الـفـصـل الـرابـع

251 22 3
                                    

-

لقد مر شهر أخر منذ ذلك الحادث الغريب. أختفى هـاري ولم تعد كيت تعلم عنه شيئًا. رغم أنها تعرفه جيدًا، إلا أنها شعرت بالقلق تجاهه. مؤخرًا أصبحت تشرد كثيرًا ولقد زاد تفكيرها به. مازالت تطالع باب المكتبة، منتظرة دخوله الهادئ بنظارته الكبيرة وإبتسامته اللطيفة. أشتقت له ولحديثه وللإستماع لنكاته الرديئة. حاولت كثيرًا البحث عنه، لكن كل محاولاتها بآت بالفشل. فى النهاية، قررت الإستسلام وعدم التفكير به‍ـاري..

خلال ذلك الشهر، تعرفت كيت على صديق أورورا المقرب من رومانيا سيباستيان. هو شخص مرح للغايه ولطيف، لذا شعرت كيت وكأنها تعرفه منذ زمن. لطالما أحبت الجلوس معه برفقة أورورا..

جلست كيت فى المكتبة كعادتها بعدما وضعت بعض الكُتب فى أماكنها، ليقاطعها صوت شجار أورورا وسيباستيان المعتاد. تنهدت كيت بقلة حيلة على حالهما، لتنظر لهما قائلة:
«ماذا الأن؟»
أقترب منها سيباستيان ليجلس بجانبها قائلاً بضيق:
«تلك الحمقاء أخبرتنى بأننا سنذهب لتناول الطعام معًا، لكن بدلاً من ذلك أخذتني معها للتسوق لمدة ثلاث ساعات دون راحة.»
أقتربت منه أورورا لتضربه على رأسه قائلة:
«هذا كان الحل الوحيد لأخرجك من المنزل، فأنت لا تهتم سوى لمعدتك.»
تنهد سيباستيان ثم قال بضيق:
«إلهي لا أعلم لما أنا صديقكِ حتىٰ.»

«أوه أنت لطيف للغايه باكي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«أوه أنت لطيف للغايه باكي.»
قالتها أورورا ساخرة.

«اللعنة أورورا بلاك، لا تناديني بذلك الأسم مجددًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«اللعنة أورورا بلاك، لا تناديني بذلك الأسم مجددًا.»
زفر سيباستيان بضيق، لتقهقه عليهما كيت. ظل الأثنان يتشاجران، بينما كيت تستمع لشجارهما بإستمتاع، فهما قد أضافا نكهة مميزة لحياتها الروتينية. بعد نصف ساعة، قرر الرفاق الذهاب لأحد المطاعم القريبة نوعًا ما من المكتبة. تناولوا العشاء هناك، مع الكثير من الضحك ونكات سيباستيان السخيفة. أثناء وجودهم هناك، صدع صوت هاتف كيت معلنًا عن وصول رسالة. أمسكت كيت هاتفها وهي تتفقد محتوي الرسالة والتى كانت من رقمٍ مجهول.
"أتمنى أنكِ تحظين بوقتٍ ممتع مع الغرباء."

لم تفهم كيت محتوى الرسالة وتساءلت بداخلها من هذا الشخص؟
قامت بالرد عليه بـ من أنت؟ وما شأنك؟
ليرى الرسالة دون أن يجيب. تنهدت كيت وهي تُغلق هاتفها، محاولة تجاهل ما قد حدث منذ لحظات..

-

عادت كيت لمنزلها، لتتجه بتعب نحو غرفتها. دلفت لداخل الحمام، لتستحم بماءٍ دافء. خرجت بعد مدة، لترتدي ملابسها سريعًا قبل أن تستلقي على سريرها. أمسكت هاتفها ثم فتحت تطبيق توتير لتكتب ما يجول بذهنها كعادتها كل ليلة قبل أن تنام
«سأكتب عنك دومًا، لعل عقلي يكف عن التفكير بك. لا أعلم هل أنت سعيدُ أم حزين، لكني أشتقت لك..»
شردت كيت للحظات وهي تتذكر ملامح هارولد، وتساءلت بداخلها لما هو يشغل تفكيرها هكذا؟
قاطعها صوت وصول إشعار على هاتفها من التطبيق، وقد كانت من مستخدم مجهول أيضًا.
«عبثًا هو يُحاول النسيان، لكنه يفشل دومًا فشلاً ذريعًا..»
قرأت كيت التعليق وهي تشعر بالغرابة. ما بال المستخدمين المجهولين اليوم. تركت الهاتف على الطاولة بجانبها، ثم عانقت وسادتها لتنعم ببعض الراحة...

-

كان الجميع يجلس داخل منزل السيد هانك، بعدما قام بدعوتهم لتناول العشاء فى منزله. صوت ضحكات سيباستيان تملئ المكان، كيت التى كانت تعانق ليو حفيد هانك، جاريد الذي كان منشغلاً فى إعداد الطاولة، أورورا التى كانت تُجهز العشاء مع تايلور زوجة جاريد. كانت أجواء عائلية لطيفة بحق..
أبتسم هانك لرؤية عائلته الصغيرة حوله، وتمنى بداخله وجود زوجته الراحلة معهم فى تلك اللحظة.
نظرت كيت لـ ليو وهي تمسك بوجنتيه قائلة:
«أنت ألطف شخص على هذا الكون يا صغير.»
أبعد ليو يديها عن وجهه منزعجًا ثم قال:
«أنا لست طفلاً رضيعًا كيت، أنا بالصف الأول الآن.»
خرجت والدته من المطبخ قائلة:
«حتىٰ وإن أصبحت فى الجامعة، ستظل طفلنا
الصغير.»
أدار ليو وجهه للناحية الأخرى، بينما كتف ذراعيه أمامه متنهدًا بقلة حيلة من حديث والدته، لتقهقه كيت على مظهره قبل أن تبعثر شعره بخفه قائلة:
«يا لك من فتي لطيف ليو.»
قاطعهم صوت جاريد وهو يقول:
«هيا يا رفاق، العشاء جاهز.»
ليتجه الجميع نحو الطاولة، ليتناولوا العشاء مع الكثير من المحادثات بينهم..

جلست كيت على الأرضية بجانب ليو، تشاهده وهو يلعب أحد الألعاب الإلكترونية على الشاشة أمامه. صدع صوت هاتفها معلنًا عن وصول رسالة، لتمسكه وتتفقد الرسالة والتى كانت من نفس الرقم المجهول
«رغم المسافات، إلا أني أشعر بالسعادة لرؤيتكِ سعيدة يا صغيرة.»
عقدت كيت حاجبيها بدهشة من تلك الرسالة، لتكتب
«يكفى كل تلك الترهات وأخبرني من أنت..»
مرت دقيقة، ليرد عليها
«أنتِ لطيفة للغايه كيت، لكن يجب أن أرحل الأن. أستمتعي بوقتكِ وداعًا..»
قرأت كيت الرسالة، لتكتب سريعًا
«مهلاً! ماذا؟»
لكنها لم تتلقى أي رد منه، لتتنهد بضيق من هذا الشخص. أغلقت هاتفها، ثم عادت بنظرها لتتابع ليو وهو يلعب..

أنتهت أمسية كيت، لتعود مع سيباستيان بسيارته. شكرته بلطف قبل أن تترجل وتتجه نحو منزلها...

𝐒𝐭𝐮𝐜𝐤 𝐖𝐢𝐭𝐡 𝐘𝐨𝐮 || عالق بكِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن