الفصل الحادي عشر
_أنا خايفة ياهند.. خايفة قوي.. خالد هيعيش مش كدة.. طمنيني أبوس ايديكي.
ضمتها هند بين أحضانها بقوة تقول :
_خالد هيعيش ياصفية.. صدقيني.. مش بعد مالقيته هيروح مني..ربنا أرحم من كدة..خالد هيعيش.. هيعيش.وكأنها تطمئن نفسها بهذه الكلمات التي ظلت ترددها بصوت مرتعش هز كيانه ومزق قلبه، وجد طفلته تتمسك بيده فنظر اليها ووجدها خائفة بدورها.. ضمها إلي جانبه لا يعلم كيف أحضرها إلي هنا ولكنه حقاً لم يفكر حين استمع إلي الخبر لا يتخيل أن يفقد ابن عمته وصديق طفولته بهذا الشكل.. لا.. سيكون بخير.. نعم.. الله ارحم من أن يصيبهم بابتلاء كهذا.. تناهي إلي مسامعه صوت شهقاتهما فطالع حبيبته بألم، يود لو فقط ضمها إليه كما ضم صغيرته فاحتوي الخوف والألم بين أضلعه بدلاً منهما.
حضرت السيدة منيرة في هذه اللحظة تهرول تتبعها نبيلة حتي أصبحت أمامهم فقالت بانهيار تخاطب أدهم:
_خالد جراله حاجة؟ طمني ياابني.أمسك بيدها قائلاً:
_متقلقيش ياعمتي.. خالد بخير.. لسة مخرجش من العمليات بس هيكون بخير باذن الله.جلست منيرة علي أقرب كرسي وقد عجزت قدماها عن حملها بينما تقول نبيلة بحزن:
_ياحبيبي ياابني.. ليه يارب مكتوبلنا نقضي حياتنا في المستشفيات.. أستغفرك ربي وأتوب إليك.. سامحني يارب بس القلب تعب ومبقاش متحمل.خرج الطبيب في هذه اللحظة فتعلقت العيون به ليقول كلماته باختصار يبغي بها طمأنة أهل المريض الواضح علي ملامحهم خوفهم:
_أستاذ خالد بخير متقلقوش.. قطعة حديد كانت في جنبه خرجناها .. الموضوع بسيط صدقوني ورعاية الله كانت معاه فممستش أي عضو هو بس فقد دم كتير وعوضناه بنقل الدم.. حمد الله علي سلامته.انطلقت الألسنة تحمد الله علي رحمته ولطفه وهل هناك من أرحم منه علي بني البشر.
_______________
كان ينام في سريره تحيطه عائلته التي تحمد الله علي نجاته، يبتسم لهم بوهن بينما يتحدثون عن الدقائق التي سبقت خبر نجاته وكيف مرت عليهم كدهر مرير اللحظات حين طرق الباب فسمح أدهم للطارق بالدخول.. دلف الطبيب قائلا:
_حمد الله علي السلامة يابطل.قال خالد :
_الله يسلمك.كان يفحصه بينما يقول:
_الحمد لله.. كله تمام.. حضرة الظابط ممدوح برة محتاج ياخد أقوالك عن الواقعة.. هتقدر ولا أخليه ييجي وقت تاني.قال خالد:
_ملوش لازمة التأجيل خليه يدخل._طيب من فضلكم ياجماعة تخرجوا عشان حضرة الظابط يقدر يقوم بعمله.
بدأو بالفعل الخروج من الحجرة حتي كادت صفية أن تخرج بدورها من الباب حين استوقفها الطبيب قائلاً:
_خليكي انتِ ياآنسة صفية.. الظابط أكيد محتاج ياخد أقوالك لانك كنتِ معاه في الحادثة.
![](https://img.wattpad.com/cover/304747275-288-k347607.jpg)
أنت تقرأ
المستحيل
Romanceمقدمة هل يمكن أن ننسي بسهولة جُرح أصابنا ممن ظنناهم أقرب إلينا من أرواحنا؟ هل يمكن أن نغفر طعنة غدر أصابتنا في الصميم فأردت قلوبنا وجعلتنا نفقد الثقة في الجميع؟إن جاء الغادر معتذراً يعض أنامله من الندم هل نسامحه ونبدأ من جديد أم يصير الغفران مستحيلا...