*إسكريبت " قلبي في العصر القديم " " البارت الثاني "*
لم تنم أريج ليلتها قط .. فقد باتت تفكر في الحديث الذي سيدور بينهما ، قاطعت شرودها جدتها التي جائتها إلى الغرفة كي تعطيها مفاتِح مكتبة تقبع في المنزل .. فقد كانت الجدة تبحث عنهم طيلة خمس ساعات و ذلك كان تلبية لطلب أريج التي أصبحت مهووسة بقراءة الكتب و الروايات .
في صباح اليوم التالي استيقظت أريج أو أنها لم تنم ، كان يشع من عينيها نشاط و حيوية على غير عادتها ، كان لباسها في يومها هذا مميزا إلى حد كبير فقد آثرت على أن تبدو أجمل فتيات الجامعة و حتى لا تسمح لحبيبها بأن ينظر إلى فتاة أخرى ، ذهبت إلى جامعتها و حين وصلت كانت قد كُدِست بالطلاب عن آخرها و لكن لم يصعب عليها إيجاد يوسف و لم يؤخرها عنه بضع دقائق سوى تلك الفتاة التي طلبت هاتفها لإجراء مكالمة ضرورية نظرا لنفاذ رصيد جوالها و لم تمكث سوى ثلاث دقائق حتى أعادت الهاتف شاكرةً لها ، أخذت أريج تخطو ناحيته إلى كافتريا الجامعه بخُطىً دئوبة ، و برغم الضجيج من حولها إلا أنها كانت تظن بأن الجميع يسمع صوت قلبها الذي لم يهدأ قط ، كان يوسف واقفا يتحدث إلى أحد أصدقائه و لكنه كان ينظر إلى الجهة الأخرى ، و ما إن أصبحت أريج تقف خلفه حتى إشتعلت وجنتيها و أصبحتا تشعان باحمرار من شدة الخجل ، حاولت أن تتنفس بشكل منتظم و لكن أنفاسها لم تطعها ، أغمضت عينيها و ربتت على كتفه برفق و سرعان ما إلتفت إليها
_ نعم !!
= أنا جيت 😁
_ أفندم ؟!! هو حد قالك إني بسجل للطلاب حضور و غياب و لا إي ؟!!
= فيه إيه يا يوسف إنت ها تهزر ؟!
= إنتي بتتكلمي معايا كده لي يا بت إنتي ؟!
_ هو إنت مش كلمتني بالليل على ماسنجر و قولتلي أقابلك هنا ؟! ، لفت إنتباه أريج تجمع الطلاب من حولهم و هذا ما جعلها تشعر بالإختناق و الحرج ، فصاح هو بكلماته التي أطاحت بها و بقلبها بعيدا
= و أنا أكلمك ليه من أصله ؟! هو إحنا من إمتا فيه ما بينا كلام إنتي جاية تعملي حوار عليا
_ و الله العظيم مش جاية أعمل حوار و لا حاجه إنت فعلا كلمتني أنا مش بكدب حتى شوف ماسنجر بتاعك و إنت تعرف ، في تلك اللحظة بلغ غضب يوسف ذروته و إحمر وجهه من شدة الغضب ، و قام بفتح هاتفه و من ثَم تطبيق الرسائل و إذا بها تشهق من شدة المفاجأة .. فلم تكن هناك أي محادثة بينهما ، و لكنها لم تكتفِ بذلك بل أخرجت هاتفها هي الأخرى و بحثت عن تلك المحادثة و لكنها لم تجدها .. حتى أنها ظنت بأنها لم تكن سوى حلم أو شيء من صنع مخيلتها ، و لكنها على يقين تام بأن ما حدث ، حدث بالفعل و لسوء حظها قد نسيت أمر تصوير الشاشة و تفاجأة بيده حول ساعِدِها و قد جذبها نحوه بقوة ناظرا لعينيها قائلا بوقاحه
= أنا عارف الحوارات دي كويس أوي و إنتي مش أول واحدة تعملها بس ما كنتش أتخيل إنها توصل بيكي لإنك تتبلي عليا و قدام الجامعة كلها ، ده تشويه لسمعتك إنتي مش أنا ، الجامعه كلها شاهدة و الكل عارف إنك بتجري ورايا و لما ده ما جابش معاكي فايدة قررتي تعملي الشويتين دول ، تصدقي أنا فعلا دلوقتي ما بقيتش أطيق صنفك ، كان خفقان قلبها يزداد مع كل كلمة يقذفها بوجهها و كأنها سهام مشتعلة كلٍ منها تحرق جزءا لا يتجزأ من قلبها ، لم تأبه بيده التي كادت أن تترك أثراً ملفت على ذراعها و لم تأبه أيضا بمن يتهامسون عليها مِمَّن حولها ، جل ما حطمها و كسر بخاطرها كلماته الرثة التي جعلته يبدو وحشا في نظرها ، في تلك اللحظة بدا قلبها و كأنه تبدل بقطعة حجر لا تعرفه حتى ، كان جسدها ينتفض و قد أحس بذلك ، و لكنها تغلبت على تلك الرعشة و حركت ساعدها حتى أفلتت يده ، كانت تدور بعقلها العديد من العبارات التي حتما ستجعله يندم على حديثه الرديء و لكنها لم ترد ذلك فهي لم تقوى حتى على التفوه بحرف ، فقط اكتفت بنظرتها التي أخبرته عبرها الكثير و ذهبت تجر أذيال خيبة أمل لم تشهدها من قبل .
كانت تشق طريقها إلى المنزل سيرا على الأقدام على غير العادة ، و فجأة شُلَّت حركتها حينما تذكرت تصوير الشاشة
يتبع .............#صغيرة_الكُتَّاب
#سارة_فرج
أنت تقرأ
إسكريبت قلبي في العصر القديم
Teen Fictionهنيئا لمن حظي بقلبٍ نقي ، وحظه عاثر إن لم يتمكن من الحفاظ عليه