3-الحوار القاسي

10.5K 188 4
                                    

3-الحوار القاسي




وجدت جيني صعوبة في التصرف و كأن شيئآ لم يحدث و ادركت انها باتت تحاول تفادي انطونيو على رغم عيشهما في منزل واحد و على رغم دروس الاسبانية. لم يبد انطونيو منزعجآ ابدآ لكونة افشى لها مخططاتة للزواج و الدوافع الكامنة وراء قرارة لكنة كان نادرآ ما يخفق في الحصول على ما يريد.

كان يعتبرها جزءآ من المؤسسة التي يمتلكها عن حق و هو مستعد لأي شئ في سبيل تحقيق رغباتة. و برغم اصرارها على رفض مقترحاتة كانت تحس بفضول احيانآ لمعرفة موقفة منها اذا ما استمرت في رفضها. و شعرت بالمغامرة لبقائها في المنزل في حضور انطونيو و رفضها لة.

لم تفهم جيدآ الدوافع التي حدت بها الى قبول دروس الاسبانية لكنها ادركت ان لعمها رفائيل دورآ كبيرآ في قرارها لكونة متلهفآ لان تتكلم لغتهم. و لم تجد سببآ مقنعآ للاعتراض فقد لعب طابع التحدي الذي اضفاة انطونيو بتشكيكة في مقدرتها الذهنية على التكلم الاسبانية دورآ مهمآ اذ سنحت الفرصة امامها كي تبرهن انة مخطئ في الاستخفاف بها.

فوجئت لكونها تكيفت تمامآ بعد مرور اربعة اسابيع على اقامتها في المنزل الذي احتفظ ببعض بصمات جدها اضافة الى طابعة الاسباني الاكيد و كانت تحب جو غرفتها و تستمتع بالنوم في سريرها الحديدي الكبير وسط اعمدتة الاربعة و قد احاطت بها الرفاهية من كل جانب.

احبت البساط و اغطية السرير الغرفة و النوافذ المقنطرة و العالية التي تطل من خلال التلال الخضراء و ازهار الورد و المانيوليا التي تدلت على حافة النوافذ مالئة الغرفة الوانآ و عطرآ. و ادركت جيني انها لم تسكن في حياتها غرفة اجمل و شعرت انها بمكوثها في هذا المنزل تلبي مشيئة جدها و كانت عازمة على الاستمرار و لو رفضت الانصياع لبقية مخططاتة لة.

هبطت السلم ما بعد ظهر ذات يوم تتأبط كتابآ و احست بشعور الانتفاضة ذاتة الذي يتكرر لاقتراب موعد الدرس مع استاذها القليل الصبر. كانت بطيئة في تعلم اللغات و غالبآ ما كان صبر انطونيو ينفذ لظنة انها تتعمد ارتكاب الاخطاء.

التقت بة في الغرفة المجاورة للبهو و رمق ساعة يدة حين فتحت الباب. و قد حولت المكان الى غرفة دراسة فيها مكتب ضخم قرب النافذة و اخر اصغر منة عند الحائط المقابل للتخفيف من سبل التلهي.

كان انطونيو مختلفآ عن جميع الاساتذة الذي عرفتهم. و كانت تنزعج لكثرة انتباهها الى قميصة الابيض الذي يعطية طابعآ من القوة و الشراسة و عنقة الاسمر القوي و النابض و ملامحة الصقرية و قد زادت دكنتها في جو الغرفة الباردة و الظليل.

جلس على حافة المكتب الكبير و ساقة تتأرجح و نظر اليها ثم قال:

-لقد تأخرت.

شريك العمر- روايات عبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن