الـفـصـل الـثـانـى عـشـر

123 12 0
                                    

-

شركة ستايلز للأزياء..
كانت تلك العبارة -والتي كانت تلفت أنظار من يمر بجانب الشركة- تُزين مدخل الشركة وتعطيها المزيد من الهيبة والرونق. أخرجت كيت تلك التنهيدة العالقة بداخل صدرها، قبل أن تتقدم لداخل الشركة بتردد. أتجهت نحو طاولة الإستقبال، ليبتسم لها الشاب الجالس أمام حاسوبه قائلاً برسمية:
«مرحبًا بكِ أنستي فى شركة ستايلز. كيف أساعدكِ؟»
«أريد مقابلة السيد هاورد ستايلز من فضلك.»
أجابت كيت بإختصار، ليجيب الأخر:
«أعتذر لكِ أنستي، لكن لا يمكنك مقابلة السيد هاورد دون موعد سابق.»
«أنت لا تفهم، يجب أن أقابله حالاً.. إن الأمر مهم للغايه. أرجوك دعني أقابله..»
أخبرته كيت، لينفي الأخر برأسه قائلاً:
«أسف، لكن هذه هى القواعد لذا أطلب منكِ أنستي أن ترحلي بهدوء حتىٰ لا أستدعي حراس الأمن.»
«أنا لا أهتم لقواعدك السخيفة تلك، دعني أقابل السيد هاورد الآن واللعنة.»
أنفعلت كيت وهى تضرب بقبضة يدها طاولة الإستقبال، لينادي الأخر على حراس الأمن. تقدم حراس الأمن تجاه كيت، ليقفوا أمامها.
«من فضلكِ تحركي معنا بهدوء لخارج الشركة.»
تحدث أحد الرجال منهم، لتنظر له كيت قائلة:
«لن أتحرك من هنا حتىٰ أقابل السيد هاورد.»
«وأنا لن أعيد حديثي مجددًا.»
نطق الحارس تلك الكلمات بضيق، قبل أن يمسكها من يدها ويسحبها لخارج الشركة وسط نظرات بعض الأشخاص الموجودين. حاولت كيت المماطلة، لكنه كان أقوي منها وظل يسحبها حتىٰ وصل لخارج الشركة.
ظلت كيت تصرخ بـ أتركني و بـ يجب أن أقابله للحارس، لكن بلا جدوي حتىٰ لاحظتها سيدة ترجلت من سيارتها فى ذات اللحظة.
«أتركها جيفيري.»
صدع صوت تلك السيدة من خلف جيفيري، ليتلف الأخر ويجد سيدته أمامه. ترك كيت بهدوء وهو ينظر لتلك السيدة بإحترام.
«أمركِ سيدتي.»
نطق جيفيري بإحترام، ثم ترك كيت التي كانت تنظر له بغضب.
«ماذا يحدث هنا؟»
تساءلت تلك السيدة وهى تتبادل نظراتها بين كيت وجيفيري، ليجيبها جيفيري سريعًا:
«تلك الفتاة كانت تريد مقابلة السيد هاورد و...»
قاطعته كيت قائلة بغضب:
«أنا أردت مقابلة السيد هاورد بشأن أمرٍ هام وهذا الراجل عاملني بطريقة سيئة، وهذا تصرف غير لائق بالمرة.»
طالعتها تلك السيدة للحظات قبل أن تتحدث قائلة:
«ولما تريدين مقابلته لهذه الدرجة! وما ذلك الأمر المهم الذي عرضتي حياتك للخطر من أجله؟»
«أنه أمر خاص بعائلة ستايلز. هل أستطيع مقابلته الآن؟»
أخبرتها كيت بنفاذ صبر، لتقهقه الأخرى قائلة:
«أنا نيكول ستايلز، زوجة هاورد وأحد أفراد عائلة ستايلز. يمكنكِ أخباري بذلك الأمر المهم أيتها الشابة.»
تقدمت كيت نحوها لتخبرها بجدية:
«هل يمكننا الحديث بمفردنا؟ الأمر يخص أبنكِ هـاري.»
تغيرت ملامح نيكول، لتنظر لها بشكٍ قبل أن تتحدث:
«ماذا به هـاري؟ وكيف تعرفينه!»
«أنا أود الحديث معكِ بشأن هـاري، لكن بمفردنا وليس هنا.»
أخبرتها كيت بجدية، لتجيبها الأخرى بإستنكار:
«وماذا يثبت لي بأنكِ تقولين الحقيقة ولستي فتاة تسعي وراء الشهرة من خلف أبني؟»
«أنا طبيبة نفسية وأعلم بشأن حالة هارولد النفسية، وأعلم أيضًا بأنه يُعاني من مرض أضطراب الشخصية منذ كان فى سن العاشرة، وبأن الطبيب دايفيد أوين هو من كان يشرف على حالته وأنه مكث فى المصحة الخاصة به لعامين.»
تفاجئت نيكول من حديث كيت، فهي وزوجها والطبيب دايفيد فقط من يعلمون بتلك الأشياء.
«كيف تعلمين كل ذلك؟»
«سأخبركِ كل شئ، لكن بمفردنا.»
أومئت لها نيكول، لتخبر جيفيري والذي كان يقف بعيدًا بأن يعود إلى عمله. تحركت نيكول وبجانبها كيت لداخل الشركة، وأتجهتا تحديدًا نحو مكتب هاورد..

-

بينما فى الجانب الأخر -تحديدًا فى مدينة برمنجهام- تقدم مارك نحو هـاري الذي كان يجلس أمام النافذة وبيده كأس من النبيذ الأبيض الفاخر، ليتحمحم قليلاً قبل أن يتحدث:
«لقد عثرنا عليها سيد هـاري.»
أبتسم الأخر بفخر، ليلتف له قائلاً:
«أحسنت مارك. أين هي الآن؟»
صمت مارك لثوانٍ، ليرفع الأخر أحد حاجبيه بشكٍ قبل أن يتحدث بعصبية وهو يضع الكأس جانبًا:
«أين هي مارك؟»
أنتفض مارك ليخبره سريعًا بعنوانها، لتتبدل ملامح هـاري نحو الصدمة وعدم الفهم.
«أخبر الحراس بأن يجهزوا الطائرة الخاصة بي، سأسافر إلى لندن الآن.»
تحدث هـاري بهدوء مريب، ليومئ له الأخر سريعًا قبل أن يخرج وهو يتحدث فى هاتفه. أرتدى هـاري معطفه الأسود، ثم خرج من غرفته. أتجه نحو الباب، ليجد مارك ينتظره بالأسفل وهو يخبره بأن الطائرة ستأتي بعد دقائق. أنتظر هـاري فى غرفة المعيشة، وكل ثانية تمر كالدهر بالنسبة له. وبالفعل ما هى إلا دقائق حتىٰ هبطت الطائرة فى الحديقة الخلفية لقصره. أتجه هـاري وخلفه مارك نحو الطائرة، ليصعد الأثنين قبل أن تقلع الطائرة وتتجه نحو لندن..

-

جلست كيت داخل مكتب السيد هاورد، لتخبرهم بقصتها مع هـاري منذ أول يوم قابلته فى المكتبة حتىٰ لحظة وصولها هنا. أندهش كلاً من هاورد ونيكول من حديث كيت، والذي يدل على أنها لا تخدعهم أبدًا.. بل هي صادقة فى كل كلمة قالتها.
«لما تفعلين كل ذلك كيت؟»
تساءل هاورد بضيق، لتجيبه الأخري بصدق
«أنا أريد مساعدته.. هارولد يحتاج للمساعدة فقط، كما أخبرتكم أنا تخرجت من كلية الطب النفسي وأفهم حالة هارولد جيدًا.»
تنهدت كيت قليلاً قبل أن تُكمل:
«أعلم بأنكما لا تثقان بي، أنا أتفهم ذلك لكن جديًا لو كان أي شخص أخر مكاني لكان هرب بعيدًا بعد كل ما مر به مع هارولد، لكني لم أفعل ذلك بل أريد مساعدته.. هو يستحق فرصة أخرى، الجميع يستحق فرصة أخرى.»
نظرت لها نيكول وهي على وشك البكاء قائلة:
«شكرًا لكِ كيت.. على كل ما تفعلينه.»
«أنا لم أفعل شئ بعد، يجب أن أقابله أولاً وبعدها سأكون قد قمت بشئ.»
أنهت كيت حديثها وهي تنظر لهاورد الذي لانت ملامح وجهه وهو يفكر بحالة أبنه..
«سأحادث ستيفن -أحد رجالي- ليعلم أين مكان هـاري الآن، فنحن لم نتحدث منذ مدة طويلة.»
تحدث هاورد وهو يمسك هاتف المكتب ليتحدث مع ستيفن، لكن قاطعه صوت ضجيج خارج مكتبه وبعدها صوت أقتحام أحدهم..
وقف الجميع يطالع ذلك الشخص بتفاجئ وخاصةً كيت التي أرتجف جسدها وهى تراه بتلك الحالة مجددًا.. بملامح لا تبشر بالخير أبدًا.

نظر لها هـاري بملامح حادة تكسو وجهه، ثم أبتسم إبتسامة خفيفة قبل أن يفرق شفتيه قائلاً:«مرحبًا كيت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظر لها هـاري بملامح حادة تكسو وجهه، ثم أبتسم إبتسامة خفيفة قبل أن يفرق شفتيه قائلاً:
«مرحبًا كيت.»
صمتت الأخرى لا تعلم ماذا تفعل، هى بالفعل تود الحديث معه لكن ليس وهو بتلك الحالة. تمنت بداخلها أن يمر هذا اليوم بسلام، لكن ليست جميع الأمنيات تتحقق.. أليس كذلك؟

𝐒𝐭𝐮𝐜𝐤 𝐖𝐢𝐭𝐡 𝐘𝐨𝐮 || عالق بكِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن