الرابع من أغسطس، 2019.

41 15 0
                                    

«مكتب مُصطفىٰ نزية - مُديرية أمن القاهرة».

الساعة 05:11 مساءً.

وصلت خلود لتجدني جالسًا بمكتبي، وبالجهة الأخرىٰ كان هيثم جالسًا، قابلتها بنفس الابتسامة التي رأتها علىٰ وجههي آخر مرة، وكأن شيئًا لم يتغير.

توقفت لأسلم عليها، ثم أشرت لها لمكان جلوسها:

- إزيڪ دلوقتي يا خلود؟

- الحمد لله أحسن!

- مش باين علىٰ عينكي، شكلك بتعيطي ليل نهار!

لم ترد، فقُلت:

- استريحي.

وما إن جلست وجلستُ أنا.

- تشربي إيه؟

- لأ، مُتشكرة، ولا حاجة؛ سعادتڪ طلبتني؟!

- أيوة، كُنت عاوز أقولڪ إننا احتمال نكون عرفنا مين إللي عملها، بس محتاجين شهادتڪ.

التفتت لي بنظرة هيَ في الحقيقة لم أكن أعلم بالضبط، أكانت ذهول أو خوف، فقالت:

- مين؟

أشرتُ أنا لـهيثم بالتحرڪ لإحضار الشخص المُتفق عليه، ثم قُلت لها:

- أهم حاجة تتماسكي كدة.

أومأت برأسها علامة الإيجاب، ولٰكن ملامحها لم تكن تعني هذا، كان هذا قبل أن يستبق هيثم خطواتٍ من وصول رجلًا في الأربعينات من عمره، تعرفت هيَ عليه من النظرة الأولىٰ، والغريب بالأمر كان أن أبعدت ناظريها عنه مُلتفتة لي بتعجب:

- ده دكتور إسماعيل عدنان!

ثم التفتت له مرة أخرىٰ:

- أنا من الأول كُنت شاكّة إن إنتَ إللي عملتها.

قاطعتُها أنا:

- خلود.

فالتفتت لي باندفاع:

- إيه؟

وكان ردي بهدوء:

- مش دكتور إسماعيل هوَ المشتبه فيه، هوَ هنا عشان يتعرف معاكي علىٰ المُشتبه فيه.

ثم تمالتُ مُستندًا علىٰ المكتب أمامي:

- ... إنتي كُنتي بتتعالجي عند الدكتور إسماعيل، مش كدة؟!

قالت بعد مُماطلة من الصمت، وبعد أن أجبرتها علىٰ الإجابة بناظريَّ:

- من فترة طويلة، والحمد لله أنا دلوقتي تمام!

أشرتُ للدكتور إسماعيل بالجلوس، ثم قُلت لها:

- بس تقرير الدكتور إسماعيل بيقول غير كدة!

رمقتني صامتة دون أدنىٰ ملامح للفضول، فقررت أنا إخراج الملف الأسود الذي وجدته لأضعه أمامها علىٰ المكتب قائلًا:

الملف الأسود | The Black Folderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن