-٦- فِي ذَلك اليَوم

3.6K 331 286
                                    


Enjoy

******************

أربع سنواتٍ قد مضت و لا شيء يُذكر بها سوى حال الأمير التي تتدهور يوماً بعد يوم

مازالت الوحدة تَقتله حتى نسيَ الكلام و بات الصَمت لغته  

تتشابهُ الأيام و من المُخيف أنها تفعل , من المرعب تِكرار ذات المشاعر كل يوم و تَقبلها و كأنها لن تَرحل

.

يجلس الأمير أمام والده المَلك و زوجته المتغطرسة و التي اعتادت على النظر له بطريقةٍ دونية

يستمع لوالده و في داخله يُزامنه الكلام فهو مُعتادٌ على سَماعه من الصغر

رفع نظره للملك و دقق في ملامح وجهه  و لاحظ التجاعيد المقرفة التي باتت جُزءً لا يتجزأ من بشرته

أصبح كبيراً في السن و أيامه مَعدودة و كم يتمنى الأمير اقترابها

ثم حول أنظاره لزوجة والده التي تَشد ظهرها وتجلس بشكلٍ مُستقيم و بين لَحظةٍ و أخرى تقوم بتعديل التاج أعلى رأسها

و الى قُربها تجلس خادِمة تَملأ أكواب الشاي بهدوءٍ شديد , ركز نظره على جانب وجهها الظاهر لِبُرهةٍ من الزمن ثم ابتسم بجانبية

أخفض رأسه و شد على قبضته عندما تطرق والده لحديث ضَمِ مملكة نورما الى مملك الشرق و من ثم همس بما يجول بباله

" لماذا"

رفع الملك أحد حاجبيه مُستغرباً حديث الأمير بل و خروجه عن صمته الذي اعتاد التزامه في كُل مرةٍ يُحادثه

" لماذا ؟ "
أعاد المَلك سؤال جيمين باستفهامٍ عن مُراده من هذا السؤال

" لِمَ لن أصبح ملكاً مالذي ينقصني و لِمَ الملك يونغي و ليس أنا  , ماهو الفرق ؟ ألست الأحق بهذا العرش والتاج ؟ "

صاح في وجه والده و لم يستطع السيطرة على غضبه المكبوت لسنواتٍ طويلة

بعض الدموع كانت عالقة عِند طرف عينه لكن أبى و كابر على نفسه و منع دموعه من الهطول حتى احمرت مُقلتيه

الخادِمَة وضعت أكواب الشاي أمام الثلاث ثم انحنت راحلة

كانت أصابع الملك تطرق على مِسند العرش بالتتابع و على وجهه نَمَتْ تلك الابتسامة الساخرة

" لا تليق بهذا المنصب , شَخصٌ عاطفيٌ مثلك لن يستطيع فعل أي شيء سوى البكاء كالطفل الرضيع ثم لا تَنسى بأن شَعب نورما لا يرغب بك و لا أحد داخل القَصر يَفعل "

نُورما || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن