• انا ارد لكِ الجميل•

1.2K 51 35
                                    

9:30pm
London,Black palace,After 6 years...

صوتُ قطرات المطر المتساقطة هو كل ما يخالج اذناي الآن،اشعر كما لو ان السماء تشعر بي..تشاركني وحدتي وحزني....احيانا تقسو الحياة علينا وقد نتأذي جراء ذلك وننسي ما حدث بعد فترة ولكن هناك بعض الندوب لا تُشفي...تسكن اعماقنا بشدة وتتملكنا بدرجة كبيرة قد تغير من تصرفاتنا لااراديا...هذا ما اصابني بالضبط بعد ان هجرنا والدي،لا اعرف ما الذي سيأتي بعد ولكنني لست متفائلة حول القادم حقًا...

كنت اجلس بالأسفل بجانب ذلك الباب الفخم ذو اللون الذهبي المزخرف بأشكال عديدة من اللؤلؤ،انه باب القصر الاصلي غير تلك البوابة الضخمة السوداء علي بعد امتار مني،كانت تنهيداتي ترافق زخات المطر المتساقطة بين الحين والآخر...كم اكره حقا شعور العجز!!

اسوء ما قد تشعر به بعد شعور الفقدان...كما ترون انا لدي احلام كثيرة ولكن لا اعرف ان كنت قادرة علي تحقيقها ام لا فليس هناك من يدعمني ويقف خلفي،بالطبع لدي امي ولكنها لا تريد المخاطرة،اشعر كما لو انها مرتاحة هكذا ولكن الي متي ستبقي عبده لهؤلاء الناس ؟ هل ستخدمهم للأبد ؟ هذا سئ ولا اريد التفكير بالأمر بل اريد التفكير بحل له فأنا اطمح ان ادرس واصبح شيئا كبيرا بالمستقبل،حينها لن تضطر للعمل لديهم!

"ماذا تفعلين هنا ؟"قاطع خلوتي صوت بارد اجش دوما ما يجعل قلبي يخفق بإستمرار،لأنهض بتردد محاولة ان اتفادي النظر له،انه بلاك..

"لقد..لقد كنت اشاهد المطر "قلت بصوت هادئ متزن بينما اخفض نظري للأسفل العب بأصابعي كالعادة...ساد الصمت لبرهة ثم سمعت صوت خطواته يسير مبتعدًا عن القصر تحت المطر تاركا اياي استنشق عطره الرجولي ذو الرائحة الفتاكة!

الي اين يذهب الآن في هذا الوقت ؟ حاولت تجاهل خروجه هكذا ثم سرت متوجهة للداخل كي اري ان كانت امي قد خلدت للنوم ام لا،فلا احد بالقصر غيرنا نحن وبلاك وبقية الخدم،ان والدا بلاك في المانيا ولن يعودا الا بعد ان يُنهي جاكس ابنهم الآخر دراسته وهذا تقريبا بعد سنة او سنتين ربما..لست متأكدة...
في هذه الفترة انا اخدم بلاك بشكل جيد،لقد اصبحت في الرابعة عشر من عمرى،لست بصغيرة بعد الآن! وهو قد اصبح في العشرين من عمره،يكبرني بست سنوات كاملة وبالرغم من ذلك مازالت شخصيته كما هي،بارد وقاسي ومتعجرف...الخ...ولكن هل نولد يا تري بهذه الصفات ؟
بالتأكيد لا وهذا ما يجعلني اقول دائما ان ما يحدث بحياته هو ما جعله ذلك الشخص الذي عليه الآن،فظروفه وهو صغير كانت مختلفة عن معظم ايام طفولتنا....لذا لا استطيع الحكم عليه...انا سأعتني به مهما حدث..تراودني مشاعر مختلطة اتجاهه واهمها هو ذلك الحب الصادق الذي اكنه له منذ ان كنت بالعاشرة...لقد بدأت قصة حبي له آنذاك...

ذهبت الي حجرتي انا وامي لأبصرها نائمة علي السرير متدثرة بذلك الغطاء البني الخفيف،لم اشعر بالرضا جراء ذلك كون الجو يزداد بروده عند حلول منتصف الليل،لألتقط غطاء سريري ثم اغطيها به بهدوء محاولة عدم ايقاظها ولكنني صعقت بشدة حينما لمحت عيناي كمية الدماء التي تسيل من يد امي اليُسري وذلك المشرط الفضي الملوث بالدماء علي الأرض جانب السرير...

احببتُ شيطـانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن