الفصل الرابع

1.3K 73 7
                                    

(الفصل الرابع)

(لو حد سألني في الوقت ده أنتي عايزة إيه، كنت هقول أني نفسي أفضل طول الوقت مبسوطة وبضحك ومش شايلة هم حاجة وبعمل إلى بحبه وقت ما أحب زي يوسف، أو ألف العالم زي لورا والحاجة إلى نفسي فيها أعملها في وقتها، أتمنيت أكون ولو أعيش نص حياتهم، أتمنيت أكون زي خالتو رحمة، وقت ما تتعب تعترف بتعبها وتقول أنا تعبت، عارفة أمتى تقول كفاية لحد كدة !، زي ما عملت مع حسين جوزها وطلبت الطلاق ومخافتش من لقب المطلقه ومسمعتش كلام خالي ولا سمحت له يفرض سيطرته على حياتها تحت أسم معندناش بنات تتطلق، كل ما أبصلها أتأكد أن العيش مطلقه مرتاحة، أفضل كتير من متجوزة تعيسة)

تحرك بباقة الورد وسط المقابر حتى وصل عند مقبرة معينة نقش عليها أسم لارا جوزيف، وضع الورد أعلى المقبرة وعيناه تلمع بالدموع
"لارا وحشتيني ...مر على غيابك 650 يوم، مش قادر أبطل عد ...مش قادر أنسي أنك سبتيني ومشيتي ...مش قادر أصدق أني خلاص هكمل لوحدي من غيرك ...كنت فاكر أن الدنيا بتكافئني بيكي ...معرفش أنها كانت هتاخدك مني بالطريقة دي ...أتمنى اليوم ده يتعاد تاني ...صدقيني مش هخرج من حضنك ...مش هسيبك تمشي ...مش هسمح لدقيقة واحدة تعدي من غير ما أقولك أنا قد إيه بحبك ...أنا قد إيه مش هعرف أعدي الوقت من غيرك ...أنا بحبك يا لارا...وأسف على كل لحظه حسستك فيها أني مش بحبك وأنا عمري ما حبيت قدك"

أنهي يوسف كلماته وهو يمسح دموعه التي ملئت وجنتيه، يتمنى من كل قلبة أن تعود، أن يكون قلبك معلق بأحدهم يمكن أن يكون شئ سئ
لكن أن يكون قلبك معلق بشخص يستحيل أن يعود فهو شئ بشع، بعدما كنتم تتقاسمون كل شئ وتتشاركون في كل جوانب حياتكم، فجأة يختفي ذلك الشخص بلا أستئذان ولا وداع تحت مسمي أنه "توفى"، حسناً ألا يمكن أن تعود، أنا لم أودعها بعد، هل يمكن أن تعود فقط لدقيقة !، دقيقة واحدة أخبرها كم أحبها وكم وددت لو أقضي الباقي من عمري بين ذراعيها، ان أعانقها فقط مجرد عناق لدقيقة واحدة
لقد مر ما يقارب سنتان على وفاة لارا ويوسف لم يتمكن من نسيانها، حبيبته التي سكنت وجدانه لأكثر من ثلاث سنوات في علاقة يملئها البهجة والفرح والحنان والرومانسية التي شهدتها شوارع باريس بينهم، وقبل أن تختم علاقتهم بالزواج اختتمت بسطر النهاية بوفاة لارا بورم بالمخ لم يعلم أحد بوجوده سواها، وبدلاً من أن تفكر بالعلاج، أستمعت لكلام الطبيب الذي قال انه لم يتبقى الكثير، وأختارت أن تكون بجانب يوسف ما تبقى من عمرها، تركت له ذكريات بكل مكان لتشعره دائماً أنه ليس وحده وأنها دائماً معه وبجانبه

قاطع سيل أفكاره رنين هاتفه، أخرجه سريعاً من جيب بنطاله الجينز ليجدها حورية، أستعاد رباط جأشه وفتح الخط وضعاً الهاتف على أُذنه ليصله صوت حورية الحماسي :
"يوسف بص وبسرعة هسألك سؤال وتجاوب بلا أي نقاش"

أردف بمرح وهو يمسح دموعه :
"أستر يارب"

"بص ياسيدي أه ولالا"

نوفيلا "حورية 🐥" _مكتملة_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن