ها هو يوم الجمعة المنتظر بالنسبة لمارك، إنها الساعة الرابعة والخمس وخمسون دقيقة، ارتدى بذلته السوداء بلون الكحل، حلق لحيته التي نمت على ذقنه لأسابيع متتالية دون أن يجد وقتاً ليحلقها، مشط شعره وثبته ببعض الجل المثبت كي يحافظ على رونقه وجماله، رش بعض العطر الرجالي التي فاحت رائحته في الغرفة بأكملها، عيناه العسليتان اللتان توهجتا بشعاع النصر قد لمعتا أكثر حين رأى مارك خصلات شعره الاشقر تلمع مع توهج ضوء الشمس في غرفته.
نزل الى الطابق السفلي، ارتدى معطفه الثقيل فوق سترة البذلة، وضع للكلبة كايسي بعض الطعام الزائد والمزيد من المياه في حالة إن تأخر فلن تشعر الكلبة بالجوع أو العطش، وضع قدميه في الحذاء اللامع وفتح باب المنزل مودعاً لرفيقته الوحيدة، كايسي، خارجاً بابتسامته الطفولية
ركب السيارة بفرح، ورغم أن الحفل سيبدأ بعد ساعتين من الان، إلا ان الحماس جعله ينطلق مسرعاً، بالإضافة إلى أن موقع الحفل بعيد نسبيا عن منزله
كان الحفل مقاماً في مزرعة بعيدة جدا عن مركز المدينة وضواحيها، كان الجو الريفي يبعث في النفس السرور لكل من يمر من تلك الطريق، ذلك الهواء النقي المنعش، ولون السماء الصافي الزرقة قد أعاد لمارك طفولته التي بدأ يتذكرها كلما استغرق بالتحديق بتلك الأشجار والحقول الخضراء..
********************
مضى من الوقت ما يكفي كي تصبح الساعة السابعة إلا ثلاث دقائق، وها هو قد ركن سيارته في المكان المخصص لها، والذي أرشده إليه الخادم المسؤول عنه..
نزل من السيارة، واستقبله الخادم الذي يرتدي قناعه الفضي مرتديا سترة البذلة الابيض وقال مُرَحِباً:
-سيد بيتمون، يسعدني أنك لبيت الدعوة وأتيت لتشاركنا هذا الحفل المميز
-الشرف لي يا سيد..
-لا ارجوك سيدي.. انا خادمك، يمكنك مناداتي بالثعلب!
-ثعلب! هل لهذا علاقة بأن القناع الذي ترتديه على شكل ثعلب؟
لكن الخادم لم يجب بأي كلمة، ففهم مارك أنه قد قال شيئاً خاطئأ أو ان الامر كان بمنتهى الوضوح وهو غبي لدرجة كبيرة! بعد لحظات من الصمت المحرج، قال الخادم الثعلب:
-اتبعني من فضلك سيدي!
مشى الخادم الثعلب - أو سنناديه ثعلباً من الآن فصاعداً، فجميعنا نعلم أن الثعلب هو المقصود بالخادم المسؤول عن مارك- متجهاً نحو القصر.. كان مارك معتقداً أن الحفل سيقام في بيت ريفي صغير، إلا أنه تفاجئ أن الحفل مقام في قصر فاره، تبلغ مساحته على أقل تقدير خمسمئة متر مربع للطابق الواحد، عندما دخل من البوابة الرئيسية التي يحرسها حارسين مقنعين بقناع كلب على وجه كل منهما، ذهل مارك من هول ما رأى.. إنها أطول ثريا معلقة رآها في حياته، ربما يبلغ طولها خمسون متراً، ولكن إن كان هذا ارتفاع الثريا، فما هو ارتفاع السقف؟
![](https://img.wattpad.com/cover/302462017-288-k442200.jpg)
أنت تقرأ
Would you rather..?
Mystery / Thrillerإذا كانت حياتك مرهونة على اختيار يتوجب عليك اختياره بين شيئيين .. ماذا ستفعل؟ وكيف ستتصرف؟ وماذاذ ستختار؟ وكيف وصلت الى هنا؟ من هذا المقنع؟ ولماذا يصر عليك بأن تختار بهذا الشكل؟ وماذا ستكون ردة فعلك اذا توجب عليك قتل زوجتك كي تعيش؟ كل هذه الاسئلة س...