في هذا العام الحافل بالمجريات التاريخية
لم يأنف أن يضم في زواياها
حدثاً لا يهم أحداً سواي
"ولادتي"
كنت مولوداً صباحياً كما تخبرني والدتي
إلا أنني مصرٌّ على حبّي لليل
يفترض أن اسمي "أحمد"
كما كانت ترغب والدتي .. إلا أن
جدي لأبي كانت له كلمة أخرى
فقد تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص بالخطأ
يسأل عن شخص اسمه : "سلطان "
فاعتبر جدي أنها اشارة من السماء
!!مستقبلا عندما سمعت هذه الحكاية السخيفة
لم استغرب ذلك من جدي ..
فهو صاحب القرارات الغريبة المرتجلة
و التي داااااااائماً ما كان ثمنهاباهضاً ..
نشأت طفلاً شيّقاً
الكل يرغب بحمله والقيام بملاعبته
بقرص الخدود أو التقبيل أو القيام بحركات من وجوههم المريعة لا مبرر لها
فيسببون صدمة لذلك الكائن المستجد في أول أيامه بهذا العالم !!
لا بأس ..كل تلك البروتوكولات تبدأ بالتلاشي تلقائياً
كلما تقدم الزمن ..كان أبي يعيش مع جدي
و أعمامي في منزل واحد
حينها لم يكن متزوجاً سوى أبي
فهو البكر ..
_________________
مضت السنوات
و صار عمري حينها 4 سنوات
كانت تلك السنوات في الجزء الذي لا أتذكره
أو
لا أفهمه إن صح القوللم يكن جدي لأبي بالرجل اللطيف
كان وجوماً في وجوهنا ، متسلطاً لا يرضى
بأن ينازعه أحد الرأي ..
متعجرفاً للحد الذي تصبح الأمور المباحة
عنده "محررررمة"
فقد كان يوبخنا إذا لعبنا
و قد يطالنا كف أو لسعة من عقاله
و هو رجل رغم كبر سنّه " أنيقاً "
و كريماً بالشكل الذي لا نستطيع وصفه
"ربما لأن كرمه لم يطالنا على عكس جبروته"_________________________
في عام 1994 ..
بعد أزمة الخليج بأربع سنوات ، أذكر ذلك المشهد الذي بكيت فيه كثيراً ، كان قبيل منتصف الليل ، و جدي يخبرنا ببيع منزل العائلة ..
ملامح والدي المذهول ، و جدي يذرّ الملح عليه بقوله : " لا يأتي الغد إلا إنت و عيالك خارجين من هنا"
.. !