1: العينُ بِالعين

9.4K 170 8
                                    

"أرادت الخَلاص وهو لم يرضى.. فيا أهل الرضى..
امنكم من يرضى بكسره ام هو يسترضى؟!"
_________

"وإيه هو الحب إذا مكنش عاشق يقدس عشيقته، وعشيقه أن طلب منها حبيبها عينيها ادتها لُه على طبق من دهب، لأ وكمان عليهم قلبها هدية؟ مهيـش مشاعر مؤقتة ولا هو مجرد اكتمال وتكامل لا، الحب اكتر من دا كله.. وعشان دا يستمر والحب يستمر، لازم يكون في حل لكل مشكلة عندكم.. عند كل حبيب وحبيبته، وانهارده في برنامجنا.. هسمع منكم كل مشاكلكم واديكوا حلولي المتواضعه وكمان رأي الجمهور مش هيقصر معاكوا فحاجة.."

"ومعانا اول اتصال وأول مشكلة، مدام أنغام.. ازي حضرتك؟"

اردفَت المذيعة بأبتسامتها الجميلة الخجولة واللطيفة، تجعل من المشاهد يبتسم لا ارادياً فقط لمراقبة شفتيها تنفرجان بهذا الشكل الجميل، سريعاً ما اتاها رَد من المُتصلة صاحبة المُشكلة بصوت يبتسم!

"اهلاً آنسة هِند، احب اشكرِك على البرنامج الجميل دا والي بجد هيساعد كل ناس في كل مشاكلهم أن شاء الله وهيكون توعية للي حتى على وشك دخول علاقة.."

"العفو يا فندم من واجبنا نساعد كل الناس، قوليلي يا مدام ايه مشكلتك؟ "

استغربت المذيعة من صوت المتصلة البشوش، تشعر وكأن صوتها يبتسم! لا يبدو عليها ابداً انها صاحبة جرح أو انكسار، ولكن رَد المُتصلة هو من صدمها حقاً وليس صوتها..

"انا عايزه اخون زوجي.. بس مش عارفة.."

"نعم! حضرتك بتقولي ايه؟! تخوني زوجك!"

أردفت المذيعة بصوت مرتفع قليلاً يعبر عن صدمتها بما تسمعه، كان من المتوقع أن تسمع شيئاً مثل خيانة زوجية أو أي مشاكل من التي تحدث هذه الأيام بين اي زوجين، ولكن ان تطلب منها مذيعه طريقة لخاينة زوجها..!

"اه عايزة اخونه.. نفسي اخونه بس.. بس مش عارفه، مش قادره "

"وليه! ليه تخوني زوجك ليه؟ ايه الي يخلي وحدة متجوزه تخون جوزها الا اذا كانت مش متربية كويس واكيد مقصدش اهين حضرتك.."

"اسمعيني بس .. مش هما بيقولوا العين بالعين، والسن بالسن، والبادي أظلم؟ انا بقا عايزه اخونه زي ما خاني بالضبط بنفس الطريقة، وكدا يبقا عداني العيب..!"

اتسعت عينا المذيعة بغرابة واستنكار ، كلام المُتصلة لا يمد للواقع بأي صلة ولا حتى بشعرة منطق ، اي منطق هذا من يشجع على خيانة الزوجة لزوجها ورد السيئة بالأسوء لمجرد الأنتقام او ابداء الرأي والثأر للكرامة ، تمالكت المذيعة اعصابها لتردف بأبتسامة مصطنعة ، فهي على الهواء مباشرةً ولا مجال لطردها من عملها لأجل مُتصلة مجنونة!

عَلى باب الفُراقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن