"اعطنِي إسمًا"

132 6 5
                                    

كان يتابع "بارك لي مين" النظر إليها بدون وعي ، فقد سرقت وعيه واثرت حواسه شعرها الأسود، شفتيها الرقيقتين، تلك الشامه على عنقها الطويل، خصرها الجميل ،بدت في غاية الجمال في حُلة من الستينات -على وجه التحديد- لأنك اذا اردت ان تشتهر بتميز في "ميونغ دونغ"
لا يسعك سوى التعري ، العربده ، التقرب من ذوي النفوذ، واخيرا ان تحاول صياغة الأمور من منظورك الخاص ولعل هذا الذي كان انتصار "كيم سوار لي" الوحيد في ظل انهزاماتها وخسائرها في هذا الحي..
اشاحت "كيم سوار لي" نظرها عن "بارك لي مين" فهي لن تريد ان تُظهره على هذا الكم من الإعجاب ،فوجهت اهتماما للحضور، سرعان ما تحولت نظرة "بارك لي مين" من إعجاب إلى اتقاد!
صعد للمسرح وامسك بيديها ورقص معها على ألحان
" flay me to the moon "
الاغنيه الكلاسيكية الاشهر لكنها بصوت "سوار لي" هذه المره..
أمسكت "سوار لي " بمكبر الصوت بيد ، وامسكت بهذه اليد في ذات الحين
يا إلهي! هل اخذها "بارك لي مين" إلى القمر حقًا!
في ذات اللحظات في احد احياء "انشيون" تقف تلك السيده العجوز في حُلة سوداء منتظرة عودة غائبها الذي تعلم جيدًا انه لن يعود يناديها في هذه الاثناء الطفل الصغير "هيون سو" وهو طفل جميل وبريء جدا فمن اشبه من الولد بأبيه!
"هيون سو" : جدتي هيا تعالي إلى الداخل ايتها العجوز هل تريدين الموت ام ماذا؟! كيف تقفين هنا في هذا الوقت من الليل ؟
حسنا لن اقوم بحمايتكِ اذا تعرضتِ للتحرش على أي حال..
ابتسمت الجده ابتسامة حزينه جدًا ودخلت إلى منزلها رفقة "هيون سو" هذا الحفيد الشقي الذي يرسم حياتها تارة ، ويلونها كيفما شاء هو ويؤنسها منذ حين..
في هذه الأثناء في أرقى وانبل أحياء سيوول "كانغم" على وجه التحديد ينتشي "تشو جون سو" زعيم مافيا "تاسرو كازاو" التي تبسط هيمنتها على "انشيون" بالكامل مع بعض من الشخصيات المعروفه في البلاد "تشو جون سو" قد تخطى سن السبعين بالفعل واذا ألقيت نظرة في عينيه ستعلم ان هذا السن لم يتخطاه ابدًا لقد فقد ابنه الأكبر تحت عجلات القطار قبل أربع أيام، واليوم ينتشي ويقيم الاحتفالات..ربما لو انه قد كان هذا الابن هو الابن الشرعي ل" جون سو" لاقام مراسم الوداع في كل السُرادق..ولكنه لم يكن.
فالمنافع التي ستأتي إليه جراء هذا الحفل ، والدعم ، والنفوذ سوف يجبرونه على النسيان..
على مسرح الحانه يمسك "بارك لي مين" بخصرها ذلك الخصر النحيل ويضع عينيه صوب عينيها ، لم تتمالك ، لم تقاوم ، لم تستسلم ايضا فأكملت الغناء وعندما انتهت..لن يصفق احدًا باغتها "كيم مون نا" وجذب إليه يديها في عنف شديد وان كنت لا تعرف "مون نا" فهو شخص ثري بملك ثلاثة حانات في "ميونغ دونغ" وحانة رابعة أخرى في "كانغام" في الأربعينات من عمره وانه حقا شخص مثير للاهتمام
"مون نا" : هذا هو اذا أيتها العاهره! ترفضين الرجل الثري، والرجل القوي ، والرجل ذا النفوذ ، وترفضين أصحاب السياده! من أجل هذا الحثاله اسألي هذا القذر ان كان سيدفع عنكِ فاتورة المشفى لاختكِ الكفيفة القذره ثم دفعها وامسك بثياب "بارك لي مين" ودعاه "لي مين" ان يتوقف عن ذلك ، وأن يتوقف عن ايذائها مِرارًا مبررا ذلك بأنها راقصه وتغني فيرقص معها من يريد!
قامت "سوار لي" بصفع "بارك لي مين" واخبرت "مون نا" انه اجبرها على الرقص
"سوار لي" : هذا المغفل يظن انه سوف يفلت من قبضتك ماذا يظن نفسه فاعلا مون نا لقبه درسا ، لم أستطع الرفض لان ذلك سوف يُنفر الزبائن فقبلت مرغمه صدقني مون نا!
"بارك لي مين ": هاي! انتي أيتها الفتاة انتي لم ترفضي حتى ، هه ماذا قمت بماذا! بارغامك؟! صدقني هي تكذب
"مون نا" :انتي تعنين ما قلتهِ صحيح ؟ هل قام هذا الوغد باجباركِ بالفعل؟! سأصدق ما تقولين
"بارك لي مين": ستصدق ما تقول! ماذا ستصدق؟! انها كاذبه..
"سوار لي" -في عقلها-: تستحق هذا ايها المغفل ، لم ارقص ابدًا مع أي شخص في حياتي من قبل! لعله ينزع انفك او ان يكسر قدمك الأخرى او يصيبك بالكساح..
"مون نا" يقوم بدفعه ارضًا ويدعس اصابعه بنعله و "بارك لي مين" لم يستوعب بعد !
في هذه الاثناء قام "بارك لي مين " بامساك قدمه الأخرى واجمع قبضته محاولا كسر ركبته ثم اسقطه أرضا واجهز عليه وكاد ان يخلع عنقه ..لم يستطع "مون نا" ان يجاري ردات فعله السريعه
"مون نا" - داخل عقله - : تبًا! هل أتقن فنون القتال توًا !، هل هو احد افراد النينجا ام ماذا!
لم يستطع مجاراته ابدا والكل هنا يشاهد فالفوز في حرب الشوارع في حي "ميونغ دونغ" تعني شرف ابدي -إلى أن تُغلب مرة أخرى- أدرك "مون نا" انه لن يجاريه فنهض واتجه نحوه وعانقه قائلا: صديقي "لي مين جون" هاهاها لن تكف عن المزاح حتى يموت أحدنا من جراء مقالبك اللعينه...
"بارك لي مين": ماذا "لي مين جون" اسمي ، هل هو اسمي اذا، انا اسف يا صديقي فأنا اعاني من فقدان الذاكره انا أكرر أسفي هلا تحدثنا ارجوك؟ من فضلك!
"مون نا": هل انت..فاقد للذاكرة حقًا!
-قائلًا في سره- لابد أن الاقدار تسير في صفك الآن مون نا!
في هذه الاثناء دخل ضيف مهم انه الابن الشرعي ل" تشو جون سو" انه "‏هيوك سو" انه الاوسم ، الأجمل، الأغنى، ليس ذلك فحسب انه الاعذب الاشهر في سيوول على عكس والده لم يرث منه جينات الاعتلال النفسي وورث منه الاتقاد، سرعة البديهة ، والفطنه وورث من والدته الجمال واللطف وكثير من النبل
اسرع "مون نا" إلى طاولته واختفى من المشهد
لتنزل "سوار لي" من المسرح ممسكة بيد "بارك لي مين"
"سوار لي": ها! صديق هل قلت صديقه ، هل قال صديقه للتو ،أعني أصدقاء؟
انا اسفه يا سيدي، انت راقص جيد جدا بالمناسبه ووسيم أيضا !
امالت رأسها نحوه واخفضت صوتها :ارجوك يا سيدي انا اعتذر انا فتاة كاذبه ومبتذله لا تدعه يطردني ارجوك! ارجوك!
نظر إليها "بارك لي مين" وهز رأسه قليلا متعجبًا من تقلب الأحوال كتقلب المناخ في يوم عاصف، ولكنه في تلك النظره كاد ان يغرق مرة أخرى! لولا انه استجمع قواه
"بارك لي مين": الآن أصبحتِ تناديني "سيدي"
طالبتِ بتلقيني درسًا منذ دقائق أيتها الفتاة "القطه"
حسنًا سأخبره ذلك لاحقًا.
"سوار لي" : سيدي لقد تعرفنا للتو ولكنني لم أخبرك باسمي انا اسمي...
قاطعها "ديوك لي مين " : عفوًا!
هل سألتكِ عن أي اسم الآن؟! ان كنتي تظنين انني مراهق ، أو مغفل ، أو أي شيء آخر يسقط في بئر امرأة جميلة بعيون جميله فأنا اسف لكِ ، اعيدي التفكير..
تركها متجمده في مكانها من شدة الاحراج وذهب وجلس منتظرا "كيم مون نا"

يتبع

بحثًا عن ضوء القمَر الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن