سؤال خالد في عقلها بات سببا في تدهور صحتها النفسية شريط ذكرياتها الممزق يدور أمامها باجزاء مبعثرة من ماضيها يفقدها صوابها سبب الكثير من الآلام، مخلفا أسئلة لا متناهية، كلها تصب في بحر واحد.
من أكون؟
الوحدة، مجلدات من الذكرى تؤلمها، حقيقة أن كل ما عاشته مجرد خدعة يجعلها تمقت كل من كان حولها، كرهت ذاتها أيضا، متمنية الموت، خوفا من نفسها القديمة ، متألمة في صمت، لا يوجد من تستند عليه، تشعر بالضعف و الانكسار كما لم تشعر من قبل، محيط ملعون، وتشبثت بها لعنة الماضي.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
" كيف حالك ليا ؟ "
كان سؤال ٱرون كدافع لتعطي العنان لدموعها.
يراقب الهالات السوداء تحتضن جفنيها المتعبين بصورة مرهقة للنظر، وجهها يقاوم شحوبه بعد دوامات صاخبة بالتعب والصراع مع الذات.
ترمقه بلؤلؤتين تاعبتين تملكان الكثير لتقولانه ولا يسعمها النطق، واي كلمات هي التي تعبر عن ما قاسته بالفترة الماضية، التشتت والضياع وسط كل ما يراودها لا يزال طبيعيا.
تستقوي بذاتها سائلة
" من أنا ؟ أرجوكأخبرني، أين والدتي؟ هل تخلتعني؟"
تتكلم بغصة مصطحبة معها دموع إعياء و شعور بأنها عاشت كذبة طيلة حياتها، فمن كانت تظن أنها أمها هي ليست كذلك، والدها الذي ترك بصمة حزن يوم وفاته ليس بوالدها البيولوجي، أخوها الذي كانت تظنه كذلك ليس بشقيقها. كانت حياتها كذبة بالنسبة لها.
" ليا، صحتك لا تسمح بأن نتحدث في الموضوع ، لننتظر حتى ترتاحي ".
" لاااا، لا أريد الإنتظار، أرجوكأخبرني، أرحني من هذا العذاب، أرحمني من هذه النار التي تحرق كياني، لا أرغب في الإنتظار أكثر ."
