الدُخينة

54 4 0
                                    

هل هذا ما كنت اتمناه
هل رحيل امي كان الحل لانقاذنا؟
ليت تلك المركبه التي كنت اركض لها
ان تكون من تصدمني
هذا ما ظللت افكر فيه

وقت رحيل امي
وانا لا استطيع ان اعيش بذلك السلام الذي لطالما تمنيته
انا اكره ابي
ليس لهذا السبب فقط
لاسباب كثيره

انا اخجل من ان اقول هذا الموقف ولكن
عندما اتحدث به
ابتسم واضحك
وكأنه لم أتألم وقتها
اتصنع نسيان مشاعري وقتها
ولكن لن استطيع ذلك

ولذلك
عندما قررت ان ابدا واجمع شجاعتي
لسنين كثيره
وكانت شجاعتي ستكون بدايتها كلمه
وكنت انا من ساشعل نار شره به
خرجت مني كلمه لموافقه امي على كلامها
وعندما كانت نيراني تشتعل
لقول ما طالما كنت اخشاه
اطفئ النار التي اشعلتها فيني
كما لو كان يطفئ سيجاره بعد شربها
امسك تلك الخشبه التي لن انساها ولن اكون قادره على نسيانها
ولم استطع ان انتبه لما يفعله
الا واراها داخل قدمي
لم اصدق ما رأيته
كان مؤلم لدرجة اني هربت زحفا منه
ولكنه لم يكتفي
بل بقى يركض خلف تلك الدُخينه
التي اطفئها عندما قررت ان تشتعل
ان تقدر على النجاة من خوفها
ولكن دمرها فتات اشتعالها
بعد أن رأت قدميها بتلك الدماء
لم استطع حتى ان استرجع شجاعتي بعدها
حتى عندما كان يذهب كي يبدأ بتعنيف امي مره اخرى
لم انطق بحرف
لم اقدر على تحريك انمل من اناملي
كان تأنيب الضمير يقتلني ويغرقني بألمه
اردت ان اساعدها
ولكن اتذكر دماء قدمي
وملاحقته لي ذلك اليوم وكأنه لم يكن ابي
بل متوحش او
خزيا علي لو شبهته بالوحوش
كان أسوأ من ذلك
لم يكن يملك مشاعر وقتها
وكأني كنت فريسه له ولست ابنته

وعندما قابلني ذلك اليوم
بعد هذا الحدث
بدأ بالصراخ علي قائلا
انا اباك يا ابنتي لما انت خائفه مني
لم انا خائفه؟
اذلك ما كنت تسأله بحق
هل تلك الايام محوتها من عقلك بتلك السهوله
التي كنت فيها أسوأ من الوحوش
وأسوأ مما كنت تحذرني منهم يوما
كنت العدو لي
الذي يخشى علي مما حولي
ولكن لم يخشى علي من نفسه
الذي يجعلني ان اكتب بتلك الواقعيه
ان ذلك كان حقيقا كله
توقف قلبي كل يوم
من شده ذعري منه

حتى عندما رحلت امي
لم يحاول التغير
اخذنا لكي نلتقي
او ليس نلتقي بل نعيش عند اخاه
لم يستطع ان يتحملنا للحظه
لعله جرب ما كانت امي تتحمله طيله ذلك الوقت
كنت مرتبكه لم أعلم كيف اتحمل ذلك الموقف
امي انجبت اخي ولم يمر شهر على تركها لنا
لن الومها ولم افكر بذلك ابدا
زوج ضربها وقت حملها
هل سيتوقف بعد ولادتها؟

ولكن ما كان يبكيني
لم تكن حالتي او حاله احدى والداي
بل اخوتي
لم اكن بذلك الكبر ولكن
حملت طفل وانا بعمر العاشره
كل ما رأيت اخي اذهب هربا لتحت احدى تلك الطاولات كالعاده
وابقى طيله وقتي ابكي
متسائله كيف اكون ام جيده مثل امي لأخي
اخاف اني لم اكن ارضعه بشكل جيد
او لم اغير له بالشكل الجيد
عند رحيل امي لليله الاولى
ذهبنا لننام بفراشها
كلنا كنا نبكي ولم نكن نستطيع ان نتوقف
كان اول من بدأ بيننا اخي الصغير
الذي افترق عنها اول مراحل ولادته
لذلك كنت احزن عليه

وعندما ارى اعمامي يذهبون للصراخ على اخوتي
كما يصرخون على اطفال غيرهم
اصرخ عليهم باكيه لأني
لا اريد ان يشعروا بانه ليس لهم أم
بما انه امي لم تكن هناك
كنت أتألم
لرغم بساطه الموقف
توقف عمي عن الصراخ عليهم قائلا لي
(معليك يا بنتي هم سووا غلط واهاوش الاطفال كلهم ليش تبكين)
لم يكن يعلم ما اشعر به فعلا
كنت اخشى ان ينام احدهم ويفكر بقساوه العالم عليه
وان ليس هناك شخص ليستند عليه
لم اكن اظهر مشاعري كثيرا
ولكن كنت هناك لهم
وانا هنا لهم دائما

نيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن