Enjoy********************
رّبيع الثامنة عَشر لم يكن سَعيداً للغاية و لم تَكن أزهار هذا الفَصل جَميلةٌ كالسابق و لم تعد النسائم العَليلة تَستحق الشعور بها
و حتى ألوان الحَياة لم تَكن مُختلفة بل كُل تَفصيلٍ بات يمتلك ذات اللون و نَشوة السعادة انطفأت
لم تَعد الأيام ذو مَغزى و لم يعد مُرور السَاعات بسرعة مُخيفٌ بتاتا
و كأن السكون هو ما حَلَّ فجأة على هذه الدُنيا و الأصوات باتت مَعدومة و إن وُجِدت فلن يَكترث لها ..
..
بعد سَنةٍ مِن ذلك اليوم المَشؤم قام ملك الشَمال بدعوة مملكة الشَرق و الغرب الى حفَلةٍ بِمناسبة زواج ابنته من ولي عَهد الجَنوب
رَفض جيمين رَفضاً قاطعاً الحضور لِعلمه بأن يونغي سيكون مَوجوداً هُناك و لا رَغبةَ للأصغر برؤية مَلك الناي
و بالطبع عدم رَغبته بالذهاب قُوبل بالرفض لأن مَلك الغَرب أجبره على مُرافقته و لم يكن بوسع الفتى سوى تَقبل واقعه المَرير
كانت مملكة الشَمال غَريبةٌ بالنسبة له تماماً و لم تَكن بجمال مملكة الشرق و حين دَخل حدودها استشعر عدم الأمان
لكنه كان هادئاً حيال الصراعات التي يمر بها و كان يخشى بأن يُحَطم قَلبه مِجدداً
و يخاف أن رؤية مَلك الناي سَتُعيد له مَشاعره السابقة و يُرافقه المَزيد من الخُذلان
و في الحين ذاته كان غاضباً و جُزءٌ منه رَغب بِتعذيب يونغي حتى الموت
و أكثر ما كان يخشاه قَد حَصل فها هي عَرَبتهم تَقف بالقرب مِن عَربة مَلك الناي
و الأمير جيمين تَجاهل الأمر قَدر الإمكان و لَم ينظر لذلك الذي تَرجل من عربته
" مَلك الشَرق الجَديد يُسعدني لِقاؤك "
مَلك الغرَب قال و تَقدم من الشاب الذي كان ينظر لهما بابتسامةٍ شِبه ظاهرة و مُجدداً أُجبِر جيمين على الوقوف الى جانب والده و التظاهر بإلقاء التَحية
المَلك بارك قد لاحظ الجَو المَشحون بينهما فَـ في السابق كان جِيمين ليهرع الى يونغي مُعانقاً و يَقضي الوَقت برفقته دون الابتعاد عنه
" مَضى الكَثير يا مَلك الغَرب و لَم تَصلني مِنك أي رِسالة فهل بعد وفاة والدي أصبحت أحوال مملكة الشَرق لا تُهمك"