الفصل الثاني

1.7K 77 2
                                    

(الفصل الثاني)

جلست رحمة أمامها وهي تتحدث بلطف :
"أحكي لي بقى ياستي الموضوع كله وإيه إلى حصل وليه مشيتي"

بدأت حورية بسرد كل ما حدث ودموعها تغلبها :
"تخيلي يا خالتو أنه كان عايز يجوزني لواحد عنده 65 سنة، عنده بنت أكبر مني، يعني مكتفاش أنه يحرمني من التعليم ويقعدني في البيت، لا كمان عايز يجوزني لواحد أكبر منه هو شخصياً"

تحدثت رحمة بضيق :
"طب وأنتي متكلمتيش ليه، مقولتيش ليه أنك مش موافقة"

أزداد بكائها أكثر وهي تُجيب :
"وهو من أمتى واخد رأيي في عين الأعتبار يا خالتو، وكأن إلى بيتحكم في حياتها دي بهيمة مش بتي آدمة"

تنهدت رحمة بحيرة ثم أردفت بصراحة :
"عايزة الصراحة، كُلنا عارفين أنك بهيمة .... ليه !، عشان أنتي عمرك ما قولتي رأيك أصلاً عشان تخلي رفعت (الخال)ياخده بعين الأعتبار"

"شوفتي أهو أنا مش بحب أتكلم معاكي في حاجة عشان بتهزقيني في كل مرة"

(ولله أنا كحورية لو هرد على شخصيتي في الماضي هضم صوتي لصوت خالتي وهقول أني بهيمة)

هتفت رحمة بغضب :
"طب أعمل إيه طيب ما أنتي إلى غبية وعايزة الحرق بسلبيتك وعدم مسؤوليتك وتهورك دة"

"سلبية !، وعدم مسؤولية !، إيه يا خالتي الكلام الكبير ده هو أنا رئيسة وزراء"

أردفت رحمة بصراحتها المطلقة :
"أيوة سلبية، يعني أنتي دايماً بتتوقعي الأسوء يعني بدل ما تقولي رأيك في حياتك وتقولي لرفعت أنك مش موافقه على أي حاجة من إلى بيعملها، لا بتفترضي دايماً أنه مش هياخد برأيك"

زفرت حورية بضيق، لا تعلم ماذا تقول فنسبياً كلامها صحيح، لكنها خُلقت هكذا لا تقول رأيها في أي شئ ولا تفعل أي شئ تريده

"طب إيه أبوكي كان إيه رد فعله في الجوازة المهببة دي !"

"بلح ولا قال أي حاجه، ولا حتى خالي فكر ياخد رأيه"

رفعت رحمة حاجبيها بصدمة ناطقة :
"يعني هو ميعرفش !"

"لا يعرف بس مش مهتم ولا كأن إلى هتتجوز دي بنته"
وأنهت حديثها بأبتسامة ساخرة من بين دموعها

وضعت رحمة يدها على وجهها مرددة :
"لا حول ولا قوة ألا بالله إيه العيلة دي"

وضعت يدها بين خصال شعرها وهي لا تعلم ماذا سيحدث مستقبلاً أو ماذا ستفعل بعد ذلك، لكن كل ما تريدة الآن هو احتواء تلك الفتاة وحمايتها

____________

(اليوم التالي)

كانوا يجلسون على مائدة الأفطار التي كانت غريبة بالنسبة لحورية، فهي ليست معتادة على الكرواسون ومربي الفراولة وكوب الحليب هذا !
أين الفول والفلافل والباذنجان
الشئ الوحيد المشترك هو طبق البيض المقلي برغم من أنه يبدو _أبن ناس_ أكثر من ذلك الذي تأكله في مصر، وبرغم من دهشتها إلى أنها لم تعبر عن ذلك
وبعد أنتهاء الأفطار وقبل أن يستوعب أحد، لملمت الأطباق وأخذتهم إلى المطبخ
أندهش يوسف من تصرفها هذا ف في ذلك المنزل كل شخص يقوم بأشيائه
صاحت رحمة بصوت عالٍ لتسمعها حورية :
"حورية متعمليش المواعين الدور على يوسف أنهاردة"

نوفيلا "حورية 🐥" _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن