الفصل الثاني

160 21 7
                                    

الفصل الثاني
رواية / يومًا ما سنلتقي
بقلمي / هدير ممدوح

(قبل ما تقروا البارت أسألكم الدعاء لأختي بالشفاء العاجل)

صف أحمد سيارته أمام المشفى،  وهبط إيهاب على عجل ودلف  إلى المشفى شبه راكضً،  دون إنتظار أحمد  الذي لحق به مسرعًا،  سأل إيهاب موظفة الأستقبال عن اسم المريضة، لتخبره أنها بالعناية المركزة، وأملته الدور ورقم الغرفة، وسار إيهاب شبه راكض يتبعه أحمد بالممر المؤدي للعناية، تسمر إيهاب عند رؤيته لفتاة واقفة تنظر إلى شخص مريض من خلف الزجاج 

تقدم إيهاب منها ليقف وكان بينهم مسافة قصيرة لفظ إيهاب أسمها ببطء:- حنان
ألتفتت  له الفتاه بأعين دامعة وساد سكون طويل بينهم
لتقاطع هي الصمت الذي بينهم وتحدثت في إستغراب:- إيهاب انت بتعمل إيه هنا

إيهاب وهو يؤشر على المقاعد الموجودة بالممر :-  ممكن نقعد و نحكي شوية
أومأت رأسها بموافقة دون التفوه بشئ  وسارت معه و جلسوا بجانب بعضهم مع ترك مسافة بينهم ليبدأ إيهاب بالحديث:- عايز أعرف إيه اللي حصل بالظبط ف اليوم اللي ماتت فيه رهف

صمتت حنان قليلاً و تنهدت بعمق لتبدأ بالحديث قائلة :- مفيش حاجة جديدة يا إيهاب أنا قولت كل اللي عندي يوم وفاتها

نظر لها إيهاب بقوة وقال في هدوء :- وأنا عايز أسمعه تاني

صمتت حنان قليلاً ثم قالت بضيق:- تمام هقول أول ما وصلت لقيت رهف واقفة على كرسي كنت بعيدة عنها شوية صرخت بأسمها و بصت عليا وقالتلي وصيتي ان علياء تتجوز إيهاب هي الوحيدة اللي هتاخد بالها من ابني وهتعوضه عنى وبعدها رمت روحها من فوق الجسر وغرقت وبس ده اللي حصل 

نطق إيهاب بلهفة يحثها على الحديث :- وبعدين كملى

سقطت دمعة من أعين حنان وهي تتذكر صديقتها لتزيلها سريعًا وتابعت في حزن :- وبعدين رنيت عليك مفيش دقيقتين ولقيت علياء جات وانت كمان متأخرتش جيت على طول وبعدها انت عارف بلغنا الغواصين والشرطة جات وبس كده معنديش أي حاجة تانية أقولها

هز إيهاب رأسه في عدم تصديق و تحدث  بإصرار:- لأ اكيد دي مش كل حاجة أعرفها  أفهميني رهف كانت مكلماني وكنا مبسوطين وهنطلع نشم هوا شوية وقالت أنها هتقولك أنتى وعلياء في حاجه غلط يمكن حد أجبرها أنها تنتحر أو حد قتلها

هبت حنان من مكانها وهي تقول في عصبية:- أفهم بقا رهف ماتت خلاص ماتت أنت لازم تتقبل ده و تقدر تمشي دلوقتي أنا معنديش حاجة أقولها أكتر من اللي قولته

تدخل أحمد موجهًا الحديث في غضب وهو يرمقها بسخط :- آنسة حنان مكنش في داعى للعصبية دى
وقبل أن يكمل حديثه أشار له إيهاب بالصمت ليقف من مكانه ويذهب دون التفوه بكلمة وذهب أحمد خلفه وهو يجز على أسنانه محاولاً كبح غيظه من حديث تلك الفتاه 

يوماً ما سنلتقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن