البداية (حكاية روح)
الفصل الثاني عشر - بقلمي منى سليمان
* وقت الفراق *
استيقظ عبد الله واعتدل في جلسته بصعوبة ثم أخذ يُنادي على مديحة لتُساعده على الذهاب إلى الحمام لكنه تفاجئ بدخول ابنته
- صباح الفل يا حاج
- صباح النور يا قلبي، ما روحتيش شغلك النهاردة ليه؟
- لا روحت بس استأذنت بدري علشان أجي أشوفك، قولي محتاج إيه وأعملهولك
- عايز أروح الحماماقتربت منه لتُساعده على مغادرة الفراش لكنه رفض وتابع: مش هتقدري يا بنتي، أندهيلي أمك، أهي بتسمعني كلمتين كل ما أطلب منها حاجة بس في الأخر بتساعدني
- ماما لو ما رمتش كلمتين يحرقوا الدم ما بترتاحش، بس عمومًا هي نزلت
اندهش بشدة وتساءل: راحت فين؟
- مش عارفة، أول ما جيت قالتلي خليكي مع أبوكي علشان ورايا مشوار مهم ونزلت، أنا هوصلك للحمام
ربت عبد الله بحنان على كفها وهتف: مش هتقدري، هصبر لحد ما ترجع وأمري لله
زمت شفتيها وتحدثت بحزن: أفرض أتأخرت
- مش هتتأخر بإذن الله
- طيب هروح أحضرلك الفطارابتسم لها فطبعت على رأسه قبلة ثم غادرت إلى المطبخ، فزفر عبد الله بضيق لأنه كان في حاجة ملحة للذهاب إلى الحمام ولكن ما بيده حيلة فقد دار عليه الزمن وبات أسير فراشه...
بذات الوقت كانت مديحة ببيت صديقتها، انتهت من تناول كوب الشاي ووضعته على المنضدة ثم وجهت نظراتها نحو العروسة، التي وقع الاختيار عليها، ورددت بسعادة- عقبال ما نشرب شربات فرحك يا هدير يا حبيبتي
- شكرًا يا طنطوقفت عن مقعدها وحملت الصينية فربتت مديحة على كتفها وقالت: أمك بتقولي أنك ست بيت شاطرة، يعني جمال وشطارة يا بخت اللي هتبقي من نصيبه
توردت وجنتي هدير وتحدثت بخجل: لسه بدري
- طيب روحي أعمليلي قهوة وسبيني أتكلم مع أمك وبعدين نبقى نشوف موضوع البدري ده
انتظرت حتى غادرت هدير الغرفة ثم وقفت عن مقعدها وجلست على المقعد المجاور لسهير وأردفت: بصي بقى أنا هدخل في الموضوع على طول، أنا عايزة هدير لشريف
اندهشت سهير وتساءلت: هو طلق مراته ولا إيه؟!
- لا، بس قريب أوي هيطلقها
لم تفهم ما وراء كلمات مديحة فقصت عليها الحكاية من بدايتها لنهايتها فعلمت سهير وقتها ما كانت تقصده وظهرت الفرحة على ملامحها، فتشجعت مديحة وأكملت ما بدأته
- أسمعي مني، إحنا نسايس أمورنا لحد ما هدير تحمل ويوم ما تقوم بالسلامة تخيره بينها وبين الزفته روح وأكيد هيختار هدير وشوفي بقى النعيم اللي هتبقى فيه
- وأنت متاكدة أزاي أنه هيختار هدير، ما يمكن يرمي بنتي ويختار مراته؟
- ده أنا بقول عليكِ ذكية، يعني متجوز عليها علشان يخلف ويوم ما يخلف هيرمي ضناه ويختار الأرض البور!
أنت تقرأ
البداية - منى سليمان
Romanceالبداية سلسلة من ثلاث نوفيلات ثلاث حكايات منفصلة الأحداث ومختلفة الأبطال