" خالي "

60 6 15
                                    

ربما يعتقد الكبار بأن الصغار لا تتأذى
مشاعرهم لذلك يجعلونهم عُرْضةً لعقدهم
و ملاذاً لسخطهم !!
لأن الصغير سينسى
أو ربما لأنه ..
لن يرد عليهم ؟!

..

في إحدى صباحات القرية التي كنت
أقدّر كل جزء و ثانية بها
لاستمتع و أفرغ كل طاقتي ..
فكما تعلمون الصباح ها هنا
هو الملاذ الخاص بي
من وحشة الظلام ..
و وحشة القلوب التي تحيط بي

إلا أنه لا ينفك يكدر صفو الصباح
غراب ينعق بصوته
ليفسد متعتي ..
هنالك بعض البشر يكرهون المتعة
بشكل غريب
وعائلة أمي كانت من هذا النوع من الناس ..
بل و يكرهون كل أثر لها حتى على الآخرين
لا أدري لماذا !!
ربما لأن حياتهم تطغى عليها الكئابة
بلونها الشحاب المقيت
و لذلك صارت أعينهم
تتأذى من أي نور .. ربما

......

عدت سريعاً أركض فقد سمعت
صراخ جدتي المرعب
يتردد صداه في الأرجاء و ليرتد ناحيتي
بشكل مرعب و كأنه صفعات
وقفت أمامها أنفض بنطالي
و عيناها تكادان تنقلعان من محاجرهما
من شدة البحلقة فيّ ..
جدتي : سلطاااااان !!
أيها اللعييييين هل ذهبت تتسكع في الارجاء لتفسد ملابسك !!
أقسسسم بأنني سأعاقبك أيها الصغيييير
الأحمقققق .. هيييييااااا
انننقللللع من أمامي و نظف ملابسك
قبل دخووول المنزل ..

كنت أنظر اليها برأس مطأطأ
و عينان بريئتان كجرو صغير ..
ارتعععش جسمي عندما صرخت :
هيييييااااااا تحررررررك ماذا تنتظر ..

ركضت سريعاً و ذهبت أنفض بيداي الصغيرتان
ملابسي و أنا خائف من أن يبقى عليها
أكثر ما كان يخيفني هو نبات (اللُّصَّيق) فهو يعلق
بالثياب و لا يزال بسهولة ..
بدأت عيناي تمتلئان بالدموع و أنا
أنزعه من ملابسي
و جدتي مستمرة في التوبيخ و الشتم
و توجيه الإهانات لي و لوالدي الذين لم يحسنا
تربيتي .. و عائلة والدي اللعناء الذين ليس
فيهم خير .. و والدي المعدم و الأبله
ومن أين سيأتي الخير فينا فنحن ورثنا البلاهة منه
كلام كثييييير كثيييييييير على شخص بالغ
فكيف بطفل صغير !!!
استمر صوتها ينطلق
كالإبر التي تخز طبلتي أذني ..

فجأة عمّ الصمت ..

إلتفتت تجاهها لأجدها متسمرة مكانها
وكأنها تصغي لشيء .. !
كان صوت سيارة آتٍ من بعيد
أسرعت بخطواتها و دخلت من سدة الباب
و وضعت يدها تحت طرف غطاء رأسها
على يدها و غطت بها نصف
وجهها ..
كانت هذه عادتها إذا أقبل شخص غريب
ثم تنظر من طرف الباب لترى من هذا القادم

لحظات وبدأ يظهر وجه سيارة مميز
رأيت وجه جدتي يتهلل و هي تنطلق خارجة من وراء السدّة
و ترحب بهذا الغريب..
و أنا خلفها أمسح بقايا دموعي و أنظر باستغراب
ترجّل شاب من السيارة
اوووووه إنه خالي الأصغر ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 16, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رُوُحٌ تَائِهَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن