الــــصــــفحة 05:

16 6 0
                                    

        عزيزي الأب السماوي

شكرا لك على هذه النعمة شكرا لك على هذه الطفلة ، على الرغم أنك عهدت بهذه الطفلة علي كهدية إلا أنني أعرف أنها تنتمي إليك كما عرضت هانا صموئيل إنها دائما في رعايتك ، إنعم عليها بالطريق المؤدي إلى الحياة الأبدية و أرسل روحك الروحية يوميا لقيادتها و إرشادها
آمل أن تخدمك هذه الطفلة بأمانة
           بإسم يسوع أصلي
                    آمين

بنتي!  القلم كيرجف بين إيدي ، العمر كل ما كيتقدم بيا.. كل ما كيقتاطع من صحتي
و خايفة من نهار القطيعة الحاسمة ، نهار نموت.
مخايفاش من الموت خايفة عليك، خايفة نخليك ورايا ، خايفة يرجعوك ل داك المستنقع
خايفة عليك يسلبوك حياتك متكونيش قادرة تواجهي الوجود.
النهار لي يكتاب تقراي هاد المذكرة غنكون مت
غتعرفي شكون نتي منين جيتي شنو طبيعتك
و غتعرفي بلي معندكش غير انا كيف وهمتك. معندكش غير جداتك هارلين لي كبرتك و رباتك و لي هربتك من الدور الإرلندية قنعتك بحجج واهية و أنها كانت خدامة تماك غير سافرت و رجعت لعندك 
غتعرفي بلي ماشي انا هارلين لي قنعتك ان واليديك مشاو لبلاصة بعيدة وقنعتك بفكرة الموت 
غتعرفي بلي خاص تقاومي كيف خاص تجازفي و تعرفي بلي نتي كتعيشي على حافة الخسائر و الإنهيار
القدر كيقودك ل شنو باغي و مخبي عليك الفخ لي غادة لعندو كيف مخبي عليك  نتي منين جاية

الحياة كانت قاسية على الأم ديالك بزاف
كنطلب من الرب متكونش  بهاد القساوة عليك
النهار لي  خرجتي للدنيا كان أجمل نهار في حياة ماري كانت كتبغيك بزاف! خاصك تعرفي شحال ضحات على قبلك، وكانت عارفة شنو كيتسناها
حاولت نهدئها و نريحها كلشي غيكون مزيان
و الحقيقة ان كلشي كان مزيان حتال ل ديك الليلة ...
بعد ستة أشهر من ولادتك قدرت نلقى قطار غادي للشمال
فين الأوضاع هادية شوية و بمشيئة يسوع تقدر من تماك  تسافر لمكان أكثر إستقرار 
الليل و الوقت متأخر جمعت معاها الحوايج المهمين لي غتحتاج في رحلتها، كنعرف سيدة كتسكن تماك تلاقيتها الصيف الماضي جات على قبل إبنها لي تعتقل في إشتباكات بين الجيش و المقاومة تعارفنا و ضايفتها في بيتي
كنت بعثث ليها رسالة باش تستقبل ماري عندها فترة معينة حتى تقدر تسير شؤونها من بعد
كنت كنودعكم و قلبي رافض فكرة أنكم تبعدو عليا ولفت بنتي ماري لي عوضت سنين الفراغ
و سنين ألم الفقدان ، فقدت طعم الأمومة
و ولفتك و لفت غواتك في البيت و برائتك
ولكن كان خاص تمشيو و تبعدو على الخطر
من نافذة القطار كانت كتلوح ليا بإيديها و نتي الملاك بين إيديها
القطار طلق صفارتو
و إبتسامة عامرة حزن كنت مستعدة نرجع نعانق الحيطان بحدي.

❜ سِريالية دماء ❛ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن