11- يد الشر
- تبدين شاحبة ياعزيزتي . هل هناك شيء ؟
خاطبت آريين ابنتها بذالك بعد أيام .
- لاأظن ذالك . أشعر بتعب وهذا كلك شيء .
- ربما تجهدين نفسك في العمل .
نظرت إلى أمها ساخره :" ليس أكثر من المعتاد ".
وكيف تخبر أمها بأن ريف يبقيها مستيقظه في الليل وغالباً ما يوقظها عند الفجر ؟
- هل من الممكن أن تكوني حاملاً ؟
فكرت دانييل قليلاً في مايتعلق بهذا الأمر ثم هزت رأسها :" أشك في ذالك "
ومع ذالك ذهبت إلى صيدليه وأشترت اختباراً للحمل . عندما جاءت النتيه إيجابيه ارتبكت كثيراً .
كيف يمكن ان تكون حاملاً ؟ ياله من سؤال أحمق !
لكن موعداً مع الطبيب اثبت ذلك .
- ثمانية أسابيع .
قالت معترضة :" لايمكن لهذا ان يكون صحيحاً "
- أؤكد لك هذا ياغزيزتي .
- لكن الدورة الشهريه حصلت معي ذلك الشهر .
- هل لاحظت أي شذوذ فيها ؟
قطبت جبينها . لقد كانت خفيفه ودامت نصف الوقت المعتاد .
استمعت ذاهلة إلى الطبيل وهو يشرح لها الأمر طبياً . طلب منها فحص الدم , وأخذ ورقة الطلب . ثم نهضت مغادره العياده وفي يدها بطاقة مواعيد .
رباه . . طفل . . طفلها . .
صدمها هذا الاقع وهي في طريقها إلى المتجر .
لايمكنها أن تخفي هذا الأمر عن أمها . لأن لها الحق في ان تعلم , وريف أيضاً .
- آه , يا إلهي !
وبادرتها أمها حال دخولها :" الجواب نعم ؟ أواه , ياعزيزتي . . ما أجمله من خبر !"
واحتضنت أبنتها بحماسة .
أحقاً ؟ المفروض أن تكون سعيدة لتحقيقها البند الأول من الأتفاقيه , فلماذا لاتشعر بذالك ؟
هذا يعني أن هناك موعداً معيناً ينتهي فيه زواجها .
قالت لها أمها برقه وهي ترى إختلاط المشاعر على وجه أبنتها :" هل ستتصلين بريف لتخبريه ؟"
- سأنتظر حتى الليلة .
ذلك سمينحها وقتاً تتنفس فيه , وعلى كل حال , المحل مزدم بالعمل وهذا مالن يسمح لها بالتفكير .
وكان الأمر كذلك حين دخلت بيتها قبل السادسة بقليل .
لو كانت الظروف عادية لحجزت مائدة في مطعم مفضل لديها , ولألقت بالخبر بين الطعام اللذيذ وأضواء الشموع .
بدلاً من ذالك , تصارعت الكلمات في ذهنها طوال فترة العشاء فتخلت عن محاولة العثور على الكلمات المناسبة وهي تدفع عنها طبق ثمار البحر .
- ألست جائعة ؟
سألها هذا وهو يرى جهودها المتقطعة .
- ليس تماماً.أخبريه !
- هل هناك مايزعجك ؟
لن تحصل أبداً على الوقت المناسب :" زرت الطبيب اليوم . أنا حامل "
ها قد فعلتها .
اشتعل شيء في عينيه السوداوين سرعان ما أخمده .
- وطبعاً هناك موعد معين للولاده ؟
حدث الحمل في الأيام العشرة الأولى من زواهما .
قالت بأبتسامة باهتة :" في منتصف تموز . لقد اكتملت اللآن المرحلة الأولى "
بقي صامتاً عدة ثوانٍ, كانت عيناء أثناءهما تخترقان أعماقها :" ما هو شعورك ؟"
آه كيف يمكنها الإجابه عن هذا السؤال ؟ خطر لها جواب وقح سرعان مانبذته :" ممتاز "
- ستنتقلين طبعاً إلى عيادة طبيب نسائي وتخفضين ساعات عملك في المتجر .
- لا
لم يتحرك , بدا عليه جمود خطر أفلح في بعث قشعريرة باردة في جسمها :" لا ؟"
كيف يمكن لكلمة واحده أن تحدث مثل هذه الفوضى المدمره في المشاعر ؟ فقالت :" أنا شابة ومعافاة , فإذا أوصى الطبيب بأنني بحاجه إلى عنايه خاصه فسيكون ذالك . أما بالنسبه للمتجر . . فأنا أنوي متابعة العمل إلى آخر المدة "
وبدا في عينيها الغضب :" إنه جسدي , والجنين أبني , خاصه في هذه المرحله التي نحن متلازمان فيها "
عليها أن تبتعد عنه ولو مؤقتاً , فنهضت واقفه , تريد أن تبتعد عنه قدر الإمكان.
مدّ يده يمسك بها قبل ان تبتعد .
- دعني أذهب .
كان ذالك توسلاً انسلخ من أعماقها ، لكنه تجاهله وهو يشدها إليه :" جسدك , وطفلي أنا ! "
قال ذالك بنعومه خطرة , وأمسك يدها يضعها على بطنها يغطيها بيده :" إنه أبننا "
كيف يمكنه أن يقول هذا ؟ فهي ستحمل هذا الجنين سبعة أشهر أخرى , ثم تحبة وترعاه في كل يوم من أيام طفولته . . وبعد ذلك سيكون عليها أن تتراجع ولا تشاركة في سوى قسم صغير من حياتة .
بدا لها من الجنون أن تبدأ بهذه التأمللات والطفل لم يولد بعد .
وريف . . كيف ستحتمل هجره لها . كيف ستقف جانباً تنظر إليه وهو يتزوج مره أخرى , جلباً أماً أخرى لـ ( أبنهما ) , ثم يسير في حياة منفصله تماماً عن حياتها ؟
والأسوأ من ذالك , كيف ستعيش من دونه ؟
ربـــاه ..
صدمهاا إدراك ذالك ومزّق مشاعرها . أهو الحب ؟ هل أحبته ؟ لا . هذا مستحيل . تباً لذالك , فالحب لم يكن جزءاً من الإتفاقيه !!
لابد أنها الهرمونات التي تحدث هذه المشاعر المدمرة . . جزء من عقلها فسر هذا منطقياً , ولكن الجزء الآخر بكى .
- سألغي خطتنا لهذه الليله .
سمعت هذه الكلمات فهوى قلبها . ليلة الإفتتاحيه في المسرح حيث سيؤدي الممثلون أدوارهم بشكل ممتاز في مسرحيه أستراليه جيديده . كيف نست ذالك ؟
التفكير في أرتداء ملابس جميلة وتأدية دور أجتماعي لم يصادف حماسه فيها . على كل حال ذلك حدث هام , وغيابها سيكون ملحوظاً.
- لماذا ؟ الحمل لايجعلني زهرة هشه فجأة .
كادت أبتسامته الدافئه المتأمله تذيب قلبها . وارتجف فمها قليلاً عندما ضغط بشفتيه على جبينها .
- لم أتصور لحضة أنه سيجعلك كذالك .
دخلا المسرح قبل أن يبدأ التمثيل بعشر دقائق . وكانت التذاكر قد بيعت مسبقاً .
وعندما أختلطا بالآخرين شعرت بودود ريف بقربها قوياً .
- ريف , دانييل , كنت آمل حضوركما .
رباه , أنها كرستينا . وأعترفت دانييل بأنها تبدو رائعه بثوبها الحريري العاجي اللون . وان مرافقها رجلاً لم تره دانييل من قبل .
كبحت فكرة قاسيه في أن الشقراء أستأجرته لهذه الليله .
- أعتقد ان جلوسنا سيكون معاً .
لم تكن تنقصها البراعه في الوصول إلى هدفها .
ولحسن الحظ , أعلن المذياع أن على أرباب المؤسسات أن يأخذو مقاعدهم , فتخلص بهذا من تبادل أحاديث مهذبة .وكان طبيعياً ان تُفلح كريستينا في الجلوس بجانب ريف , وأخمدت دانييل أفكاراً إجراميه وهي تجلس إلى يساره .
أمسك بيدها يشبك أصابعه بأصابعها , ولم يجفل حتى عندما غرزت أظافرها في راحته .
بدأت الأوكسترا بالعزف , وخفتت الأنوار , ورفع الستار .
حاولت دانييل أن تسحب يدها من يده فلم تفلح . فركزت نظراتها على خشبة المسرح وعلى الممثلين .
تضمن العرض ثلاث إستراحات . في الأستراحة الأولى استأذنت للذهاب إلى استراحة السيدات , وهو شيء أصبحت مؤخراً بحاجه أكثر إليه .
وعندما عادت , أكتشفت أن كريستينا غارقه في حديث طويل مع ريف . رغم ان من الإنصاف القول إن الشقراء تقوم بكل الحديث .
أنضمت دانييل إليهما , وأتسعت عيناها قليلاً عندما رفع ريف يدها إلى شفتيه . وسألته فيما بعد وهو يعودان إلى مقعديهما :" ماذا كان هدفك من ذالك "
- التطمين .
- تطمينك أم تطميني ؟
الفصل الثاني من التمثيل أستحوذ على أنتباهها , أو على أكثره .
فقد كانت واعيه إلى ماقد تكيده كريستينا , ومنعتها كبرياؤها من البحث عما إذا كانت اصابع الشقراء بأظافرها المصبوغى , ملقاة على أي جزء من جسم ريف .
الحاجه مره أخرى للذهاب إلى أستراحة السيدات أثناء الأستراحه الثانيه , جعلت دانييل تتساءل عما إذا كان ضعف المثانه هي لعنة المرأة الحامل . . وقررت أن تشتري كتاباً لتتعلم منه كل ما يرافق الحمل .
لم تجد زحاماً لحسن الحظ , ولكن عندما خرجت وجدت كريستينا تجدد زينة وجهها أمام إحدى مرايا الجدار .
لابد أن هناك سبباً لوجود الشقرا , وليس هناك سوى تفسير واحد .
ولمادا تضيع وقتها ؟
- ليست المصادفه على ما أعتقد هي التي جعلتك تتبعينني إلى هنا .
- سيكون من المؤسف إذا أصيب المتجر "لافام " بنكسه .
- هل هو تهديد . يا كريستينا ؟ إذا كان الأمر كذالك , فأنت ستكونين في أول القائمه إذا أخذت الشرطة تتحرى في حالة حدوث مزيد من المشاكل . وقد ينفعك أن تتذكري أن ريف هو صاحب المتجر وما يتعلق به .
- ياعزيزتي , أنا لا أفهم ما تتحدثين عنه .
- أحقاً ؟
ضاقت عينا كريستينا :" أنت شاحبة قليلاً ياعزيزتي , هل أنت متوعكة الصحه ؟"
- ماكنت قط أصح مني الآ ن.
لم يكن هذا صحيحاً تماماً , ولكن كان عليها أن تلوي القاعده قليلاً.
- قد يظن المرء ..
وسكتت كريستينا وأتسعت عيناها , ثم ضاقتا قليلاً :" هل أنت حامل ؟"
- في الواقع نعم .
بدا على وجه كريستينا خليط من المشاعر ليس بينها واحد جميل :" لماذا , ياكلبة ؟"
- ليست هذه طريقة حلوة جداً لتقديم التهاني .
وانفتح الباب , فاغتنمت دانييل الفرصة للهرب .
كان ريف غارقاً في حديث مع ليليان , وشعرت بالراحه وهي تسمع رنين الجرس طالباً من كل شخص العوده إلى مكانه .
- لقد غبت طويلاً.
- أستراحة السيدات مزدحمة .
خفتت الأضواء وعزفت الأوركسترا , وبدأ الفصل الأخير .
عندما عادا إلى البيت كان الوقت متأخراً . تثاءبت دانييل وهي تصعد السلم . كان هذا ماتمكنت من القيام به في الفصل الأخير , وحالما وصلت إلى غرفتهما , خلعت طقمها المسائي الأنيق وغسلت وجهها من الزينه , ثم أندست في السرير .
- متعبة ؟
سألها وهو يحتضنها , وعندما تمتمت تثبت له ذالك حك شفتيه بصدغها , ثم أستعد للنوم .
أنت تقرأ
انتِ الثمن . . . هيلين بيانشين
Romanceالملخص . . - لكل شيء ثمن , الا توافقيني الرأي ؟ - مالذي تريده ؟ - اريد طفلاً من صلبي مكنني ان اورثه ثروتي , ومن احسن لذالك من سليلة " آلبوا " ؟ - هل انت مجنون ؟ إنها الإتفاقيه التي عرضها ريف فالديز على دانييل التي وصلت أحوالها الماديه إلى العدم . وت...