الفصل الثالث
رواية يوماً ما سنلتقي
بقلم / هدير ممدوح
تعجبت كل العجب من كلمة الصغيرة لتسأل أماني بدهشة :- بابا إزاي وحقيقة إيه انا مش فاهمة
صمت خالد قليلا وبعدها تحدث بتوتر وهو ينظر إلي مريم :- مريم أطلعي أنتي دلوقتي
خرجت الفتاه وتقدمت أماني وهي تكتف يدها أمام صدرها لتقف أمامه و تتساءل :- اتكلم سمعاك
تنهد خالد وقال في هدوء:- أسمعى يا حبيبتى أنتي عارفة أن مريم بنت أخويا وأهلها أتوفوا وهي كانت طالبة من ماما انها تندهلي بابا وكمان هى عايزة تعيش معانا هيا دى الحقيقه قولت أنك مش هتوافقي على حاجه زي كده فعشان كده انا.....
قاطعته أماني وهي تقول بإنفعال :- عشان كده أنت رفضت وعشان كده البنت بتكرهني صح
أومأ خالد مؤكداً حديثها:- صح
تنهدت أماني في هدوء وأستشعرت حسن نيتة فقالت بلين :- ليه كده ياخالد أنا مش وحشة بالعكس أنا هفرح لما مريم تعيش معانا قول لمامتك إنك موافق ياخالد وأنا مش هزعل بالعكس والله هفرح من كل قلبي
شقت إبتسامة على وجه خالد وقد غمرتة البهجة وقال وهو يتأملها في حبور :- أنتي إنسانة جميله أوى يا أماني وقلبك أبيض وصافي وأتمنى إنك تسامحيني
ضيقت أمانى عينيها من آخر كلمة،على ما تسامحه؟ ولماذا؟ فقالت بإندهاش :- على إيه؟
توتر خالد وذاع بصره وهو يذرد لعابه في توتر،وقال مرتبكًا :- عادي ياحبيبتي يلا نطلع عشان ما نسبش ماما لوحدها
رهف بهدوء :- تمام يلا
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
عند إيهاب
كانت تلك المرأة المسنة بجلبابها الأسود تصرخ بإسم رهف
صدم إيهاب عند رؤيته لها وأقترب منها وهو يمسك يدها ويتحدث:- أهدي يا أمي أهدي ياست الكل
توقفت المرأة عن الصراخ وأحتضنت وجه إيهاب بكلتا يديها وقالت والدموع تنهمر من عينيها :- إيهاب يابني رهف فين ياحبيبي بنام كل يوم على أمل إنها تيجي فى أحلامي ومش بتيجي هي زعلانة منى طيب جيت هنا قولت أنادي عليها يمكن ترد بنتي مفيش نفسي أشوفها يابني نفسي أشوفها
كررت كلمتها تلك وجلست با لأرضية وهي تسند ظهرها على السور الحديدي لم يحتمل إيهاب وسمح لدموعه المنحبسة بمقلتيه بالهطول
إنحنى على ركبتيه وربط على ظهرها وتحدث في رفق :- قومي يا أمي خلينا نروح البيت قومي
نظرت له المرأة في حزن وقالت وهي تؤشر إليه :- لا يابني لأ أنا هفضل أنادي عليها لحد ما ترد أزاحت يد إيهاب برفق
وأستقامت المرأة وهي تمسك بالسور الحديدى وتنظر للمياه وتصرخ بإسم رهف وتبكي بحرقة :- رهف يابنتي فينك أمك مستنياكي يابنتي أطلعى يانور عيني وحشتيني
بكا كل من واقف على حال تلك الأم التي تبكي بحرقة على أبنتها
