•العـمة وابنتها•

1.1K 45 16
                                    

مرت عدة ثواني شعرتُ بها انني علي وشك ان القي حتفي،الا انه حدث ما لم اتوقعه...لا بد ان قدر بلاك مرتبط بإنقاذي من المصائب!
لا اعلم ان كان عليّ ان اسعد بهذا ام احزن ؟! كان قلبي ينبض بعنف بين ضلوعي وقطرات العرق تنزلق ببطئ من علي جبيني وانفاسي الهائجة الغير منتظمة تخرج من بين شفتاي المرتجفتان،اكنتُ حقًا علي وشك التعرض لأكثر شئ سئ علي الاطلاق ؟

"هل لمسكِ ؟"جملته تلك التي نطقها بصوت خشن جامد نوعا ما جعلت قشعريرة تمر بجسدي،وبعدها تداركت سؤاله في عقلي ولم يسعني سوي ان انفي برأسي

سمعت صوت تنهيدته ثم شعرت به ينخفض نحوي وانا مازلت لم انظر لعيناه بعد،شهقت حينما وضع يداه حول قدماي،ليحملني في وضعية العروس وانا بدوري تعلقت برقبته لأشرد حينها بوجهه لبرهة وقد شرعت في التدقيق به لااراديا بدايةً من عيناه الرمادية الحادة ورموشه الكثيفة ثم ملامحه الرجولية القاسية وفكه المنحوت بدقة

"كُفي عن النظر اليّ! هذا مزعج بحق"

ابتلعت ريقي مخفضة رأسي مرة اخري بخجل شديد حينما نطق جملته تلك ببرود مختلط ببعضٍ من السخرية الي ان شعرت به ينحني ليضعني في المقعد الامامي بجانبه في سيارته السوداء الفاخرة من نوع BMW،اغلق الباب خلفي ثم التف ليركب هو الآخر ويقوم بقيادة السيارة ليعم الصمت علي المكان...

"من ذلك الفتي ؟ هل تعرفينه ؟ "خرج صوته بهدوء شديد بدي وكأنه يصارع نفسه هذه المرة كي لا يُظهر غضبه امامها او شئ من هذا القبيل...زفرت روزا الهواء بخفة ثم قالت بصوتها الانثوي مُجيبة بينما تضع تلك الخصلة المتمردة من شعرها الكستنائي علي عينيها وراء اذنها"لا..لا اعرفه،لكن علي ما يبدو انه معي بنفس المدرسة وهذا مع مراعاة انه يكبرني سنة اي في السنة الاخيرة بالثانوية..هذا ما قاله"

"هل انتِ بالسادسة عشرة ؟ "سألها ببرود وهي قد صدمت حقا كونه لا يعرف عمرها ولكنها أجابته بنوع من الخذلان"نعم" وهنا حيث انتهي حديثهم عندما وصلوا ليسألها
"هل ستستطيعين السير ام احـ......؟" قاطعته هي بصوتها الهادئ" لا بأس استطيع السير"،نزل هو من السيارة اولا ثم تبعته هي تسير ببطئ ورغم ذلك حاولت اللحاق به ومجاراة خطواته حتي امسكت يده بخفة
" سيد بلاك انتظر" وحينما التف لها يرمقها بنظرات استفهام تركت يده سريعا ثم نطقت بصوتها الرقيق بنبرة مهذبة محاولة تجنب نظراته تلك التي تجعلها مرتبكة
"شكرا..لك،لن انسي ما فعلته"ثم ذهبت للداخل تاركة ايه ورائها يرمقها بنظرات مبهمة الي حد كبير بينما ثم يحدق بيده التي لمستها للتو،لقد بدت وكأنها طفلة حقا بينما تشكره بحجمها الضئيل فهي بالكاد تصل الي صدره!

"روزا ما بك يا فتاة تبدين كمن خرج من حرب،ان شعركِ اشعث وملابسكِ غير مُهندمة ! "نطقت الخادمة في الثلاثين من عمرها التي تدعي سارة ذو العيون السوداء والشعر الاسود القصير بتعجب حينما دلفت المعنية الي حجرتهما،فهي باتت تنام مكان والدتها المتوفاة حتي تؤنس وحدتها

احببتُ شيطـانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن