5 - The END

110 40 13
                                    


بعد مرور بعض الوقت خفَتَ حماس آن قليلاً، كانت قد شعرت بغياب مَن تحبّه منذ عدّة لحظات فقط.

حسناً. هي لم تتوقّع اندماج دودة الكتب _الدودة التي تتطمح أن تجعلها خاصتها بأي ثمن كان_ مع مهرجان 'طفولي'  'الأثر الأسوء للأجداد الجَاهلين' على حدّ تعبيره.

ملّت الشّابة من الالتفات في جميع الاتجاهات ومن التّوقّع المُواسي ذاتيّاً المتمثّل باحتمالية ظهور حبيبها مُراعياً مشاعرها وحماسها ولو قليلاً..

ولكن على مَن تكذب؟. حتى هي؛ تشكّ بإمكانيّة تحقّق هذه الاحتماليّة الوهمية..

تحسّست بالكثير من الاحباط الهانفو الذي يلفّ جسدها بمثاليّة.

سابقاً في هذا اليوم عندما وقفت أمام المرآة اللاّمعة رأت امرأة جميلة تتوق لأن تنغمس في بحر السّعادة.

بسبب اختفاء آكي المُفاجئ، هي أخذت تُخفض سقف توقّعاتها عدّة سنتمرات في كلّ مرة.

إلى أن انحسر عن آخره تاركاً خلفه أثراً تعيساً على هيئة ساقية صغيرة.

في الصّباح تمنّت أن تُراقص محبوبها على أنغام العيد البهيجة.

أما الآن، فهي فقط تحاول دفع قلبها المفطور إلى مسامحة مستعمره مرّة واحدة جديدة..

خلعت طوق الزّهور الذي حصلت عليه من أحد الأطفال  مانحة إياه إلى طفلة شقراء جميلة والنقطة الأهم أنها تبدو وحيدة، فقط مثلها.

في طريق العودة ابتاعت لنفسها كوباً من القهوة. متجاهلةً حقيقة أنّها شربت المقدار المسموح به من قبل طبيبها لهذا اليوم.

شغّلت إحدى النّغمات، واحدة محدّدة لطالما نجحت في مواساتها حين تفتقد إلى احتضان آكي وإلى تربيتاته المراعية اللّطيفة.

-

أمام المنزل وقفت مدهوشة. ترى محبوبها يجلس وحيداً على الأرجوحة مقابل الشجيرات اللواتي غرساهم سوياً وتكفّلا بالاعتناء بهم مترافقَين.

من الواضح أنّه كان يبكي إلى أن رآها قادمة.

بصره معلّق بغرابة على المكان الفارغ بجانبه.

تمتم بكلمات لم تتمكن من سماعها، ثمّ أشار لها أن تتقدّم.

وهو ما فعلته، حيث خطت عدّة خطوات متكاسلة تشعر بتغير في نظراته.

تغير لم تكن قادرة على إدراكه، غير أنّها التمست حضوره القوي.

حين وصولها إلى موقعه انتصب واقفاً.

وبإمكانها أن تقسم بكلّ مقدّساتها وحتى به أنّها رأت في عينيه لمعة تشبه شرارة الأمل اللّذيذة بعد القنوط.

ابتسم لها بلطف وصلها زيفه. وأشار إلى المكان بجانبه كدعوة للجلوس.

وعوضاً عن طاعته؛ هي وقفت بجانبه تترك مسافة أمان لأول مرّة منذ أول لقاء حقيقي لهما في كنف عرّابة حبّهما إليزابيث جيلبرت.

حبيب أبديّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن