الفصل الاخير

253 23 26
                                    

( الفصل الأخير)

ثلاثة أيام وهي في المشفي وحالتها الصحية تسوء بعد أن فقدت الوعي و نصحتهم الطبيبة بسرعة نقلها إلي المشفي لمتابعة حالة الجنين وأيضاً حالة القلب الذي كانت تسوء كثيراً ، لم يكن هناك تفسير لحالة الإعياء التي جاءت لها خصوصاً أنها في شهرها الخامس أي أنها تخطت تلك المرحلة بكثير ولكن فضلت الطبيبة بقائها في المشفي حتي تستقر حالتها ، ظل شادي جالساً بجانب الفراش ويمسك بيدها وهي نائمة لا تشعر بهذا العالم فالنوم راحة بالنسبه لها أفضل من استياقظها و محاصرتها بشعور الألم الذي لاينتهي بجانب شعور الخوف بأن النهاية تقترب منها وبشدة :

- أنتِ وعدتيني أنك مش هتسبيني صح اوعي تعمليها ياسلمى أنتِ عمرك ما خلفتي بوعودك معايا ، أنا مش هقدر أعيش دقيقة في دنيا أنتِ مش فيها أنا مستعد اضحي بأي حاجة الا أنتِ ، خليكِ قوية علشان خاطري خلاص هانت

كل ما شعر به وهي تقبض علي كف يده وتدير رأسها ناحيته وتنادي باسمه بصوت ضعيف ، نهض سريعاً من على الكرسي  يجلس بجانبها علي ركبتيه و تساءل بلهفة :

- عايزة حاجة يا سلمى

حاولت إخراج صوتها وهي تنظر إليه وتمسك بيديه :

- عايزك توعدني يا شادي أنك هتخلي بالك منهم

لا يفهم سبب طلبها ذلك الآن بالتحديد ولكن لم يرغب في إتعابها بالحديث فهتف بتأكيد :

- أوعدك ، أوعدك أن هشيلهم في عينيها بس أنتِ تقوميلي بالسلامة

حاولت إخراج صوتها وهي تقول بحزم و تأخذ منه كلمة :

- أنا مش مهم شادي المهم هما ، اوعدني أن لو جه يوم تختار بيني وبينهم اختارهم هما ياشادي

صمت مصدوماً من طلبها لا يصدق أنها تطلب منه ذلك الامر بالتأكيد لا ، سمعها مرة أخرى تأكد عليه طلبها :

- اوعدني يا شادي هتختارهم صح

لما تطلب منه هذا الطلب الصعب لما الحياة تريده أن يختار بين أغلي الناس بين روحه و بين قلبه الا تعرف أنه إذا خسر أحد منهم سيخسر حياته ، سمعها تعيد عليه طلبها ولم يجد حاله سوى يحرك رأسه إيجاباً وينهض من على الأرض يحضتنها ويقول بصوت مختنق حزين :

- أوعدك يا سلمى ، أوعدك
___________________

وصلا إلي المشفى التي يعمل بها حتي يحددا ميعاد تلك العملية ، لا تعرف لما وافقت على الأمر  ولكنها لديها رغبة كبيرة لرؤية هذا العالم مرة أخرى بعينيها وليس بأعين الآخرين بعد أن كانت فقدت الأمل في هذا الأمر ولكن هناك شيء غريب بداخلها أعاد لها الأمل مرة أخرى كأن هناك شئ تريد رؤيته ،  كم اشتاقت للركض والانطلاق مرة أخرى و هذا ما ستعود لفعله عما قريب ، جاءت الممرضة لأخذها لأجراء بعض التحاليل والفحوصات وظلت منار جالسة في المكتب في انتظارها واعتقدت أنه سيخرج ولكنه ظل مكانه يطالع الأوراق التي أمامه ، أخرجت هاتفها تقلب بين الأخبار تلهي حالها وفي الوقت ذاته لم تقدر أن تمنع حاله من سرقة بعض النظرات إليه دون أن يلاحظ ،  لحظات وتوقف صوت تحريك الأوراق واستمعت إلي صوت خطواته تقترب منها حتى جلس بجانبها على الأريكة ويسحب الهاتف من يديها في لحظة غفلة منها مما جعلها ترفع رأسها تنظر إليه بغضب وهي تصيح في وجهه :

للحياة فرصة تانية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن