بحثًا عن ضوء القمَر الأزرق

"أي جزءٍ ستكون من قصَتي؟"

"ما يحدث في فيغاس ، يبقى في فيغاس"
لكن الجرائم التي تحدث في حارات "أنشيون" تتأثر بها كوريا الجنوبيه باكملها ، ان كنت في سيوول فستسمع بها في حانات "ميونغ دونغ"، وفي أرقى منتجعات"كانغام" ، ومن فقراء الحي "كوريونغ" بالتأكيد..
هنا في أحياء "انشيون" في أواخر ٢٠٠٨ وفي فصل الشتاء ان كنت تمشي في احد الأحياء، قد تصبح شاهدا على عمليات السطو ، القتل ، الاغتصاب ، والتعذيب والسرقه تحت التهديد..انت محظوظًا إن لم تكن احد الضحايا..
صدقني لن يختلف الأمر كثيرًا في فصل الصيف او عند تساقط الأوراق من أعالي هذه الأشجار العاريه في فصل الخريف او حتى عند تفتح زهور الكرز في الربيع..
فالقوة الضاربه هنا هي قوة السلاح ،النفوذ والسلطه اللا محدوده "والموسيقى" ايضًا..
على أنغام موسيقى اغنية MIROTIC التي كانت أيقونة العام ٢٠٠٨
تحديدا في المقطع (بظهور شيطاني ، لن تجدي مكانا لتختبئي فيه..حصلت عليكِ)
يستيقظ "بارك لي مين" في احد القطارات المتجهه الى سيوول ووجهه مضرج بالدماء ، قدمه اليسرى تنزف بشده غير قادر على الحراك احد لم يجرؤ على الاقتراب حتى..
وفي أحد الحانات في حي "ميونغ دونغ" المزدحم بالمطاعم والعلامات التجاريه المحليه يتدافع العشرات فأنت لن تفوت عرض غنائي راقص ل "كيم سوار لي"
انها الفتاة الأكثر إثارة وجمال في سيوول باكملها بسبب عينيها الجميلتين التي لا تُنسى
كلما نظرت اليهما تشعر بالغرق ، وكيف لا تشعر بالغرق وانت تسقط في أمواج عينيها الزرقاوين!
مزيج رائع بين عينين آسيويتين وزُرقة جميلة بألوان المحيطات الخمس.
في احدى مستشفيات سيوول يستفيق "بارك لي مين" يفتح عينيه الجميلتين تدريجيًا لتلتقيان باشعة الشمس المتسلله من نافذة في غرفة الطوارئ ووجهه المليء بالكدمات -والجميل جدًا على الرغم من ذلك- وبجانبه احد افراد الشرطه ليستجوبه بشأن اصاباته البالغه التي قد مزقت أجزاء متفرقه من جسده وكأنه قد كان خارجًا من مبارزة عنيفه وفي مثل هذه المبارزات من يخرج فيها حيًا يُعد الطرف الفائز على وجه التأكيد..

"الشرطي" : ايها السيد ما هو اسمك ومن أين انت؟ لم نجد معكَ اي أوراق ثبوتيه
"بارك لي مين" : هاه..ان انا أين أنا؟ ومن انتَ؟، سيدي اسمي هو...، اسمي هو.. مهلا انا لا أتذكر اسمي!
يقاطعهم الطبيب : سيدي ان كنت قد انتهيت فالمريض بحاجة إلى الراحه والتقرير الطبي الخاص به يشير إلى فقدان كلي في الذاكره.
"الشرطي" : حسنًا..لكن عليك زيارة مركز الشرطه فور التعافي..ذلك بشأن اوراقك الثبوتيه وهذه الأمور، انت تعرف..
وعلى بعد بعض الكيلومترات من المشفى كانت "كيم سوار لي" تتمايل مع ايقاعٍ شجي تطرب له الأذن وتستمتع برؤيتها ورؤية عينيها الجميلتين التي تضيء كالقمر في الليالي المعتمه..
عندما تتحدث بهاتين الشفتين يصمت العالم من حولها طوعًا..
وفي هذه الاثناء يستعد "بارك لي مين" للهروب من المشفى ليته يتذكر انه شخص لا يستطيع الهرب من لعنات الماضي..
لكنه يعلم في قرار نفسه انه شخصا اعتاد الهرب ، أو اعتاده الهرب بشكلٍ ادق حتى وان لم يكن في وضعٍ يسمح له بتذكر اسمه او الألم التي سببته تلك الطعنات التي اخترقت جسده وتركت فيه ندوبها..
هرب بعيدًا ليصل إلى أعماق سيوول وكأنه يعرف طريقه إلى حي "ميونغ دونغ" اقتادته هاتين القدمين إلى نفس الصوت الشجي فاخترقت عذوبة هذا الصوت قلبه قبل أذنيه، تقدم عشر خطوات للأمام ودخل بلا وعي في وسط الجموع لقد قامت "كيم سوار لي" بسحره عندما قررت اصطياده بضوء عينيها
عندما التقت أعينهم اختفت جميع الأصوات، وتراقصت قلوبهم على ألحان الكمان..
قلبه الذي اشتد سوادً بصِبغة الايام اكتسى ورودًا ورِقه ،حلقَت الفراشات بداخل بطنه
واتسعت حدقة عيناه مُد بصره..
اما "سوار لي" فعندما نظرت إلى عينيهِ الجميله لم ترى انعكاس جمالها ، بل رأت ذلك الوجه الجميل الفتي المنحوت بدقة وكأنه تمثال من العصور اليونانيه ، هذا الجسد الذي يشع بالطاقه على الرغم من ندباته..هذا الجبين الجميل...
لابد انه قد أحدث في قلبها جريمة حرب!

يتبع.