البداية.. حكاية أمينة (الفصل السابع)

401 35 7
                                    

قبل الفصل عندي عتاب للعدد المهول اللي بيتابع في صمت  ڤوت ولا كومنت، عيب عليكم والله، حقيقي سديتوا نفسي😡

البداية (حكاية أمينة)

الفصل السابع - بقلمي منى سليمان

* دموع أمينة *

مر على عقد قران أمينة وسيد شهرًا كاملًا وانشغلت أمينة طوال هذه الفترة بتجهيز شقتها ووضع اللمسات الأخيرة استعدادًا للعرس الذي سيقام بفندق شهير خلال سبعة أيام...
مر على طلاق منال وأسعد أيضًا شهرًا قضتها منال في حزن لا نهاية له، لم يُحاول الاتصال بها ولو لمرة ولم يسمح لها كذلك بالاتصال فقد قام بحظر رقمها وأرسل إليها محاميه بعد الانفصال بعدة أيام ليُسلمها قسيمة الطلاق وكافة مُستحقاتها المالية كمؤخر الصداق والنفقة وأرسل لها أيضًا مكافأة نهاية الخدمة بعد أن أصدر قرار بعزلها من منصبها بالشركة، وهكذا فقدت زوجها وعملها بذات الوقت لكنها حصلت على أموال طائلة ومجوهرات وممتلكات وعقارات طيلة مدة زواجها تكفيها لأخر العمر.

***

قبل موعد الزفاف بثلاثة أيام انتهت أمينة من فرش شقتها، بمساعدة غالية وشمس وكذلك وفاء ونجاة، ثم عادت إلى بيت جدها واتجهت مُباشرة نحو غرفته وقبل أن تدلف إليها استمعت إلى خالها يتحدث.

- والله يا بابا ما عارف أعمل إيه، أمينة مصممة أني أعزمها زي ما صممت برضو أكلمها وأعزمها في الخطوبة وكتب الكتاب واتصلت بيها وبلغتها وما جتش.
- ليه كده يا منال؟ البت دي جابت قسوة القلب دي منين؟
- ربنا يهديها، قولي أعمل إيه؟
- كلمها يا ابني جايز ربنا يهديها وتيجي، بقالي ١٢ سنة ما شوفتهاش ولا حتى هان عليها تتصل بيا، على الأقل أشوفها قبل ما أموت.
- بعد الشر عنك.
- الموت علينا حق يا ابني.

بالخارج لاحظت غالية أن أمينة لم تدخل إلى غرفة جدها وذهبت لتجلس بمفردها في الشرفة فلحقت وتساءلت: ما دخلتيش لجدك ليه؟

- أصل خالي كان بيحكي لجدي على حاجة طلبتها منه وحسيت أنهم مضايقين فاتحرجت أدخل.
- موضوع منال مش كده؟

حركت أمينة رأسها لأعلى وأسفل ثم قالت: هو أنا كده غلطانة؟

- أكيد لا يا حبيبتي، أنتِ صح.
- تعرفي مع أنها قست عليا كتير، أنا عمري ما كرهتها ودايما بقول لنفسي أن مهما حصل منها هي خالتي والدم اللي بيجري في عروقها كان بيجري في عروق أمي يعني دمها من دمي وده كفيل يكسر أي حاجز بينا.
- ربنا يكملك بعقلك، يلا قومي وبطلي تفكير وروحي لجدك وأقعدي معاه براحتك قبل سيد ما يخطفك مننا.

احتضنتها أمينة بقوة ثم ابتعدت عنها وذهبت إلى غرفة جدها.

***

بيوم العرس وقف سيد بنهاية الدرج وانتظر نزول عروسه وأثناء وقوفه استعاد كافة الذكريات السعيدة التي جمعته بها ولم يقطع الطريق على ذاكرته سوى رؤيته لها تهبط بهدوء وروية وهي ترتدي فستان الزفاف الأبيض ذو الذيل الطويل وتتأبط ذراع خالها... لم تكن تُشبه الأميرات بل كانت أجمل فقد زاد الحجاب سحرها وبدت كالبدر في ليل تمامه...
أمام سيد توقفت فسلم في البداية على عبد الله ثم انتقل إلى حبيبته ورفع خمارها الأبيض الشفاف وعلى جبينها ترك بصمة شفتيه وبعد ذلك تأبطت هي ذراعه ووقفت إلى جواره تُراقب سعادة الجميع، وما إن وقعت عيناها على دموع جدها حتى مالت على أذن حبيبها واستأذنت منه ثم ابتعدت عنه واقتربت من جدها فساعده عبد الله على الوقوف ليُحقق له أمنيته ويحتضن أمينته...
بين ذراعي جدها وجدت الأمان وتذوقت حنانه، وبصعوبة ابتعدت عنه لكي لا ترهقه أكثر ثم ساعدته على الجلوس وعادت بعد ذلك لتقف إلى جوار زوجها...
بذات الوقت كانت منال تجلس بحديقة قصرها وترتشف كعادتها قطرات قهوتها مرة المذاق وبعد أن انتهت من تناولها، لوت ثغرها عندما تذكرت أن اليوم موعد العرس كما أخبرها شقيقها.

البداية - منى سليمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن