-٥- مَا تبقى الى زَوال

3.6K 347 337
                                    


Enjoy

********************

رّبيع الثامنة عَشر لم يكن سَعيداً للغاية و لم تَكن أزهار هذا الفَصل جَميلةٌ كالسابق و لم تعد النسائم العَليلة تَستحق الشعور بها

و حتى ألوان الحَياة لم تَكن مُختلفة بل كُل تَفصيلٍ بات يمتلك ذات اللون و نَشوة السعادة انطفأت

لم تَعد الأيام ذو مَغزى و لم يعد مُرور السَاعات بسرعة مُخيفٌ بتاتا

و كأن السكون هو ما حَلَّ فجأة على هذه الدُنيا و الأصوات باتت مَعدومة و إن وُجِدت فلن يَكترث لها ..

..

بعد سَنةٍ مِن ذلك اليوم المَشؤم قام ملك الشَمال بدعوة مملكة الشَرق و الغرب الى حفَلةٍ بِمناسبة زواج ابنته من ولي عَهد الجَنوب

رَفض جيمين رَفضاً قاطعاً الحضور لِعلمه بأن يونغي سيكون مَوجوداً هُناك و لا رَغبةَ للأصغر برؤية مَلك الناي

و بالطبع عدم رَغبته بالذهاب قُوبل بالرفض لأن مَلك الغَرب أجبره على مُرافقته و لم يكن بوسع الفتى سوى تَقبل واقعه المَرير

كانت مملكة الشَمال غَريبةٌ بالنسبة له تماماً و لم تَكن بجمال مملكة الشرق و حين دَخل حدودها استشعر عدم الأمان

لكنه كان هادئاً حيال الصراعات التي يمر بها و كان يخشى بأن يُحَطم  قَلبه  مِجدداً

و يخاف أن رؤية مَلك الناي  سَتُعيد له مَشاعره السابقة و يُرافقه المَزيد من الخُذلان

و في الحين ذاته كان غاضباً و  جُزءٌ منه رَغب بِتعذيب  يونغي حتى الموت

و أكثر ما كان يخشاه قَد حَصل فها هي عَرَبتهم تَقف بالقرب مِن عَربة مَلك الناي

و الأمير جيمين تَجاهل الأمر قَدر الإمكان و لَم ينظر لذلك الذي تَرجل من عربته

" مَلك الشَرق الجَديد يُسعدني لِقاؤك "

مَلك الغرَب قال  و تَقدم من الشاب الذي كان ينظر لهما بابتسامةٍ شِبه ظاهرة و مُجدداً أُجبِر جيمين على الوقوف الى جانب والده و التظاهر بإلقاء التَحية

المَلك بارك قد لاحظ الجَو المَشحون بينهما  فَـ في السابق كان جِيمين ليهرع الى يونغي مُعانقاً و يَقضي الوَقت برفقته دون الابتعاد عنه

" مَضى الكَثير يا مَلك الغَرب و لَم تَصلني مِنك أي رِسالة فهل بعد وفاة والدي أصبحت أحوال مملكة الشَرق لا تُهمك"

نُورما || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن