12- السعادة بين يديها
-نحن بحاجة إلى الكلام .
وصلت دانييل إلى البيت منذ ساعه , وها هي تناول الشاي مع شطائر .
كانا جالسين على الفيراندا المطلة على الحدائق .
قال لها بصوت هادئ للغاية وملامح جامدة :" لدي سؤال واحد فقط . لماذا لم تفضي إليّ بالأمر ؟"
تعلقت عيناها بعينيه :" ظننت أن بإمكاني مواجهة الأمر وحدي . ما اللذي كنت تريده ؟أن اركض إليك , أتأتئ كالطفل مخبرة إياك عن كل قطعة من لؤم كريستينا ؟ وأنّى لي أن اعرف أن بإمكانها أن تكون خطرة ؟"
- لو أخبرتيني عن محاولاتها للتسبب بلإزعاج , عند أول محاولة قامت بها لتوقف الأمر عند تلك المحاولة ولما عانيت الحزن على يديها .
وأمسك بذقنها يميل وجهها نحوه .
أخذ يمشط شعرها بإصبعه . متمهلاً على رقبتها ثم نقل إصبعه إلى أسفل عنقها .
تبدد الغضب بنفس السرعة التي بدأ بها , وأجابت بسرعة :"أرادت ماهو لي . تريدك أنت "
عانقها ريف عناقاً أذاب ضلوعها . ومضت فتره قبل أن يقول :" "عندما أفكر . . "
فوضعت إصبعها على شفتيه :" هذا لم يجث , وأنا بخير . والجنين بخير وسيكون لك ابن او أبنة "
واضافت بصمت ان قلبها سيتحطم حين ترحل أخيراً .
فاضت عيناه بالمشاعر لم تستطع أن تفهمها ماماً :" أتظنين أن الطفل اللذي تحملينه كل ما يهمني ؟"
وأغمض عينيه ثم فتحهما مره أخرى :" يا إلهي !"
- لقد عقدنا إتفاقيه . . .
- إلى جهنم بتلك الأتفاقيه .
- ما الذي تتحدث عنه ؟
- أتحدث عنك .
لم تفهم . بل لم تجرؤ على التفكير في أنه قد يعني . .
- هل لديك فكرة عما عانيته عندما أتصلت بي أمك لتخبرني بأنك تعرضت لحادث سيارة ؟
- أتصور أن القلق تملكك . .
- هذا ليس قريباً من الحقيقة .
بدأ قلب دانييل يخفق بسرعه .
- رباه , كانت أسوأ دقائق مرت بي في حياتي . لو فقدتك . . ولم يستطع أن ينهي كلامه .
ومضت ثوانٍ لم تستطع هي أيضاً أن تنطق بكلمة . وأخيراً أستطاعت أن تقول :" ماذا تحاول أن تقول ؟"
لم يحاول أن يغلف قوله بكلمات شاعريه فهناك فقط كلمتان مهمتان :" أنا أحبك "
- ريف . . .
- أنت أهم لدي من كل شيء أو من أي شخص في حياتي .
ليته يعني ذلك حقاً! فقالت بحذر :" أظنك تحت تأثير الصدمه "
- لدي شيء لك .
ومد يدة إلى حقيبة اوراقه وأخرج منها مغلفاً مستطيلاً أخرج منه سنداً قانونياً :" أقرأي هذا "
أخذته من يده مرت عليه بنظره سريعة . لم يكن ثمة حاجة للشرح , فقد ألغي مفعول الأتفاقيه التي بينهما بكلمات ( ملغى وليس له أثر ) . . وعلى الورقة رأت إمضاءة المحامي ى.
- أنظري إلى التاريخ .
وكان التاريخ قبل حادثة الإصطدام بيوم .
- كانت الخطة أن أعطيك هذا في اللحظه المناسبة .
عندما لمح الدمع في عينيها تأوه :" لاتبكي ."
وأخذ ينظر بجز إلى دمعة أنحدرت على خدها .
سلاح المرأة الأكبر . وأخذها بين ذراعيه جاعلاً رأٍها على صدره .
- أقترح الطبيب القيام بأجازه .
ومسح بشفتيه صدغها .
- إلى ساحل الذهب ؟
- هل هذا ماتريده ؟
رفعت ذراعيها تطوقان عنقه , وكان هو الذي خلّص عنقة منهما بحذر .
لقد فتح لها قلبه . . ولم تبادره بكلمة . . شعر لحظة اللألم لأنه توقع أن ترفض حبه , العلاقة الزوجية ليست حباً . وممع ذالك هو مستعد للقسم بأنها تهتم به . . وكل ما علية أن يفعله هو أن يقنعها بأن ذلك كافٍ.
- أظنني بحاجة إلى أن أسمعك تقول ذلك مرة أخرى .
لم يكن هناك تكلّف في صوتها , وإنما مجرد تساؤل ورقة بالغة مست مشاعره بشكل لايحدث له مع أي شيء آخر .
أحاط وجهها بيديه وجذبه إليه فأشتبكت عيناها بعينيه :" أحبك "
شعرت برغبه في البكاء , ولاحظ مغالبتها لدموعها . وأرتجف فمها قليلاً ثم أنفرج بأبتسامة مرتعشة :" شكراً "
- لأنني أحبك ؟
- لأنك منحتني أعظم هدية في الكون .
شعر بقلبة يلتوي , وشعرت هي بحيرته وعدم تأكده فوضعت إصبعها على شفتيه :" منحتني نفسك , وقلبك , وروحك . وسأختزنها جميعاً طوال حياتي "
قالت هذا برقة , واثقة من أن الدفء في هاتين العينين سيذيبانها . وشعرت بشفتيه تتحركان تحت لمستها , ورأت المشاعر
سافره على مجهه .
- أردت في البداية أن أكرهك , وظننت لفترة أنني فعلت هذا . ثم أدركت أن الحياء من دونك لن تكون حياء أبداً .
ورمت بإصبعها على ذقنه , وشعرت بالعضل يتقلص تحتها , ثم أخذت تلامس شفته السفلى :" أحبك "
تسارعت خفقات قلبه ومضت لحظات لايستطيع الكلام . ولاكنها لاحظت التغير على ملامحه , ورأت الحرارة الشديده , والمشاعر العنيفة والحب السافر , وعجبت أن يكون هذا كلة لأجلها .
وشاهدت أيضاً شيئاً هي مشاعر فطريه تصعد من القلب .
أخذ يضمها إليه معانقاً إياها بشغف وحب ثم شعر بتجاوبها . .
رباه ! إنه يريد أن يضمها ويضمها ليطمئن نفسه بأنها حية .. وملك له .
نهض واقفاً وهي بين ذراعيه , ثم صعد بها إلى غرفتهما , وفي الغرفه أخذ يلامس خصره فشعر بالإمتلاء الخفيف وكأنه بذكل أراد أن يطمئن نفسه إلى نمو الجنين في رحم أمه .
أحتضنها طوال الليل و وكلما ابتعدت قليلاً , عاد فشدّها إليه , فلم يكن يطيق أبتعادها عنه لحضة .
زوجته , أم ولده , حياته , لقد ظن في لحظة مجنونة أنه على وشك أن يفقدها .
ولكنة غفا ولم ينتبه إلى الدقائق المسلوبه التي تسللت فيها دانييل من السرير مع بزوغ الفجر .
لبست الروب ووقفت تتأمله , تتملى من ملامحة القويه التي رققها النوم , كان هناك ظل للحيته النابتة ليلاً . وكادت تمد يدها تلالامس وجنته , وأهدابه الكثيفة السوداء بأطرافها المعقوفه قليلالاً المنسدلة على وجنتيه .
فتح عينيه بحركة واحدة سريعه , وبدت اليقظه في عينيه فجأه , ثم رأها فابتسم ببطء وعذوبه جعلتها تذوب .
وقال ببطء وصوت عميق مبحوح وهو يمد ذراعيه :" تعالي "
فقالت تداعبه :" لا . . إن في عينيك تلك النظرة "
رأت اسنانه البيضاء وهو يسألها ضاحكاً :" وما هي تلك النظرة ؟"
ومد يدية يشدّها إلى السرير .
- هممم . . نظرة خطره .
دفن فمه في تجويف عنقها الناعم , فأخذت تمشظ شعره بأصابعها فقال :" ليس هناك طريقة للإستيقاظ من النوم أجمل من هذه الطريقة "
شعرت بالدم يجري حاراً في عروقها :" ستصبح هذه عادة "
- ضعي هذا في حسابك .
نهضا فيما بعد , فأغتسلا وتناولا الفطور على الفيراندا . كان يوماً رائعاً بسماته الزرقاء وشمسه الساطعة وجوّه المعتدل . وأخذت تفكر راضية في أن كل شيء في حياتها أصبح الآن كما تحب . بديها زوج يحبها وتحبه من كل قلبها . وأبنهما ينمو في أحشائها بأمان وعلى مايرام .
وسيستقلان الطائرة إلى الساحل الذهبي لقضاء أول إجازة لهما . أخذت تفكر حالمه في روعة كل هذا , وهي تقضم الخبز المحمص وترتشف شاي الأعشاب .
وهكذا كان . فقد أمضيا أياماً يتمددان بكسل على ضفاف البحيره في ظل مظلة الشاطئ . وفي اليل كان لديهما بعضهما البعض .
أحتوت هذه الإجازه على كل عناصر شهر العسل . وهناك في شمس الصيف الدافئه , كان ممكناً أن يعتقدا أن الأشهر القلائل الماضيه لم تكن موجودة وأن حياتهما معاً بدأت من هذه اللحظه فصاعداً .
تعرضا لمحن قاسيه ؟ ربما , لكنهما ربحا شيئاً غير عادي , وهي ستدافع عن ذلك حتى الموت .
آخر ليلة في إجازتهما أمضياها في تناول العشاء متمهلين , ثم التمشي على ضفاف البحيره في ضوء القمر .
- أسعيدة أنت ؟
رفعت وجهها إلى زوجها وقالت ببساطة :" نعم "
شعرت بذراعه تشتد حول خصرها .
أراد أن يحتضنها ويقبلها ولايتركها أبداً .
شبكت أصابعها بأصابعه :" هل أنت سعيد بما ينتظرنا ؟"
قال مداعباً :" ساحرة "
- ذلك جزء من جاذيبيتي .
- الأفضل أن نعود إلى الفندق .
ضحكت :" هل ستكون حريصاً عليّ إلى هذا الحد طوال مدة الحمل ؟"
- ضعي هذا في حسابك .
قالت جاده :" ألن تعترض إذا عدت للعمل لفتره ؟"
وكان ينتظر هذا السؤال منها :" الساعات قلائل يومياً . والأفضل صباحاً , ثم يمكنك الإستراحه بعد الظهر "
- لابأس .
- لابأس فقط ؟
ابتسمت له بأبتهاج :" نعم "
كان ذلك كل ماتريده . . لا , بل هناك شيء آخر , إنها تريد أن تعد غرفة للطفل وأن تشتري جهازاً كاملاً له .
- يالهذه الليونه والخضوع !
قالت ساخره تداعبه :" آه , حب رجل رائع يفعل الأعاجيب بالمرأة "
بدا الهزل في عينيه :" أريد منك أن تكوني تحت تصرفي "
- وأنا أعبدك حين تفعل ذالك .
- تعبدينني ؟
تبدد الهزل واحتل الإخلاص مكانه فمسّ هذا فؤاده .وأضافت هي بهدوء :" لشدّ ما أحبك "
قال برقة :" أعلم هذا . وليوفقنا الله ياحبيبي "
أنت تقرأ
انتِ الثمن . . . هيلين بيانشين
Romanceالملخص . . - لكل شيء ثمن , الا توافقيني الرأي ؟ - مالذي تريده ؟ - اريد طفلاً من صلبي مكنني ان اورثه ثروتي , ومن احسن لذالك من سليلة " آلبوا " ؟ - هل انت مجنون ؟ إنها الإتفاقيه التي عرضها ريف فالديز على دانييل التي وصلت أحوالها الماديه إلى العدم . وت...