البارت الثالث

40 5 0
                                    

كنت اتوق للحظه تجمعنا....  وتجمعنا ولكن قلبي رفض الخضوع امام عينك تلك المره... القسوة ملأت قلبي تجاهك"

نوح جلس علي سرير المستشفى والتقط الورق والقلم الذين يلازمانه في الآونه الاخيره كتب رساله ل وعد واندمج في كلاماته حتي ظهرت دموع العجز والشوق لها لتدخل مني وآيه لتردف مني بقلق: اي ياحبيبي تحب نخرج ولا لسه تعبان
طوي نحو الورق ووضعه في كف آيه  لتقرأ الورقه الصغيره  :(( آيه الرساله دي توصليها للعنوان المكتوب بنفسك ومتقوليش اي حاجه بس اتأكدي ان اللي خدت الرساله اسمها وعد وتمشي علطول ))
آيه: حاضر ياحبيبي مش هتأخر وماما بقا عليك
مني: امشي يا آيه خلفه اي دي ياربي
************************
في الثكنه العسكريه جلس العميد نشأت بمكتبه واعضاء فريق نوح  ليردف ياسر بغضب قليل: يافندم حضرتك مشوفتش حالته وصلت ل اي ده كان هينتحر واحنا ولا عارفين التعذيب اللي حصله كان مداه اي ولا حتي نجيب اللي عملو فيه كده 
واردف صلاح: بعد اذن حضرتك انا بقترح اننا نسفره برا يتعالج الدكتور قال ان الجرح مش متخيط وده في خطوره علي حياته
فتحي: يافندم احنا لازم نرد اعتبارنا ونجيب اللي عملو كده ف اخ لينا
نشأت: ده ابني زي مانتو ولادى...  كل كلامكم انا مقدره من حبكم وخوفكم علي اخوكم بس الموضوع مش سهل وبسيط كده ظهور نوح تاني ب اي شكل من الاشكال بيعرض حياته وحيات كل القريبين منه لل الخطر 
صلاح: اكيد في حل يافندم
نشأت: اكيد طبعا بس انا هتكلم مع الاداره الاول وانظم الموضوع وهبلغكم بالجديد
هلل وجه الشباب فرحا ليردف نشأت بحزم: نشوف شغلنا بقا....  اولا انا بشكركم علي كل مجهودكم الفتره اللي فاتت نفذتو عمليات صعبه وف وقت قياسي بس الجاي اصعب
فتحي: قدها يافندم
نشأت: المره دي ياسر بس اللي هينفذ مع فريق تاني وانتو ليكم مهمات تانيه بكره الصبح مع الفجر  هتكون ساعه الصفر اما دلوقتي ده بتاعكم ربنا يوفقكم
**************************
دخل عز لتردف سناء ل وعد: بما ان عز جه نتغدي بقا اكيد جعان ياعيني
وعد نظرت لها بنصف عين: والله لو امه مش هتعملي كده
سناء: يارب سليم ده يكون رجع بجد عشان يربيكي
وعد بتمني: يارب عارفه رغم انه طلع كداب ومش مهندس بس وحشني وبحبه اووي وعايزة اعرف ليه كدب عليا
سناء احتضنتها: ان شاءلله ياحبيبتي ربنا يجمع بينكم ويفرحني بيكي
عز ادخل رأسه من الباب: يارب عشان يجمعنا بيت احنا كمان
وعد بسخريه: كل البيت ده مش مكفيك تحب اجبلكم بيت علي البحر ولا اشتري ليكم الاستاد اوسع
عز: انا جعان دلوقتي ومش هرد عليكي
سناء: خمس دقايق بس
عز: استني اجي اساعدك
وعد وهي تستند علي سريرها: استني هنا رايح فين
عز ببراءه: هساعدها
وعد: لا ياحنين خليك هنا وتعالي ساعدني اخرج من السرير ده 
استمعو لصوت جرس الباب ليردف: شوفتي اهو خليكي قاعده بقا زي ما انتي
اتجه عز للباب ليفتح ووجد فتاه قصيره القامه ليردف: عايزة مين ياشاطره
آيه: عايزة وعد مش ده بيت وعد
عز: اه ده بيت وعد اقولها مين
آيه: قولها آيه
عز: طيب اتفضلي
دخلت آيه بخطوات متثاقله خوفا من ذلك الغريب وتقدم عز امامها لغرفه وعد: واحده اسمها آيه عايزاكي
وعد ب اندهاش: آيه مين
آيه ظهرت لتردف ب ادب: سلامتك ياوعد
وعد: الله يسلمك... بس مين حضرتك؟
آيه: انا جيبالك الجواب ده وسرعان ما استدارت لتخرج لتردف وعد: استني بس اشربي حاجه ولا اتغدي معانا
آيه: معلش ف جواب تاني بقا
ضحكت وعد: ده واضح انك حمامه سلام خالص
آيه: اووي والله 
وعد: هاتي رقمك بقا عشان شكلنا هنبقي صحاب واهو يستي بدل ماتتعبي وتيجي البيت نخرج سوا احسن 
آيه اعطتها الرقم واستئذنت للخروج
وسرعان مانزلت من بيت وعد ليحاوطها عده رجال استخدم احدهم مخدر لتقع بين يديهم ويدفشوها في سياره مسرعين
**************"""""*********
اجتمعت وعد معهم علي الغداء بسعاده لتردف بعد انتهائهم: انا كلمت ماما تليفونها مقفول وبابا مش بيرد 
سناء: يابنتي هما صغيرين خايفه كده ليه
وعد وهي تستند علي سناء: اخلص بس اللي ورايا وافضالكم انتو الاتنين
عز: يارب ماتخلصيش لمده سنه
وعد رمقته بغضب مرح ودخلت لغرفتها بمساعده سناء التي تركت لها المجال لتفتح الرساله وتقرأ محتواها
"وعد
انا عارف انك عشتي فتره صعبه بعد ماوصلك خبر موتي وظهوري قدامك ده اكبر غلطه هتعرضك للخطر ومكنتش عامل حساب لكده....  انا لو كدبت عليكي ف ده لمصلحتك انا مكنتش ناوي ازعلك ابدا ولا اوجع قلبك انا كنت قافل علي قلبي سنين ومحرم علي نفسي الحب لحد ما قابلتك كل القيود الي حاوطت نفسي بيها اختفت انا اسمي نوح مش سليم ده الاختلاف الوحيد الي لازم تعرفيه.... انا عمري في حياتي ماهحب حد غيرك ولا هعرف اكون ل غيرك ولما شوفتك انهارده مقدرتش اكمل حياتي عاجز وحاولت انهي حياتي وربنا كتبلي وقت تاني اعيشه بس لو ليا عمر تاني اتمني اعيشه معاكي انا جاي ياوعد..... هاجي واشرحلك كل حاجه وجعت قلبك مني وكوتني انا اضعاف ماحسيتي......  انا عارف ان قلبك هيقسي عليا بسبب غيابي بس والله ل هرجع تاني بتمني تسامحيني  وحتي لو عايزك تعرفي ان عمري ماهعشق غيرك"
***************************
آيه وجدت نفسها في غرفه مظلمه مقيده بصوره مؤلمه لتصرخ بغضب: خرجوووني من هنا.....  خرجوني ياكلااااب انا هوريكم
احد الحراس: اي الهانم عامله دوشه ليه
آيه: عشان الحيوانات اللي برا تسمعني واهو جالي منهم واحد يتكلم معايا
الحارس: انا مش عايز اسمع صوت لحد البيه الكبير مايوصل
آيه: وديني ماهرحمك ولا انت ولا الكلب الي مشغلك
**********************
اما نوح ف وصل لمنزله برفقه امه  ليمسك بهاتفه ف لم يعد هناك غيره يستطيع التواصل به مع العالم بصوره ضئيلة ولكنها مفيده بعض الشئ
ارسل ل آيه عده رسائل لم تجيب وحاول الاتصال ليجد ان هاتفها مغلق ساوره القلق ولكن لايقدر علي حمايه احد 
اعلن الباب عن قدوم زوار للبيت نهض نوح بتكاسل ليري الزائر ليجد فريقه قد عاد
ياسر ابتعد عن نوح ودخل هو والفريق ليردف بمرح: اظن  ده وقت غدا واحنا عزمنا نفسنا ياقائد وجبنا غدانا كمان
نظر له نوح بغضب ليردف فتحي: ياقائد خيرك سابق خليها المره دي علينا
دخل ياسر وصلاح للمطبخ لتردف مني: ربنا يباركلكم ويرضي عنكم يابني يارب
ياسر قبل رأسها: ربنا يطول ف عمرك ياست الكل واخرج من جيبه ظرف: ده حاجه كده من ابنك متكسفنيش
مني وهي تنظر للاكياس والدواء وظرف النقود لتذرف دموع وهي تقول: ياخبر ودي تيجي يابني اي كل ده
صلاح: يا ماما ابنك عمل معانا اكتر من كده وعمرنا ماقولنا اي حاجه ده حتي لو قولنا شكرآ كان....... واخذ يمرر يده علي عنقه متصنع الالم لتردف مني: ايديه تقيله معلش
صلاح: منقدرش نتكلم والله بس الله  يخليكي عيالك واقعين من الجوع
مني: عنيا ياحبيبي اتفضلو انتو وانا مش هتأخر
تناولو الطعام في مرح وذكريات ولم يكن ل نوح سوى الابتسامه الكبيره لتري مني تغير كبير في حالته النفسيه
ارسل نوح علي الجروب الخاص بالشباب: بهدوء كده تنسحبو وتدورو علي آيه والعنوان اللي كانت فيه اخر مره عندكم يلا واي جديد تعرفوني
صلاح:تمام ياقائد ارتاح انت وان شاءلله مش هنرجع غير بيها 

***********************
مر الوقت ليدخل تلك الغرفه المظلمه رجل في اواخر الخمسينات كان ينظر لها بحنان شديد ولكن سرعان ما هتف بغضب: انتو ياشويه بقر مين اللي قالكم تعملو كده
احد الحراس: خوفنا تهرب مننا يافندم
الرجل: غوور من وشي حسابكم بعدين
آيه بخوف: عايز مني اي؟
الرجل: متخافيش ياحبيبتي  انا مش هأذيكي
آيه: قول عايز اي خليني امشي من هنا
حل الرجل وثقاها ليردف: انتي مش عارفه انا مين  آيه
آيه: هتكون مين
الرجل: انا حامد الراوي  ابوكي يا آيه  ... شدها نحوه ليحتضنها لتنكمش علي نفسها بخوف منه
حامد: انتي خايفه مني
آيه: انا مقروفه منك....  انت اب انت!  ازاى.....  في آب يخطف بنته
حامد: مني مانعه اني اشوفكم ونوح كارهني  بس انا كنت عايزة اشوفك انا مشوفتكيش من وانتي عمرك سنتين
آيه: عايزني افرح  يعني واحد فضل شغله والفلوس علي ولاده ومراته ودلوقتي جاي يخطف بنته عشان يشوفها...  الآب امان وانت جايبيني هنا وانا بصرخ مش ليا حد ينجدني  لو نوح عرف صدقني كل اللي انت بتقوله ده مش هيبقي له معني ولو كان في فرصه مننا ليك تدخل حياتنا ف انت خسرتها  انا عايزة اروح خلي رجالتك تروحني واوعدك اللي حصل ده مش هيتحكي ل نوح وماما ابدا بس متفكرش تقرب مننا
كانت كلامتها قاسيه كالطعنات ولم يري منها سوي التصميم علي المغادره وسرعان ماخرجت مع رجاله ليجدو ياسر والفريق محاوطين للمبني لتردف آيه بصراخ: محدش يضرب نار وافلتت يدها منهم لتجري علي اخوتها وتبكي في حضن ياسر واستعادوها للبيت **************
اما في منزل وعد اعلن الباب قدوم زائر جديد وكانت وعد تجلس علي اريكه في منتصف المنزل لتصرخ بلهفه فور رؤيتها ل عمها: عموووو احمد وحشتني
احمد: وانتي كمان ياقلب عمو سلامتك حصل ايه.
وعد بمرح: حادثه بسيطه بس الحمدلله بخير...  طبعا هتقولي فين بابا وماما والله من ساعه ماوصلت بسألهم ومش بيردو عليا
احمد: لا ماهو انا جايلك عشان كده  نظر سناء و عز لبعضهم البعض لتجلس سناء بجانب وعد وتمسك بكفها ليكمل احمد: البقيه ف حياتك ياوعد انتي كبيره وعارفه ان كل واحد فينا له عمر وميعاد 
وعد: ونعم بالله بس بردو محدش قالي مين اللي مات
احمد حاول مواساتها: بابا وماما ف امانه ربنا دلوقتي
ضحكت وعد: ياااه ياعمو بلاش الهزار بتاع كل مره ده وتوقع قلبي عالفاضي  نظرت لملامح احمد الجاده لتحاول عدم التصديق وهي تنظر لهم بذعر: ده بجد...  وانتو الاتنين عاملين تقولولي جايين وكويسين بتضحكو عليا... انا عايزة اشوفهم مليش دعوه انا عاوزه اشوفهم
احمد: اهدي ياحبيبتي  ...  هتنزلي ازاى وانتي كده اهدي بس انا و عز خلصنا كل الاجراءات وبكره ان شاءلله هيكون الدفن والجنازة بعد الضهر
وعد: انتو خلاص مصدقين نفسكم مفيش حد فيهم مشي وسابني لاء انتو فاهمين غلط والله انا هروحلهم وهتشوفو اننا هنرجع سوا
احتضنها احمد ولكنه نظر للجهه الاخري يبتسم بخبث وحاول مواساتها وكانت تبكي بقوه علي كل احداث حياتها ولم تستطع الصمود اكثر من ساعتين لتنام بين انهيارها
*****************
اما أيه اردفت قبل الدلوف للمنزل: زي ما اتفقنا يا ابيه: مش هتقول ان بابا الي عمل كده هتقول ناس كانو عايزين فلوس او اي حاجه
ياسر: قولتلك حاضر من شويه علفكره
دلفت آيه لتحتضنها مني بخوف: كده تقلقينا عليكي
اسرعت آيه لحضن اخيها: انا كويسه متقلقش والله
مني: مش عارفه اقولكم اي ياولاد تعبتكم معانا
فتحي: ياماما احنا ولادك ومفيش بينا الكلام ده خدي بالك من صحتك وصحه القائد بتاعنا.... عشان لما هنرجع هنبقي هفتانين نتجمع علي سفره من ايديكي الحلوه بقا 
مني: عنيا ياحبيبي ربنا يرجعكم سالمين يارب
الكل: امين
صلاح: نستأذن احنا بقا.... وان شاءلله نرجع قريب بس نرجع نلاقي القائد بتاعنا تمام ياقائد
اشار له نوح برأسه
**************************




نصفي الأخر (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن