اليوم لم تُلاحظ وجودك يا زايد فبدأت مهرة بالقلق وكأن طفلها ضاع من بين يديها، ظَّلت تنتظر إتصالك أو حتى رسالة منك ولكن لا! في ذاك الليل لم تتصل ولم ترسل لها رسالة فكنت يازايد
غاضب منها ومن تصرفاتها فطالما أحببتها ولكنك أحببت نفسك قبلها.شديد الغيرة أنت يازايد وغامض بِكل أطباعك، أناني؟ نعم أناني بما تمتلك وأنت قد امتلكت مهرة وكأنها خُلقت لك. تحبها؟ بل تعشقها وتهوى التراب التي تمشي عليه.
نظرتَ لشاشة هاتفك يازايد فأنت الآخر تنتظر إتصال مهرة، حتى إن صديقك فارس لاحظ تَهربك في تلك الليلة فكان جسدك لايزال على الأرض ولكن فِكرك هاربٌ مِنك.
فارس = وكأنني لا أعرفك يا زايد ؟ ماذا حلَّ بك؟ من أنتَ اليوم؟
تساؤلات فارس كانت كثيرة فإنها لم تُعطي المجال ليجيب زايد.
فارس (يلوح بيده لزايد) = زااااااايد.
زايد وكأنه يرجع إلى الواقع = ماذا؟ لِمَ تصرخ؟
فارس ( يضحك) = والتي سرقت عقلك تتهنى به
زايد = ياليت لو إنها تتهنى به فقط. أوصلتني حد الجنون ياصديقي فأنا وحدي لا أعرفني.وضحك فارس وهو يظن بأن أخيه وصديق روحه يمزح معه، لا يافارس بل يعْني كل حرفٍ نطق به، يافارس صديقك يحُب ولا حرج لمن يحب.
وبعد انتظار طويل استسلمت مهرة وحاولت الإتصال بزايد ولم تغلق حتى أجاب زايد.
مهرة = وهكذا تفعل بي ياحبيبي تريدني أن أموت في غيابك وأنا لا أقوى على فراقك.
زايد = نعم وسأغيب في كلِ مرةٍ عند عصيانك لأوامري
قالت مهرة بعناد = لا لن تفعل ذلك
زايد = ألا تؤمنين بمقولة أن البعد يجعل العشاق أجمل؟
مهرة = لا فإن ابتعدنا مرة سندخل في حالة الشوق وعند نهاية الطريق نعتاد على الفراق.لم تؤمن بما قاله زايد فإنها تخشى البعد والمسافات وتخشى فراق زايد حبيب قلبها، فطالما أسْمته " بزايد روحي" وطالما أسماها "بمهرة قلبه" .
"أخْبَرتهُ بأنها لا تهْوى الغِيابْ. أرادَ أَنْ يَجُسَ نبضُها ويختبِر صبرها فغابْ. ولم يَعُدْ بعدها "
(إقتباس)