الفصل الأول

2.9K 86 3
                                    

(الفصل الأول)

(يُعلن مطار القاهرة الدولي عن تأخر رحلة 15247 الذاهبة إلى باريس ساعتان بسبب أحدى الأعطال الفنية)
جلست على المقعد بتأفف ها قد تأخرت رحلتها لساعتان ولا يوجد أي شئ يمكنها فعله سوى الأنتظار
وأثناء جلوسها أخرجت أحدى الروايات لتقرأها وتسلي وقتها، رفعت نظرها بمحط الصدفه لتبتسم بحنين وهي تتذكر أول مرة جاءت ذلك المطار وجلست على المقعد الذي أمامها لكن الفرق بين حورية القديمة وحورية الجديدة تلك الجلسة الواثقة التي أكتسبتها والوزن الزائد التي خسرته، لقد تغيرتي يا حورية !

(طيب بما أني قاعدة شوية حلوين تعالوا أحكي لكم حكايتي ..أبدأ منين ..من الأول خالص وأقولكم مين هي حورية ..ولا من النقطة إلى غيرت كل حاجة في حياة حورية، واللحظة دي كانت برضو في المطار ده
في البداية أنا حورية، عندي 22 سنة، ماما ماتت وأنا عندي 10 سنين وبابا أتجوز وسابني عند أهل ماما ومن وقتها مشوفتوش، مكملتش تعليمي بعد الثانوية للأسف بأمر من خالي إلى كان ماسك كل أمور حياتي، أكيد هتسألوا دلوقتي أومال أنتي بتعملي إيه يا حورية، أكيد أنتي البطلة الغلبانة إلى هتروح شركة تشتغل فيها ويعجب بيها المدير
للأسف لا، أنا معنديش موهبة ولا فكرت أكمل تعليمي، قضيت حياتي بين المواعين وشغل البيت وتنطيط العيال الصغيرة لأني للأسف كنت عايشه في بيت عيلة
طيب وجه نصيبي ووقت أني أتجوز وأرتاح زي ما كنت فاكرة، لكن العريس طلع مدير خالي في الشغل إلى عنده 65 سنه وأيوة عنده عيال أكبر مني كمان، طول عمري عارفة أني مفرقش مع خالي وأنه عمره ما حبني لكني متوقعتش أبداً أنه يجوزني مديره
عملت إيه صح ؟، كلكم بتسألوا سامعاكم، ولا حاجه حورية إلى عمرها ما خدت قرار في حياتها وأخيراً خدت، ورمت الفستان والجزمة الكعب وطلعت تجري من الباب الخلفي لبيت العريس إلى كان المفروض يعملوا فيه الفرح، صدمتكم مش كده !
سامعه واحدة هناك بتقول ياريتك ما فكرتي يا حورية، تخيلو كمان مين ساعدني في الهروب !!، أنجي بنت العريس، أنا عارفة أنها كانت بتمثل أنها عايزة مصلحتي وقلبها عليا وأزاي أتجوز راجل كبير قد أبويا، وهي أصلا عايزة تطفشني مش أكتر، لكن في نفس الوقت كلامها كان صحيح، عايزين طبعا تعرفوا حصل إيه يومها !، تعالو أقولكم)

ركضت حورية بأقصي قدرة لديها ناظرة من وقت لأخر للخلف حيث منزل عريسها المسن التي كانت تنوي الزواج به منذ 5 دقائق
أما الآن فــ هي حرة، ماذا هي حرة !!!!!
توقفت وهي تنظر أمامها بصدمة ماذا ستفعل الآن

(وقفت من صدمتي !، دي أول مرة أكون حرة، دايماً في ناس بتقرر كل حاجه تخص حياتي بدالي، وأنا ..مكنتش بعمل حاجه غير أني أنفذ وبس، تتخيلوا أني فكرت أرجع للفرح تاني !)

ظلت تنظر أمامها قليلاً وخلفها قليلاً ماذا تنوي !، في يدها تذكرة السفر إلى فرنسا التي حجزتها مسبقاً بمساعدة أبنة خالتها (لورا) التي تعيش هي وخالتها في فرنسا، وفي الأخرى يوجد في بنصرها الخاتم الذي من المفترض أن يكون خاتم زواجها، ذلك الخاتم الذهبي التي لم ترتدي مثله في حياتها
ولأول مرة حورية الجبانة تختار حريتها، نزعت عنها الخاتم الذهبي وألقته خلفها وعادت تركض من جديد بعدما فكت رباط شعرها البني ولأول مرة راكضة في الشوارع وشعرها يطير حولها ينعم بحريته هو الأخر

نوفيلا "حورية 🐥" _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن