الساعة 01:17 مساءً.
هنا التفت لي هيثم وبعد أكثر من ساعة من الصمت والجلوس، ليقول:
- ... أنا مش قصدي أشكك في نزاهتڪ يا نزية بيه، بس إحنا بنعمل إيه هنا؟!.. أنا هموت وأنام!
- نام.
وكأنه التقط الكلمة كالغريق مُلتقطًا القشة، فقام بضبط كُرسيه ليسترجع به للوراء، وبالفعل تركني لينام. هنا خطر السؤال المُهم، ما هيَ الحلقة الناقصة بالموضوع؟.. حتمًا هُناڪ ما ينقصني، يجب أن أبحث أكثر بمسرح الجريمة!
* * *
أنا الآن اتوقف بوسط الشقة، مُلتفتًا يميني ويساري، مُحاولًا استخدام كُل ما أوتيت من قدرة لاستبصار اليوميات بين تلڪ الأسرة اللطيفة قبل الحادثة..
رأيت خلود تتحرڪ هُنا وهُناڪ، ورأيت اخوانها؛ نجيب وسمير يجلسون ويتسامرون، ورأيت فادي وفريدة يصِلون للبيت بعد يومٍ شاق من العمل.
هنا سمعت صوتًا يصدر من وراء ظهري:
- أنا قولتلڪ «مرضيتش أتدخل لإنهم كانوا ساعات صوتهم بيعلىٰ في خناقاتهم العائلية»!
التفت لـجمال هارون الذي كان يقف ورائي، مُشيرًا نحوه بذهول، دون أن أُبالي للتعجب من كيفية وصوله إلىٰ هنا.
- «خناقات عائلية».. صح!
دلفت بعدها مباشرةً لغُرفة خلود للبحث هُنا وهناڪ، بالأدراج، وتحت الوسادة، وبداخل خزانة الملابس، إلىٰ أن وقعت عينيّ علىٰ شيئًا متوراىٰ تحت جهاز الحاسوب المحمول.
كان ملفًا أسود متوارىٰ عن الأنظار، رفعته بيديّ وبدأت أطالعه باهتمام..
ما هذا؟!
كيف لم ننتبه من قبل لهذا..؟
أنت تقرأ
الملف الأسود | The Black Folder
Short Storyتبدأ القضية بجريمة قتلٍ جماعية أصابت إحدى العائلات بحيّ القناطر، والتي استهدفت العائلة كاملة. عُرفت القضية إعلاميًّا بإسم «سفاح القناطر».. ولولا تدخلات المُحقق مُصطفى نزية الضابط المُستبصر بإدارة المباحث بمُديرية أمن القاهرة، لما وصل فريق التحقيقات...