_مَتَى سَتَنْتَهِي هَذِهِ اَلسَّنَةِ اَلْمَدْرَسِيَّةِ اَللَّعِينَةِ_

[CHAPTER.05.]

كَانَتْ مَيْسَاَ تَمْشِي إِلَى اَلصَّفِّ مُتْعَبَةً تَشْعُرُ كَأَنَّهَا سَتَسْقُطُ مِنْ شِدَّةِ اَلْإِرْهَاقِ ، كَانَتْ تُفَكِّرُ كَيْفَ سَتَصْمُدُ حَتَّى نِهَايَةِ اَلْيَوْمِ ، فَهِيَ مَرِيضَةٌ تَشْعُرُ بِالْحُمَّى وَكُلِّ جَسَدِهَا يَأْلَمُ ،تَشْعُرَ بِدُوَارٍ حَادٍّ . . . .

تَوَقَّفَتْ قَلِيلاً وَأَمْسَكَتْ فِي اَلْحَائِطِ لِأَنَّهَا كَادَتْ تَسْقُطُ
،كُلُّ هَذَا تَحْتَ أَنْظَارِ تَايْ اَلَّذِي يَتَّبِعُهَا مُنْذُ أَنْ رَآهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ بِخَيْرٍ . . .

يُرِيدَ مُسَاعَدَتَهَا لَكِنْ لَا يَسْتَطِيعُ فَهُنَاكَ مِنْ يُرَاقِبُهُ ، هُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُخْطِئَ وَيَتَنَمَّرُونَ عَلَيْهِ ، وَصَلَتْ بَعْد عَنَاءِ طَوِيلٍ لِصَفِّ وَجَلَسَتْ فِي طَاوِلَتِهَا، وَضَعَتْ رَأْسَهَا فَوْقَ اَلطَّاوِلَةِ لِتَرْتَاحَ لَعَلَّهَا تَأَخَّدْ قِسْطًا مِنْ اَلرَّاحَةِ . . . . .

دَقُّ اَلْجَرَسِ ، ذَهَبَ اَلْجَمِيعَ لِصَفِّ وَبْدِأُو فِي اَلْحِصَصِ اَلْمُتَبَقِّيَةِ بَيْنَمَا مِيسَا لَا تَرْفَعُ رَأْسَهَا ، كَانَتْ نَائِمَةً عَلَى أَيِّ حَالٍ لَمْ تَقْوَى حَتَّى عَلَى اَلتَّرْكِيزِ وَلَا يُمْكِنُهَا اَلْغِيَابُ مَرَّةً أُخْرَى . . . .

بُعْدُ مُرُورِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنْ اَلْحِصَّةِ اَلْأَخِيرَةِ ، أَرْدَفَ اَلْأُسْتَاذُ قَبْلَ أَنْ يَدُقَّ اَلْجَرَسُ ....

" لَقَدْ اِنْتَهَيْنَا لِلْيَوْمِ ، غَدًا رُبَّمَا سَأَكُونُ غَائِب فِي حِصَّتِي اَلصَّبَاحِيَّةِ مِنْ الْثّامِنَة صَبَاحًا إِلَى الْعَاشِرَة ، لِذَلِكَ لَا دَاعِي لِأَنْ تَحْضُرُوا ، اِنْتَبَهُوا لِأَنْفُسِكُمْ ، يُمْكِنُكُمْ اَلِانْصِرَافُ "

اَلْجَمِيعَ فَرَح لِسَمَاعِ اَلْخَبَرِ ، فَالْأَسَاتِذَةُ نَادِرًا مَا يَتَغَيَّبُونَ وَهَذَا يَجْعَلُ كُلُّ اَلتَّلَامِيذِ فِي حَالَةِ فَرَحٍ لَا تَنْتَهِي ،  خَرَجَ اَلْجَمِيعَ مِنْ اَلصَّفِّ بَيْنَمَا مِيسَا لَمْ تَسْتَيْقِظْ ، بَقِيَتْ نَائِمَةً وَتَتَعَرَّق ،اَلْحُمَّى مُرْتَفِعَةً كَثِيرًا . . . .