الجزء الخامس

26 2 0
                                    

تركته وذهبت للبحث عنها, ذهبت الى الشاطئ لكي اسئل اصحاب القوارب لعل احدهم قد شاهدها, كنت اتجول من قارب الى اخر لكن بدون اي فائدة فلم يكن احد يعرف شي, جلست على الشاطئ حائرا ماذا افعل, قلقً وخائفٌ كيف هي زوجتي واين هي الان, يا حبيبتي اين انتي الان لقد عدتُ لكن الفرحة لم تكتمل, فلقد كان مكانكِ خاليا بيننا يا اعز من على قلبي, عدتُ الى البيت محملً بخيبات الامل, كان ابيها واقفا عند باب البيت ينتظر عودتي لعلي احمل اخباراً تطمئنه, قلت له لم استطع معرفة اي شي فليس هناك اي احد قد شاهدها بالقرب من الشاطئ, قال حسنا والخيبة تعلو وجهه, قلت له كيف هو حال الاطفال ونور, قال بخير انهم فوق يلعبون, قلت له سوف اذهب لرؤيتهم, دخلت المنزل وصعدت الى فوق, تفاجئوا بدخولي وقالوا هل امي معك, اين هي لا اراها, قلت لهم تعالوا ألي, احتضنتهم وقلت لهم لا تقلقوا سوف تعود امكم قريبا ان شاء الله, تركتهم يلعبون وخرجت من المنزل لاني لم استطع تمالك نفسي, لم ارد البكاء امامهم, عندما خرجت من المنزل تبعتني نور قلت لها ماذا هناك قالت لا شي لكني اريد الخروج معك فلقد مللت من البقاء بالمنزل طوال اليوم, قلت لها حسنا تعالي سوف اذهب لأتمشى قليلا فالبقاء بالبيت يرهقني, قالت لا تقلق ان شاء الله سوف تعود سالمة, قلت لها ان شاء الله, قالت ارأيت كيف هو فراق الاحبة متعب ومرهق, ماهو طعم الحياة من دون من نحب, من دون من يعطوننا الحب والاهتمام , من دون من يمنحنا قربهم الاطمئنان, من دونهم نشعر كأننا اجسادً بدون اروح, اجساد تنتظر فنائها, قلت لها نعم انه اصعب ألم بالحياة, اخذنا نتمشى بين ازقة المدينة الى ان وصلنا الى الشاطئ جلسنا هناك قليلا وبعدها عدنا الى البيت, في صباح اليوم التالي خرجت لكي اسئل الصيادين اذا شاهدوا اي شي لكن كانت الاجابة نفسها انهم لم يروا اي شي, قررت الذهاب بقاربي للبحث عنها, ذهبت الى البيت لكي أخذ معي بعض الطعام والماء, وعندما خرجت من المنزل تبعتني نور وقالت اريد الذهاب معك, فانت الشخص الوحيد الذي اعرفه اعدك اني سوف اكون عونا لك في هذه الرحلة, قلت لها انا قلق عليك من ان يصبيك مكروه او شي خلال هذه الرحلة, قالت انت الشخص الوحيد الذي اعرفه افضل الموت معك على ان ابقى وحيدة هنا, قلت لها حسنا هيا بنا نذهب قمت بتوديع الاطفال ثم خرجت من البيت وذهبنا الى الشاطئ للأنطلاق برحلتنا, وصلنا الى الشاطئ و حملنا الطعام والماء وبقية المعدات الى القارب ثم انطلقنا بعد ثلاث ساعات وصلنا الى اول جزيرة اخذت انظر على الساحل اذا هناك اي اثر لقارب او شخص لكن لم ارى اي شي فقررنا الانطلاق الى الجزيرة الاخرى القريبة وحين وصلنا ايضا لم نجد شي اخذنا ننتقل من جزيرة لاخرى لكن لم نجد اي اثر قلت لم يتبقى الا جزيرة واحدة وهي الجزيرة المجهولة التي علقنا فيها لثلاث اشهر, قررت الذهاب لها ربما حدث معها كم حدث معي, كانت الجزيرة بعيدة قليلا بعد يومين وصلنا لها اخذت انظر اذا كان هناك اي اثر لكن لم اجد ايضا اي اثر او شي, اوقفنا القارب على الساحل ونزلنا للجزيرة اخذنا نتجول واذ بي  اسمع صوت غربان فذهبت لأستكشف ماذا هناك, اخذت اركض بأقصى سرعتي, قلبي تتسارع دقاته من شدة القلق وعندما وصلت رأيت جسد كانت الغربان تغطيه بالكامل, كنت اقترب ببطأ شديد وقلق يزداد مع كل خطوة اخطيها باتجاه الجسد وحين وصلت وادرته ألي, لم اعرف ماذا حصل لي كأن الوقت تجمد وكل شي من حولي توقف اريد الصراخ لكن لا استطيع شي يمنعي من الصراخ, لم اشعر بأي شي كان هناك صوت خفيف ينادي من بعيد احمد استقيظ, بعدها اختفى ذلك الصوت وفجأة سمعت صوت ندى تقول لي ألم تشتاق لي يا احمد لقد اشتقت لك كثيراً لقد كنت انتظرك كل ليلة لكنك لم تكن تاتي , كنت اواسي نفسي انه ربما سوف تعود غدا الى ان فقدت الامل وقررت البحث عنك بنفسي, اختفي الصوت مجددا, شعرت بصوت اخر يقول لي احمد استيقظ لا تزال حية فتحت عيناي فوجدت نور امامي تقول لي احمد ندى لا تزال على قيد الحياة, غزاني شعور بهيج كأن قلبي قد ولد من جديد, نهضت بسرعة وحملتها واخذتها الى المنزل الذي كنا نسكن فيه على الجزيرة غسلت وجهها بالماء ووضعتها لتستريح على السرير وبقيت بجانبها اتأمل تفاصيل وجهها التي افتقدتها منذ تسعين يوما, حبيبتي ونصفي الثاني اخير التقيتك كأني قد ولدت من جديد, كنت اريد احتضانها بشدة لكني لم ارد ان اوقظها من النوم, بقيت بجانبها الى ان استيقظت, عندما فتحت عيناها قالت احمد هل هذا انت أم انا في حلم فقرصت وجهها فقالت انه ليس حلم فقفزت ألي فحتضنتها وقلت لها والدموع تتساقط من عيناي لقد التقينا اخير يا حبيبتي لقد اشتقت لكي كثيرا عندما رايتك على الجزيرة والغربان فوقك شعرت ان روحي قد  خرجت من جسدي انه اصعب شعور قد شعرت به طوال حياتي, قالت لي لا تبكي لاني سوف ابكي معك, فلنفرح بهذه اللحظة, ابتسمت لها وقلت حسنا فلنخرج لنتمشى قليلا فالجو رائعا اليوم والقمر بدرا, قالت هيا بنا, قلت لها قبل ذلك لأعرفك على نور, ناديت نور وقلت لها نور تعرفين زوجتي ندى لقد حدثتك عنها قالت نعم اتذكر, قلت ندى هذه هي نور ابن الرجل الذي التقيته هنا على الجزيرة والذي ساعدتني افكاره على الخروج من هذه الجزيرة, بعدما تعارفا قلت لنور سوف نخرج لنتمشى قليلا قالت حسنا سوف اذهب الى غرفتي لاستريح قليلا, قلت لها حسنا, ثم خرجنا انا وندى, عندما كنا نتمشى قلت لها لنجلس هنا المنظر رائع, همست بأذنها وقلت لها انظري ان القمر اختبأ خلف الغيوم لانه رأى من هو اجمل منه, احمر وجهها خجلاً وقالت هل انا بهذا الجمال, قلت لها انتي اجمل بكثير من ذلك فأنتي انسانة من اجمل الصفات لقد كنت محظوظا بك طوال هذه السنين, شكرا للقدر الذي جمعني بك, نظرت لها واذا بها قد نامت على كتفي انزلتها ووضعتها في حضني واخذت العب بخصلات شعرها واتأمل تفاصيل وجهها التي تاخذني الى عالم اخر من السعادة نظرت الى السماء وقلت شكرا لك يا الهي لانك قد جمعتني بها, شكرا لانك منحنتي السعادة على شكل شخص مثلها, سرحت بالخيال لعدة دقائق, ثم قلت لنفسي يجب ان اعود الى المنزل لان نور بقيت لوحدها حملت ندى بين ذراعي وعدت البيت ثم وضعتها على الفراش وذهبت لأتفقد نور وجدتها نائمة وضعت عليها الغطاء واطفأت الضوء وعدت الى ندى بقيت جالسا قليلا ثم خلدت بعدها الى النوم, في صباح اليوم التالي استيقظت من النوم فلم اجد ندى بجانبي فنهضت مسرعا فعندما خرجت من غرفة النوم وجدت ندى قد اعدت الافطار قالت لي هيا ماذا بك تتطلع لي بأستغراب هكذا كأنك رأيت شبحا, كانت اشبه بملاك لدرجة اني قدماي ارتخت وجلست على الارض, ركضت ألي ندى وقالت ماذا بك, قلت لها لا شي لقد ذعرت عندما لم اجدك بجانبي عندما استيقظت وعندما رأيتك وانتي امامي قد أعددتي الافطار قد دهشت كنتي اشبه بملاك نازلاً من السماء, ضحكت وقالت هيا قم اغسل وجهك ولنفطر سويا سوف اقوم بأيقاظ نور قلت لها حسنا ذهبت هي الى ايقاظ نور وذهبت لأغسل وجهي ثم ذهبت الى طاولة الطعام وجلسنا نفطر سويا, اكملنا الافطار وبدأنا بحزم حقائبنا لكي نعود الى المدينة, اكملنا الاعداد ثم نلقنا اغراضنا الى القارب وابحرنا مودعين الجزيرة التي ضعت عليها والتي وجدت عليها من أضعت بعد يوم كامل وصلنا الى المدينة ثم نزلنا نمتشى الى منزل والد ندى لكي نأخذ الاطفال وصلنا الى هناك وجلسنا قليلا فرح الاطفال برؤية والدتهم اخير جمع شملنا من جديد, نظرت الى نور فريت الحزن ظاهرا على وجهها فأخذت ندى على جنب وقلت لها ان ترعاها وتكون مثل ابنتها, قالت حسنا كنت مقررة ان افعل ذلك لكن اريد ان امنحها بعض الوقت, قلت لها حسنا, مرت الايام  و زاد المحبة بيننا واصبحنا عائلة واحدة سعيدة متحابة .....

يتبع ...

90 يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن