3

589 92 18
                                    

" البقاء للَّه يا يزيد ، تماسك يا بُنيَّ. "

وقف يتلقى واجب العزاء بملامح باردة لا يظهر عليها أي إنفعالات ، لم يتجاوز المرحلة الثانوية حتى يباغتهُ القدر بصفعة فوق وجنته حول موت والده.

تماسك حتى نهاية العزاء قبل أن يتجه نحو صِوان النساء ، انحنى أرضًا يعانق شقيقتهُ المُلتاعة وقد بدأ الناس ينفضوا من حولهما

" أنا خائفة. "

عانقها بقوة هامسًا برجفة

" أنا هُنا بجوارك لا تَخافي. "

شعرت خَولة بمشاعر متضاربة داخلها و أيضًا ملامح تلك الصغيرة بدت مألوفة لها ، تُذكرها بمشهد مُشابه عايشته ولكنها الآن تراه بطريقة مُختلفة.

____

" لم نعد نمتلك نقود يا يزيد بعد والدك رحمه اللَّه وأنتَ على مشارف الصف الثالث الثانوي و شقيقتكَ الصُغرى بالكاد انتهت من الصف الخامس أي أن على أحدكما أن يتنازل من أجل الآخر. "

و لأن شقيقتهُ صغيرة و منعها من الدراسة يعد شيئًا ظالمًا قاسيًا تنازل هو و لم يُكمل مرحلته الثانوية ، شعرت خَولة بالحنق و الغضب كيف تفعل بهِ هذا و تُلغي جميع أحلامه فارضة عليه حياة لا يُريدها.

شعرت بكل ما يُعانيه من غضب و تشتت بل و عذرته أيضًا في كل مشاعر سلبية أو ردود أفعال عدوانية قد يمرُ بها.

رغم قسوة موت والدته و تخليه عن دراسته ، إلا أن تلك القسوة خلقت إنسانًا مُختلفًا .. مُختلفًا للغاية!

صِرت هو | قصة قصيرة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن