دماء

81 5 0
                                    

بدأ كل شي من تلك الليله
مما كان بعدها بالزمن
جعلني افقد مشاهد منها
وكأنني أسير في جبل بسيارتي كل يوم ولكن هب الضباب للحظه ما جعلني افقد الرؤيه على المشهد الذي اعتدت رؤيته
و انسى وقت وكيفيه حدوثة

يؤلمني ما حدث لي وادمع كثيرا عند تذكره
امتلكت اسره ، امتلكت اما
كنت املك ابا ايضا
ولكن لطالما اردت ان أملك أبا غيره
تمنيت أن اعيش باسرة لن اسمع بغرفها الصراخ
تُقت أن اعود من المدرسه باحضان عائله تبادلني الحب
تعطف علي
ترأف بي

لطالما اردت الشعور بأني آمنه
ولكن لم استطع الاحساس بذلك الشعور يوما بذلك البيت
لم استطع حتى التنفس براحه فيه ليس بمبالغه ولكن لا اعتقد ان هناك شخصًا يستطيع الراحه ببيت يعلم انه ليس بمسكن له

كبداية
ذهبت إلى الروضه لأول مره اخرج بها من البيت
مما كان صعب علي ان أتأقلم على أناس لم اعرفهم
كنت فاقدة الثقه لنفسي
ما جعلني وحيده وهادئه بين قهقة وعلو صوت الاطفال
أجهشت بالبكاء عند دخولي في ذلك المبنى
ملكني الخوف
لم املك احد اعرفه
اردت الذهاب والهروب
عددت الدقائق والساعات
وأدمعت مره اخرى
إلي ان اشارت آنستي إلى احد تلك اللوائح
وشاهدت باحدها رجل اطاح به الجنون
وعندما كانت تشير إلى تلك اللائحة
رددت
أن اكثرتِ البكاء ستصبحين شبيهه له
لم افهم ماذا تعني
ولكن اوقفت سقوط دموعي للحظه
مما جعلني اكره انه اذرف الدموع
فا أنا لا أريد أن افقد عقلي كما فقده ذلك الرجل بتلك اللائحة

حاولت الاندماج بينهن
اللعب معهم والتحدث إليهم
ولكن كل طرقي باتت بالفشل
يبدو انني لم احصل على قبول احد فيهم
لم يهمني ذلك كثيرا
لأن تركيزي كان على مقطوعة غريبة
قامت بتشغليها الآنسة فضولي قادني للاستماع لها
كانت هي المكان الامن لي عند علو أصواتهم

انتهى صباح ذلك اليوم وحان وقت عودة الاطفال إلى بيوتهم
كانوا متشوقون لأخبار عائلاتهم بما حدث لهم بأول يوم لهم بالحضانة
إما أنا
لم اكن اريد الحضانة بتلك الشده
ولم اكن ايضا معجبه ببيت عائلتي
اردت أن أمضي وقتا إضافيا ولكن رن الجرس
وقطع حبل افكاري حينها

عدت للبيت ذلك المساء ،اسمع صراخ امي من تلك الغرفه وقد كان ابي بالغرفه ذاتها والدماء تملأ الغرفه
ارى تلك الليله وكأنها بالامس وجه امي الذابل من تلك الكدمات وصوت ابي الذي لم استطع ان اتخطاه من  ان كنت بذلك العمر
اذكر
تهديداته، قبح كلامه، تبريراته التي مللنا من سماعها
كان واقفا على ذلك امام والدتي
وامي صامته على ما فعله بها وعن قدمها التي امتلئت بالدماء
لكي لا تشعرنا بالذنب والقلق المشكله ليست بهنا
بل به، لم يكن نادما وكأن الانسانيه انعدمت من قلبه

حينئذ اردت ان اقتله اردت ان اؤذيه لو لم يكن ابي
لاخترت تمزيق قلبه وجرحه
ولكن اين الابوه اذا ما كان خوفي الاول
او كرهي الاول
او رهاب بحد ذاته
الماساة التي جعلت حياتي اصعب
التردد الذي جعلني اخاف التحدث عما اريد قوله
الالم الذي لم يشفى بقلبي لحد الآن
لما يا ابي لما لم تكون كغيرك من الاباء
لما كان علي ان اشاهد امي غريقه بين الكدمات والدماء
ما الذي كنت ستخسره اذا ما كنت جيد لها؟

اردت ان اساله كثيرا
لما انا
لما انا من علي ان يتحمل كل هذا الالم
لما اجبرت امي على ولادتي
كنت تعدها بحياه كحياة الاميرات ،فما الذي حدث الان

اردت ان اتخطى تلك الليله باشد ما لدي من قوه ولكن سقطت خائفه بفراشي
لم اكن نائمه ولو لوهله
كنت غارقه بمحيط لا نهايه له
في دوامة افكار لن تصمت إلى ان تجعلني احد غراقها
واذا نجيت
سأعود للغرق وكأنها عاده لا استطيع التخلص منها

افكر
هل امي ستقتل على يداه وتتركني بهذا العالم الشاق؟
اردت ان اكون طفله لم تعرف الا السعاده
ولكن الذي عرفته كان فقط هو الحزن
قلبي الصغير كان كزجاجة مكسورة كسرا لا جبر لها
لم تكن المره الاولى او الاخيره التي احزن بها
كان تحدث لاستمرار ولم يكن ايا من من شهد ذلك ،
ناطقا عن الموضوع
قائلين ( لا تقلقي تحسني له بالفراش وسيغفر لك ولن يفعل ما فعله لك)
قد كان الامر بتلك البساطه

*لن يفيدك التفكير*
صوت قربي بدأ بقول ذاك
كنت شاكه مما سمعته ولم انطق ببت شفه
عدت لافكاري لخلق اوهام اخرى برأسي

نطق الصوت مره اخرى
ادركت وقتها انه لم يكن وهما
كانت طفله بعمري ولكن
عقلها كان وكأنها اكبر سنا مني
اندهشت مما رأيته عندما اتت بقربي
كانت حسنه المظهر بالنسبه لطفله
شامة تحت احدى عينيها والاخرى اعلى شفتيها
اعين تخبرني بأنها هنا لاجلي
ملامح لن استطيع نسيانها مهما مضى عليها الزمن
ابتسمت لي وصدمت بحضني لم اعرفها ولم اقابلها من قبل
ولكن كانت ابتسامتها هي ما جعلتني انسى كل ما حدث لي لوهله
انسى كل الالم
كل ما حل بي ولكن
كانت جاده حين قالت بأنني لم اعرفها
لم اكن مهتمه بما قالته
بادلتها الحضن وانا ابكي
لم ارد ان اتركها لا اعلم كيف ظهرت فجاه من العدم
كل ما اردت ان اعرفه
بأنها لن ترحل
لن تبعدني عنها
بل بادلتني ما كنت شائقه لفعله ما شخص ما

لم احصل على عاطفة من اي شخص
وكنت شديده التعلق
فلذلك بادلتها
كونها اول من اهتم بي ولو كان ذلك بحضن
لينسيني آلام تلك الليله

بالنسبه لي كطفله
كان صعب ما رأيته
لانه حين اردت ان اتحدث وانطق بحرف سائله مما حل بامي
امسكني وقذف بي إلى احد تلك الأجدر
رأيت عيناه التي لم يكن بها الا الشر
وجهه الذي بدأ ابشع بافعاله الشنيعه
كانت تسألني عما حدث لي
ما الذي جعل وجهي باهتا لتلك الدرجه
لكني كنت غارقة بالافكار
ولكن عندما التفت لها
قررت ان اتحدث لها عن كل ما اتعبني يوما واثقل كاهلي
لم تلتفت وتتجاهل اي كلمه نطقت بها كانت من اول المرات التي اتحدث بها إلى شخص ولم يتجاهلني وبقى مستمع لي لآخر كلمه

هل كانت بتلك الصعوبه ان يأتي لي احد والداي ويقوم باحتضاني؟
هل كان من الصعب لهم ان يسألوني عما حدث لي عندما عدت من يومي الاول بالحضانه
اشعر اني كنت اعيش ببيت يخلو من اي مشاعر
لا يعرف ما هو الحب
عشت برود بمشاعري سنوات كثيره
وإلى الان لا اعرف ولن اعرف كيف اتعامل مع مشاعري كأي شخص اخر

نيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن