Would you rather..?

" لوحة العشاء الاخير"

تعالت ضحكات الضيوف الغير مفهومة في القاعة بعد كلماته تلك، وأشار اليهم بيده ناحية اليمين وقال بنبرة آمرة:

- اتبعوني!

دخل الخدم أولا ووقف كل منهم أمام كرسي معين، لم يفهم احد تصرف الخدم المثير للاشمئزاز بنظرهم، فكيف لخادم أن يسبق سيده ويدخل الى مكان قبله؟

اطلق رجل سمين أصلع الرأس، قصير القامة نسبيا تنهيدة ساخرة قائلا:

- هه! أهذه هي الأمسية التي تحدثنا عنها؟ أنا لا أرضى بأن أدخل الى مكان خادمي سبقني اليه!
نظر اليه ذو القناع الفضي وقال:

- ريتشارد بروس! مدير مستشفى العاصمة! ألا يدخل الخدم قبلك الى اي مكان كي ينظفوه ويضمنوا أن مؤخرتك السمينة ستجلس على كرسي نظيف؟ وألا يدخل الخدم الى مطبخك كي يطبخوا طعام ستمضغه بفك اللعين الذي ينطق بالترهات؟ وألا تجهز الخادمات النساء اللواتي تحضرهن الى منزلك كل ليلة قبل أن تلمسهن أنت؟ اعتقد ان قناع الخنزير لخادمك مناسب جدا!

كلماته تلك، أشعلت بركان غضب في رأس ريتشارد، احمر وجهه وصلعته وتعالت ضحكات الآخرين حوله، فذهب مسرعا تجاه كرسيه الذي يقف خلفه خادمه وجلس كأنه طفل غاضب..

كان مقعد جابرييل مقابلا لمقعد مارك وجلس كل منهما طيلة الأمسية يتبادلان النظرات الخجلة، وقد شدا انتباه كل من حولهما .. بدأوا بتناول الطعام الطبق تلو الاخر، ونظرات الاعجاب بعد كل وجبة يتناولونها تزداد طبقاً تلو طبق، بالنسبة لمارك، هو لم يتناول شيئاً مشابهاً لهذا في حياته، شريحة اللحم المغطاة برقائق من الذهب ، طبق الخضار والدجاج المشوي الذي امتلأ دخاناً بعد أن أزال الخادم الغطاء عنه، طريقة التقديم الفاخرة التي وضع بها الطعام على الطبق، كل تلك الاشياء اثارت حماسته وسعادته .. ولكن، كل تلك الاشياء لم تعره انتباه كاللوحة المعلقة على الحائط خلف ذو القناع الفضي.. فقال مارك متعجبا:

- لوحة العشاء الاخير.. للفنان ليوناردو دا فينشي.. من الغريب انها موضوعة في غرفة الطعام!

قال ذو القناع الفضي راداً عليه:

- من الممتع أن أحداً ما مهتمٌ بالفن مثلي! سأجيبك عن تعجبك الغريب سيد بيتمون! لوحة العشاء الاخير، أعني، إنها لا تحمل دلالة معينة، فقط لوحة تعبر عن وجبة العشاء، ونحن في قاعة العشاء هذا كل ما في الامر!

وأطلق بعدها ضحكة لطيفة اثارت قشعريرة اصابت مارك بكل طرف من جسده، وبعد ان انهى جميع الضيوف الطعام، نهض ذو القناع الفضي قائلا:

- ضيوفي الكرام، يسعدني الان وبعد ان انهينا هذه الوجبة الدسمة، أن أعلن عن السبب الحقيقي لدعوتكم انتم خاصة من دون الناس الى قصري المتواضع هذا.. كنت قد ذكرت لكم بادعوة انه سيتم تكريم بعضكم، أ, سيتم تسليم الجوائز لبعضكم، ولكن الحقيقة شيء آخر.. اجتماعنا اليوم سيكون من اجل مسابقة علمتها لأ:ثر الموظفين في مختلف الاماكن تعباً وشقاءً، ولأكثر الناس المشهورن في هذه البلاد ايضا، يسرني الاعلانلكم عن جائزة تقدر بمليوني دولار للفائز.. لن يكون هناك الا فائز واحد وأتمنى منكم مباراة نزيهة خالية من الغش والاعمال الملتوية!