"أتمنّى لكَ الازدهار."
سمع آكي المعايدة البسيطة _والتي تعني له الكثير_ بصوت لطالما أنعشَ دواخله المُتعبة.
دار مع الكرسي باتجاه باب المكتب المفتوح حيث وقفت فتاة قصيرة نسبياً حتى مع السّنتمرات التي سمح لها حذائها الجلديّ اللاّمع أن ترتفعها.
كانت تحمل بيديها النّحيلتين كوبين من القهوة السّوداء المركّزة يتصاعد منهما بخار كثيف يكاد أن يصل إلى زجاج نظّارتيها.
خطَت باتجاهه تحاول أن تتوازن بالكوبَين وبنفس الوقت تمنع كعب حذائها الحادّ عن أن يُصدر الكثير من الأصوات المُزعجة ما أمكنها ذلك.
عندما وصلت إليه، حمل الشّاب أحد الكوبَين مقرّراً أنّه خاصّته، وأخذ يرتشف منه مُتلذّذاً بينما يدفع بكرسي مطابق لما يجلس عليه باتجاهها حاثّاً إيّاها على استخدامه.
وهو ما فعلته حيث جلسَتْ بجانبه، ساقاها النّحيلتان بداخل التنّورة الجلدّية الحمراء مضمومتَين إحداهما قريبة من الأُخرى.
أخرجت مغلّفاً بلاستيكيّاً من جيبها وتقاسمت ما احتواه من قطع الحلويّات الصّغيرة مع زميلها الوسيم.
سمحت للحلوى السّكريّة البيضاء أن تذوب في فمها الأحمر الصّغير مستندةً بمرفقيها على الطّاولة الخشبيّة أمامها، بين اليدّ وأختها مسافة احتلّها كوب القهوة السّاخن خاصّتها.
شكرها آكي بلطف يليق به، وانشغل طوال جلوسهما سوياً بتعبئة بعض الاستمارات المهنيّة بواسطة جهازه اللّوحي متوسّط الحجم الخاصّ بالعمل.
وبينما يعمل كان يلفّ خصلتها الثّخينة السّوداء التّي تميّزت بطولها عن باقي شعرها القصير وكذلك بأنّها مجعّدة وسط الخصلات المنسدلة الكثيرة، غافلاً عن خديّها الممتلئَين اللذين ما لبثا وأن اصطبغا بحمرة طبيعيّة لائمت حمرة شفتيها بشكل مثالي~
هي تحبّ هذا الشّاب بأكمله، حتى عيوبه القليلة محبّبة إلى قلبها العاشق الفتّي.
في الحقيقة، هناك عيب بعينه هو الأقرب إلى فؤادها العاشق، هذا العيب هو ما حال بينها وبين الحرج الذي كانت ستعيشه في هذه اللّحظة فقط لو أنّ آكي يقدر على ملاحظة تصبُّغ خدّيها وَلَهاً وخجلاً.
مُتجمّدة في مكانها خشية أن تبتعد الأنامل النّاعمة الحانية عن شعرها قطعت آن الصّمت سائلةً: "هل سترافقني اليوم إلى المهرجان؟ لم يعد لديكَ أعذار."
ابتسمتْ بوجهه بشرّ في نهاية كلامها، لأنّها تعلم أنّ الأعمال التي اتخذّها مَن تُحبّه حجّة لعدم المشاركة في المهرجان للأيام الفائتة انتهت؛ ولم يعد لديه المزيد من العمل ليكون عوناً له في التّهرّب.
بلطف بالغ نقر آكي أنفها الصّغير المُدبّب. وكدوماً؛ لم يُتاح له التمتّع بمظهر بشرتها الحليبيّة الصافية بينما تتشبّع بحمرة نقيّة فاتنة.
حرّر خصلتها وحرّرت بدورها أنفاسها المكبوتة، قلبها يطرق بعنف وجُلّ ما يدور في خلدها حالياً هي تخيّلات حول اللّحظات الممتعة التي ستقضيها برفقته في العيد بعد قليل وطوال الأسبوع القادم؛ بالتأكيد هي لن تقبل بالأعذار بعد الآن!..
استقام آكي. وقال بينما يحرّك بؤبؤيه بخُبث ظريف: "سأرافقكِ. ولكنّك في المقابل ستفي بوعدك."
نعم. ضربها الإدراك. عاشق القيثارة الوسيم الخاصّ بها اشترط عليها أن تعزف له مرّة مقابل كلّ يوم يقضيه برفقتها في مهرجان الرّبيع. وهي لا تمانع بالتّأكيد.
-

أنت تقرأ
حبيب أبديّ
Short Storyبقلمي: ꪜꪖ᥅᥅ꪗ خيال فانتازي & عاطفية التصنيف العمري: +16 فرّق الموت البشري الإلهة البدائية نوغوا عن حبيبها. فأمضت آلاف السنين كروح هائمة قبل أن تلتقي حبيبها من جديد~ القصة كاملة بصيغة pdf موجودة بقناة @varrybooks بالتليجرام عدد الكلمات = 3000 للتمتع ب...