2-صناعة.....الحب

12.5K 213 9
                                    

2-صناعة.....الحب

ارتابت جيني حين علمت ان عمها لن يرافقها في زيارتها الاولى للمصنع و تمنت لو انة اصر اكثر مما فعل حين عرض عليها القيام بدور الدليل لكنة كان رجلآ لطيفآ و مذعنآ لا يستطيع مقاومة قرارت عائلتة الصارمة. و قد ورث انطونيو قوة ارادة والدتة و اعتاد التصريح بما ينوي عملة ثم مباشرة في تنفيذة. و فوجئت جيني بأنة لم يعد يذكر دروس الاسبانية ثانية و لم تكن راغبة قط في تذكيرة بالأمر.
امضت يومها الاول في المنزل الريفي تستمتع بالحدائق الغناء و تتكلم مع عمها عن جدها الذي احباة كثيرآ. و تجنبت لقاء عمتها قدر المستطاع لا لأنها تكرهها بل لأن عمتها لم تشجعها على التقرب منها برغم استعدادها هي اكرامآ لعمها. و تشبثت الدونا صوفيا بتحفظها و لم تكلمها الا عند الضرورة. في اليوم التالي لوصولها جلسو يتناولون الافطار الاسباني التقليدي و اعلن انطونيو انة ينوي مرافقة جيني لزيارة مصتع انتاج العصير و رفع رفائيل كتفية مذعنآ لقرار ابنة و قال بصوت هادئ:
-كنت انوي مرافقة جيني بنفسي. لكن ان كنت تفضل انت مرافقتها يا طونيو فلك ما شئت.
و حاولت جيني الاعتراض فقالت:
-لكن.....
وشرعت تنقل نظرها بين الابن و الاب و كانت تخشى الانفراد بانطونيو لمدة طويلة لكثرة ما كان يربكها.
قاطعها انطونيو مخاطبآ والدة:
-اود الاطلاع على مدى تعليم جدي لجيني عن صناعة العصير.
و اجابتة جيني من دون تردد:
-لا اعرف شيئآ عنها. و لم يكن جدي يكلمني عن اعمالة حين كنا نلتقي بل كنا نتحدث عن مسائل اخرى.
ثم رمقت انطونيو و تابعت:
-في اي حال لا اظن ان من المهم ان عرف شيئآ عنها.

و رفع انطونيو حاجبة الاسود و كأنة كان يتوقع ما قالتة ثم ابتسم و قال:
-ارى انك لم تكوني شريكة جدية لنا! و لكن لا احد يتوقع من النساء ان يقمن بهذا الدور.
كان جالسآ في الظل يواجهها و قد زادت ظلال اشجار النخيل من دكنة ملامحة و عمق عينية الداكنتين و ابرزت كل خط من خطوط وجهة. و اضطربت جيني لرؤيتة و تمنت لو استطاعت التوقف عن الانتباة الى كل هذة الامور المتعلقة بة.
و قالت بصوت حاولت جعلة ثابتآ برغم خفقان قلبها:
-لا علاقة لذلك بكوني امرأة. كل ما في الأمر أني لم اعر هذة المصلحة اي اهتمام من قبل ولكن اطمئن يا انطونيو فسوف اتعلم بسرعة.
-اني مطمئن.
و حاول ارغامها على النظر الية مدة اطول مما رادت ثم تابع:
-لكن ارجوك الا تظني انك قادرة على تعلم كل شئ خلال بضع ساعات قليلة فالعمر كلة قد لايكفي لتعلم هذة الامور.
و هزت جيني رأسها ثم قالت:
-اعرف هذا لكن بوسعي التعلم شيئآ فشيئآ فلدي متسع من الوقت.
ادركت جيني ان انطونيو اعتبر تفاؤلها من باب التهور لكنها رفضت الاذعان لة.
سألها:
-و هل يعني هذا انك مستعدة للمباشرة فورآ؟
لم تجب جيني على سؤالة فورآ بل تناولت بعض العسل ثم قالت:
-انت تريد رميي في الماء من غير ان اجيد السباحة.
و احست انة اضطرب لعدم فهمة معنى جملتها فسرت لاضطرابة و نظرت الية تبتسم ظافرة ثم قالت مفسرة:
-اعني هل تريد مني ان اباشر العمل فورآ؟
كان الطقس حارآ جدآ و كانت جيني تفضل الجلوس في ظل الاشجار النخيل طوال النهار لكن صعب عليها الان التهرب من التحدي الذي جبهها بة. و اتضح لها انة ظن انها تحاول التراجع او تأجيل الزيارة فسألها:
-الا تودين مرافقتي اليوم يا جيني؟

شريك العمر- روايات عبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن