإستثمار .
- فهمت أن أجتماع العمل بعد ظهر هذا اليوم كان ناجحاً ؟
وكأنه سيكون غير ذالك .
- نعم .
- متى سنغادر هذا المكان غداً ؟
- قبل الظهر .
يالها من إقامة قصيره , هل ياترى يعودان في مستقبل قريب .
- نعم بعد عدة أشهر .
وعندما رأى دهشتها قال :" ملامحك معبره تماماً "
- لكنك لست كذالك .
فقد كان مستحيلاً عليها أن تقرأ أفكاره . ولايبدو أبداً أنها ستتمكن من ذالك يوماً ما .
- قهوه ؟
تناولا متمهلين . ثم دفع الحساب وخرجا يتمشيان في الشارع الفسيح المشجر , مستمتعين بأصوات الليل , كانت هناك سفن النزهه المترفة واقفه في حوض السفن , والمقاهي العديده على الشاطئ مزدحمة بشاربي القهوه .
أمسك بيدها فشبكت أصابعها بأصابعه .
منذ أقل من شهر . أقسمت أن تكره هذا الرجل , وهاهي ذي الآن تجد تغييراً مفاجئاً في شعورها نحوه .
كان زوجها وعشيقها . وذات يوم سيصبح والد أبنها , فهل من الممكن أن يكون صديقها أيضاً ؟
وعندما نخفض علاقتهم إلى حدود الصداقة . فكيف سيمكنها مواجهة ذالك ؟
ليس بشكل جيد . هتف بهذا صوت ضئيل ساخر من أعماقها .
إندفع هذا الإدراك إلى عقلها واستقر فيه , دافعاً إياها إلى صمت متأمل .
بل هي حمقاء , كما أخذت تفكر بصمت , فريف فالديز قدم إليها إتفاقية عمل قبلتها هي بشروطه . وستبقى علاقتهما إتفاقية عمل , حتى ولو قتلها ذالك .
أستقرت الأيام على شكل مألوف . وكانت تشعر بالبهجه لأنها ترى متجر لافام ينتقل من قمة إلى قمة بأزدياد الزبائن وأرتفاع الأرباح .
وفي الليالي كانت دانييل تواجه المشاعر التي كان ريف يثيرها في كيانها , فتغذي جوعاً بدائياً وتتركها واغبه في أكثر من مجرد متعة .
التخطيط لعرض ليليان أخذ أولويه في تشاورها مع أمها وكانت النتيجة طلب المزيد من البضاعة .
حان اليوم المنتظر . وبدأ التنظيم . . أخذت دانييل تفكر في ذالك وهي تقفل المتجر , متأكده من أن الملحوضه التي تعلن عن العرض الخاص , واضحة للرؤية تماماً , ثم تفحصت أمر المقاعد , مسوّية من وضع مقعد هنا وآخر هناك , متأكده من أن بأمكان الزبائن الجالسين في الخلف أن يشاهدو العرض بسهوله .
كانت أزهار رائعة التنسيق موجوده في الوسط أمام جدار تغطية المرايا خلف مكتب المحاسبه . . وهو هدية من ريف كتب عليها (حظاً سعيداً)
-مارأيك .
قالت الأم بحماسه : "يبدو هذا رائعاً ياعزيزتي "
ولم يكن قد مضى وقت طويل على إحضار متعهدي الطعام لمختلف أنواع المقبلات والعصائر . كانت تنتظر حضور ثلاث عارضات أزياء مع ليليان وبعض المتطوعين للمساعدة كذالك .ولم يبقى سوى وصول المدعوين .
وفي تلك اللحضة دخلت ليليان ومعها المساعدون , تتبعها عارضتا أزياء .
قالت ليليان :" هناك تغيير خفيف في الخطه . الفتاة الثالثة العارضه التي أتفقنا معها , اتصلت تقول أنها مريضة . وتمكنت من الحصول على بديلة لها , وكان لطفاً من كريستينا أن تأخذ مكانها في هذا الوقت القصير "
وفي تلك اللحضة دخلت الشقراء الطويله المتجر واندفعت نحوهن .
كريستينا ؟ هل هي تنقذ المناسبه , أم تتخذ ذريعه باطلة ؟ وتكلفت دانييل الإبتسام , وهي تكبح زمجرة الغضب .
وقالت كارهه مايتوجب عليها من تهذيب :" إنه لطف منها . العارضات الأخريات في غرفة الملابس ."لين" مساعدتنا ستراجع البرنامج معك "
نظرت آريين إلى ساعتها ثم أنتقلت مع ليليان نحو المدخل لتستقبل أول مجموعة من المدعوات .
وفي الوقت المعين كانت كل المقاعد ملأى , وكان العرض جاهزاً .
الإعداد لكل هذا قد تطلب الكثير من التفكير والعناية إلى حد لا يكاد يترك مجالاً لأي عقبة . فقد حفظت دانييل البرنامج غيباً بكل تفاصيلة , وبدا التوتر عند عرض أول قطعة .
بعد مشاورات كثيره أستقر الأر على البدء بعرض ملابس النوم , ثم الإنتهاء بملابس داخلية جريئة هي سراويل بعرض الشرائط "وسوتيانات" بالغة الصغر .
كان في المتجر لافام الآن مجموعه كاملة متنوعة من أرقى المحلات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا تضمن إرضاء أصعب الأذواق من الزبونات . البيجامات الحريرية ذات الألوان العاجية والمشمشية الباهتة والتبنيه , نالت الإستحسان , وقمصان النوم الطويلة الفائقة الإتقان وبقية ملابس البيت نالت الإعجاب . وأستمر العرض مع تغير طول الوقت مع كل دورة , إلى أن تم عرض كل ذالك النوع , ثم تبع ذالك الدثر والعبائات بأشكالها المختلفة وألوانها الرائعة .
حتى الآن كل شيء حسن , كما همست دانييل لنفسها .
- حتى الآن كل شيء ممتاز .
قالت آريين هذا وهن يحضرن للجزء التالي وهو عرض القمصان الداخليه بكل درجات الطول واللون والطراز , من الحرير والساتان والدانتيل .
قالت لها لين :" أكثر الحاضرات يضعن علامات شراء على البرنامج , فإن قررن الشراء , فستكونين بحاجة إلى أن تطلبي مقداراً ضخماً من البضاعة بدلاً منها "
أتراها تجرؤ على أن تعتبر الحظ قد خدمهن ؟ الإغراء لايقاوم .
رن جرس التلفون , فأخذت آريين المكالمه , ثم تحدثت بعدة كلمات بهدوء , ثم وضعت السماعة مكانها وتقدمت إلى جانب إبنتها .
- إنه ريف ياعزيزتي , إنه هنا في المنطقة وسيزورنا بعد عدة دقائق .
رجل وحيد في مملكة النساء . سألتها :" متى ؟"
- لقد أوقف سيارته لتوه في منطقة السيارات الخلفي في المنطقة .
شعرت دانييل بصراع سريع :" سأخرج وأدخله "
قالت متكلفة الهدوء مع أنها تشعر بكل شيء إلا الهدوء . . سارت نحو الباب الخلفي لتفتح الباب .
وهناك وقف ريف داساً يده في جيب بذلة العمل الرائعة التفصيل التي يرتديها .
وفكرت بصمت أنه بطل أسمر , وأخمدت اللهب البطيء الذي سرى في جسدها .
ماكان سنبغي أن يكون لها هذا التأثير فيها وطمأنت نفسها إلى أنها لاتتشوّق إلى ذالك .
- مالذي تفعلى هنا ؟
رفع حاجبة والهزل يلمع في عينيه :" وهل هناك مايمنع أن أكون هنا ؟"
آه , رباه ! . . عليها أن تسيطر على نفسها :" هذا شيء غير متوقع "
ووقفت جانباً ليدخل ثم أغلقت الباب خلفة :" العرض في أوجه "
- أظن ذالك .
وأمسك بذقنها , بأصابع ثابته , يرفع وجهها إليه .
- ولكن ؟
- لاشيء .
أخذ يتأمل ملامحها , ورأى لمحة من ألم تكسوها فمسح فمها بإبهامة :" لاشيء يسبب لك صداعاً؟"
استطاعت أن تفلت من قبضته :" هل ستبقى ؟"
لم يكن مصمماً على ذالك . ليكن مصمماً على ذالك , نيته الأساسية كانت أن يمر على المتجر ويحيي آريين وليليان , ويتمهل عدة دقائق لكي يضيف وزناً للعرض , ثم يغادر .
لكنه غير رأيه الآن :" هل يزعجك إذا بقيت ؟"
آه , ياله من سؤال :" أنا واثقه من أن وجودك سيزعج بعض المدعوات "
ويسر عرضات الأزياء بالذات .
ضحكته المبحوحه جعلت الحرارة تسري في دمها .
- سأحاول ألا أكون فضولياً .
ردت بحدة :" هذا مؤكد "
ولم تستطع أن تهرب من القبلة التي قبلها إياها .
نظرت إليه عابسه وهي تمد يدها إلى حقيبتها وتخرج منها قلم الشفاه تصلح به لون شفتيها .
كان لحضور ريف نفس التأثير الذي توقعته دانييل , لأن المدعوات أعتدلن في جلستهن , وتألقت أبتسامتهن . وعندما دخلت العارضات بدت خطواتهن أخف , وحركاتهن أكثر إثاره بشكل ملحوظ .
ضاقت عيناه وهو يرى كريستينا تظهر , ولكن ملامحة كانت جامدة وهو يرى ماتعرضة .
كانت هذه الشقراء إزعاجاً حقيقياً , وتسائل ماذا فعلت لكي تحل مكان العارضة المتفق معها على تأديه العرض هذا النهار , وبشكل ما , شك في أن ليليان قد تآمرت معها لإحداث هذا التغيير .
ولكن ماهو محتمل أكثر هو أن كريستينا قد سألت عن أسماء العارضات المتفق معهن , ثم قدمت إلى واحدة منهن مبلغاً أكبر من الذي ستقبضة لكي تدعي المرض .
الملابس المزخرفه والمزينه بالدانتيل لم تكن تؤثر فيه كثيراً , وإن كان يعجب بالتفصيل والطراز الجميل .
استقر أنتباهه على ملامح زوجته , ولمح إرهاقاً وتوتراً وراء أبتسامتها .
كان المفروض ان ينتهي العرض الساعة الرابعه . فإن غادر الآن فهو سيلحق موعدة في الساعة الرابعة والنصف .
حاولت دانييل جهدها أن تتجاهلة . وهذه ليست بالمهمه السهلة , فقلبها يغدر بها في كل مره , وكانت في صراع بين أستسلامها وغضبها لحضوره .
لماذا لم يذهب ؟ أتراه مستمتعاً برؤية هؤلاء النسوه وهن يعرضن الملابس الداخلية ؟
كانت كريستينا في مكانها الطبيعي تقوم بدور الإغراء وهي تدور في أنحاء المتجر . وتقف كل عدة لحضات لتعرض ماتلبسه ونظراتها لا تتحول عن ريف .
ولم تفهم دانييل كيف لم تدرك جميع الموجودات دعوة هذه الشقراء المكشوفه الوقحة .
أنتهى العرض , وألقت آريين عدة كلمات مهذبه تشكر بها ليليان لتنظيمها هذه الحفلة , وتجع المدعوّات على أستغلال الوصل بالحسم للمساهمه في تمويل الأعمال الخيريه .
قُدمت القهوه مع البسكويت , وتأخر ريف مايكفي ليتحدث مع ليليان , ثم غادر المكان . ولكن ليس قبل أن تستوقفه .
تعمدت دانييل أن تركز نظرها على مكتب الدفع حيث أصطفت المدعوات والبرامج في أيديهن , كان العمل مزدهراً . وفي الواقع كان ناجحاً للغاية إلى حد أن بعض المدعوات بقين في المكان حتى حان وقت إقفالة .
ليليان , وهي المثالية في التنظيم , كانت قد رتبت أمر أخذ المقاعد مع شركة التأجير في الخامسه وبعد أن خرجت آخر مدعوه , أخذت آريين ولين ودانييل في تنظيم المكان وتنظيفة .
وهكذا عنما دخلت دانييل بيتها توجهت رأساً إلى الطابق الأعلى , كانت الساعة السابعة .
رجدت سيارة ريف في الكاراج , وهذا يعني أنه في البيت . وساورها الأمل في أنه قد يكون تناول طعامه وأعتكف في مكتبة .
دخلت غرفة النوم ومنها إلى الحمام حيث أغتسلت ثم عادت إلى الغرفة وأستلقت على السرير مسروره . .
لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهي تفكر في نجاح حفلة العرض هذه ومقدار البيع . الشيء السيء الوحيد في الأمر كان كريستينا .
- كان ذالك سيئاً , هممم؟
فتحت عينيها وهي تسمع صوت ريف , وأتسعتا وهي تراه فوقها .
- كانت حفلة ناجحة .
بدا لها , بشكل غامض , شبيهاً بالقرصان في الجينز الأسود والقميص المفتوح عند العنق بكمية المثنيين إلى المرفقين . وكأن في قربه منها إلى هذا الحد مايهدد هدؤها النفسي .
قالت له بأدب :" نسيت أن أشكرك على الأزهار "
- بكل سرور .
- وكان لطفاً منك المرور علينا .
أبتسم . كان بعيداً عنها خطوه على الأقل .
- ولكن لابد أن ماجعلك تبقى أكثر من ساعة هو سبب قوي للغاية . اليس كذلك ؟
ورمقته بنظره قاتله :" لقد تألقت وجوه الضيفات تماماً لوجودك "
- أهتمامي الوحيد هو أن أسعدك .
تمنت لو تقذفة بشيء :" أحقاً؟ هل لهذا بقيت ؟ سامحني لأنني تصورت أنك حضرت لتتفرج على العرضات الرشيقات "
قال ضاحكاً :" ياعزيزتي , النظر إليك فقط كان يغريني أكثر لعلمي مايوجد تحت ذلك الطقم العصري الطراز الذي ترتدينه . ولعمي أنك ملكي متى شئت . كنت منجذباً إليك أكثر من إنجذابي إلى تلك الملابس الداخليه على نساء لا يجذبنني أبداً "
قالت بحدة :" لايبدو أن هذا رأي كريستينا "
- هذا طبيعي . وهي التي تعرض جسدها بذلك الشكل الفاضح وبغرور بالغ .
- لقد تطوّعت للعرض لأجلك فقط .
- أتغارين منها ؟
رفهن يدها تريد أن تصفعه ولكنه سبقها فأمسك بيدها .
- أخرج .
كان فيه شيئاً من الوثنيه وهو يجلس قربها بتلك الطاقة الخام البدائية .
- إياك .
وحاولت أن تتجنبه , لكنها وجدته يجذبها ويحيطها بذراعية .
- أسترخي .
وكيف يمكنها أن تسترخي, بحق الله ؟
حتى وهي تقاومه مد يده إلى رقبتها وأخذ يدعك أسفلها من الخلف .
آه , يالله , إنها تشعر براحة بالغه . وتنفست بصمت . مستسلمه لسحر لمساته .
بعد عدة دقائق , لم تستطع منع نفسها من القول :" أنت تفعل ذالك بشكل جيد جداً "
فشعرت بشفتيه تلامسان كتفها :" أرجو ألا يكون هذا الشيء الوحيد الذي أجيده "
أحست بالهزل في صوته , وأخذ نبضها يعلو عندما اكتسحت جسدها الأحاسيس .
- ماذا تريد ؟ أضع لك درجة عشره على عشرة؟
فضحك :" لاسمح الله"
تعانقا والبهجه تتملكها لهذه القوة التي تملكها في التأثير فيه .
نامت بعد ذال , وعند منتصف الليل نزلا إلى المطبخ ليستعيدا طاقتهما بشيء ممل كالطعام .
-------

انتِ الثمن . . . هيلين بيانشينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن