احببتُ شيطـان

•اسيرة في قبضته•

"كُنـا اطفـالًا فقط حينما وقعنـا بالحُبِ لا نعرِف مـا هو "
________________//////////____________

تلك الليلة التي قررت فيها روزا ان تتبع قلبها بسبب الغيرة المستمرة التي اصبحت تنهشها مؤخرا،ادركت فيها كم كانت مخطئة....ادركت فيها اشياء لم يكن عليها معرفتها،ادركت انها اوقعت نفسها في فخ نصبته هي بنفسها بينما تجهل ذلك!

لقد رأت ذلك العالم القبيح الذي لم يتوجب عليها رؤيته وهي مازالت فتاة في السادسة عشرة من عمرها،لكن ما باليد حيلة...هي فقط كنّـت حُبا نقيا بريئًا لـ بلاك،ولم تكن تعلم ان الحب كالشعلة قد يحرقها احيانا ان لم تأخذ حذرها...

"روزا المسكينة...تؤتؤ..لم اتوقع تواجدك في هذا المكان" كانت هذه جولي التي تحدثت بنبرة شامتة بينما تمرر عينيها علي روزا المتقرفصة ارضا تدفن وجهها الباكي بين ركبتيها بجانب باب الغرفة التي كانوا مجتمعين بها

"هه،لا بد انها تعمل هنا لكسب المال،لكن كيف تعمل هنا وبلاك ليس علي علم بذلك؟!"اردفت والدتها تيريسا بصوت اجش يسوده الفضول،ظلت روزا صامتة ولم ترفع رأسها حتي لهم....
لقد كانت منهارة للغاية بسب ما فعله بلاك معها،حيث انه عندما كشف عن وجهها وتأكد انها هي روزا قبض بيده علي ذراعها بقوة حتي برزت عروقه وجرها ورائه بسرعة كما لو انه يجر احد الحيوانات غير آبها بصرخاتها المترجية له بأن يتركها

"اتركني ارجوك..هذا مؤلم.."لكنه اكمل سيره وعيناه تتوهج من الغضب حتي تعثرت ووقعت ارضا لتصطدم رأسها بحافة احدي الابواب المفتوحة وتصاب بجرح في جبهتها
توقف حينها ثم مرر نظره عليها مجددا،ليغلق عيناه محاولًا تهدئة اعصابه ثم ترك يدها بقوة بينما يرجع شعره للوراء ثم نادي بصوت عالٍ حاد
"تيريسا"
قدمت المعنيه علي صوته ليقع فكها حينما رأت ذلك المنظر امامها
"ضعيها في الغرفة واغلقي الباب حتي آتي،انا احذرك من السماح لها بالخروج من هنا والا سوف اقتلك انتي وهي وابنتك فهمتِ ؟ "

نطق بنبرة رجولية محذرة قبل ان ينصرف من الممر وقدماه علي الارض تصدر صوتا ينم عن مدي غضبه

وهكذا انتهي بها الحال في الغرفة تجهل السبب الذي جعل بلاك يفعل بها هذا ويعذبها بتلك الطريقة...اهذا لانها خادمته ؟ ام لانها لم تطلب الاذن منه هو ؟ هي حقا باتت لا تفهمه...هي لم تستغرب طبعه القاسي فهو يعاملها ببرود دائما ولكن لماذا الآن قد زاد الامر عن حده...

بالتأكيد هناك تفسير لما فعله! هي لن تصمت ولن تسامحه علي ما فعله بها....

في تلك الاثناء كان بلاك يقف في الخارج مُسهبا عينيه في الفراغ امامه بينما يضع يديه في جيوب بنطاله،يلتقط انفاسه بهدوء وروية بعيدا عن الضوضاء بالداخل ولكن ضوضاء قلبه لا تكف عن ازعاجه
هو لقد غضب وشعر بأن روزا لا يجب ان تكون هنا،هذا ليس مكانها...ولكن ان لم يكن كذلك لماذا هي هنا ؟ هو لا ينكر اضطرابه بجانبها حينما رآها بتلك الهيئة للمرة الاولي في حياته،لقد كانت مثيرة وجميلة للغاية،ولكن لم يعجبه ان يراها احد غيره هكذا...