أحد المطاعم - بجوار مُديرية أمن القاهرة.

35 14 0
                                    

الساعة 11:10 مساءً.

وصلت الطلبات التي طلبناها مُنذ دقائق، فقال لي هيثم:

- هُمَّٰ متعودين هنا علىٰ مواعيدڪ يا نزية بيه؟

مددتُ يدي لأشرع في تناول ما أمامي، وأنا أقول:

- ... هنخرج رؤوف مؤقتًا من المسألة ديه، طالما معترفش يبقىٰ معملهاش.

قال مُستعجبًا:

- هوَ بالسذاجة ديه يا نزية بيه؟!

- الصعيدي مبيقتلش غير لمَّ بيفخر بإللي قتله، عشان كدة أغلب إللي عندهم تار هربانين من حُكم قتل مع بسبق الإصرار، والمُشكلة في الصعيد مش في معرفة القاتل، تؤ.. في إيجاده.

تنهد قبل أن يُقرر هوَ الآخر البدء في تناول ما أمامه، فرددتُ أنا:

- في نفس الوقت، الاتنين التانيين احتمالية يروحوا لبيت فادي عشان يقتلوه هوَ وكُل إللي عنده ضعيفة جدًا.

صمتُّ شاردًا، قبل أن أصل لاستنتاج.

- ... وصلت لإيه في عداوات فريدة مُختار؟

رد وهوَ يأكل:

- كُلها كانت حاجات بسيطة، ما عدا واحدة من النسوان حلفت إنها هتقتلها بإيدها.

هنا أنزلتُ ما كُنت قد التقطته مُتأملًا هيثم بتعجب، في حين أكمل هوَ تناول طعامه دون أن يُلاحظ تعابيري، وما إن لاحظها حتىٰ توقف عن مضغ ما بفمه، فتأملني مُنتظرًا ما لدي:

- ... إنتَ كُنت مستني تقولّي المعلومة ديه إمتىٰ؟

- هاه؟!.. يا باشا هتقتلها بإيدها إزاي بس، ديه وآخدة حُكم بأكتر من 15 سنة؛ ديه علىٰ ما تخرج هتكون فريدة ماتت وشبعت موت!

- عندڪ حق، علىٰ أساس إنها مش هتعرف تأجر حد من برة السجن!

ثم توقفت مكاني لالتقط سترتي، ارتديتها وأنا أقول:

- بينا.

- علىٰ فين يا بيه دلوقتي، ثم إنڪ مكملتش أكلك!

- علىٰ سجن القناطر.

رمق ساعته مُستعجبًا.

- دلوقتي؟!

- ديه قضية قتل يا هيثم، تكون محصلني عَٰ العربية في خلال دقيقتين!

الملف الأسود | The Black Folderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن