07/لقاء في الظل

217 31 64
                                    

✧༺لقاء في الظل༻✧


"القوة هي إدماني، لكنها نقطة الضعف الوحيدة التي لا أستطيع مقاومتها"


حدق أنطونيو إلى إيزابيل و قد حيره ارتباكها و حمرة وجنتيها المفاجئ. تململت متجنبة الاتصال بالعين تحدث هو ليكسر هذا الصمت

"الطقس دافئ جدا اليوم، أليس كذلك؟"

ابتلعت ريقها و ابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيها متجاهلة نظراته

"نعم، في الواقع الأعمال تزداد سخونة أيضا"

استغرب من ردّها لتضيف

"يجب أن أقول أن المطعم يتمتع بأنشطة مثيرة للاهتمام"

أومأ لها حديثه في اتجاه آخر

"في الواقع هو مكان فريد من نوعه ،جيد لإبرام الصفقات"

داخل نفسها بدأت تتصارع مع موجة من المشاعر المتضاربة أثار سلوكه أعصابها، و تردد صدى تلك الأصوات من حمام الرجال في ذهنها و كأنه لازمة غير مرغوب فيها. تتحدث في نفسها

"ليس لديه أي أخلاق ،استخدام العمل كذريعة لمثل هذا السلوك أمر يتجاوز عدم الاحترام"

كافحت للحفاظ على تركيزها لكن عقلها لم يفعل و هي تفكر في أفضل مسار للعمل. هل يجب أن تواجهه و تكشف أنها سمعت تصرفاته الطائشة؟ أم ينبغي عليها أن تدفن هذه الحقيقة غير المريحة و تستمر في لعب دور السكرتيرة المطيعة؟

"إنه يعتقد أنه يستطيع الإفلات من أي شيء، لكنني لن أسمح له بتشويه احترافيتي في العمل، سأصمت "

تمتمت لسانها يغلي داخلها حتى تمسك نفسها و لا تقوم بشتمه

"إنه ليس مجرد رئيس ،إنه ذئب يرتدي ملابس حمل وديع "

لم يدرك أنطونيو أن الهواء في سيارته الفاخرة يحمل أكثر من رائحة الجلد الفاخر و عطره،بل حمل ثقل الحقائق غير المعلنة و التوتر الذي تعاني منه سكرتيرته التي تتصارع مع المعضلة الأخلاقية المتمثلة في مواجهة تصرفاته المنحرفة.

•••••••

بعد عودتهما من المطعم جلس في مكتبه، عقله يعيد عرض اللحظات التي تلت عودتهما لأنه لم يستطع التخلص من التغيير المحير في سلوكها. و بلا وعي يحدق في التقارير الموجودة على مكتبه، و أفكاره تنجرف نحوها يبدو أن إيزابيل النابضة بالحياة التي عرفها في هذه الأيام قد تم استبدالها بنسخة أكثر صمتا،كل نظرة خاطفة ألقاها عليها عبر الجدار الشفاف كشفت عن خجل متزايد منها و تحدثت خدودها المتوردة بلغة خاصة بها متجنبة الاتصال بالعين.

"هذا ما ينقصني ،التفكير في سكرتيرتي "

قال متأملا فيها و قد تشكلت خطوط على جبهته. استند إلى كرسيه محاولا فهم التخبط الذي أحاط به.

Shadow ( A killer with an artist's soul) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن