هل تعلم شعور أن تكون بجسد غير جسدك؟
هكذا شعرت خَولة ، وجدت نفسها مُراهق صغير جالس في إحدى المراحيض المُتهالكة يُشاهد مقاطع خادشة للحياء" يزيد حبيبي ماذا تفعل بالداخل؟ "
شعرت بصوتها يخرج خشنًا بطريقة مقززة
" أقضي حاجتي يا أمي ما هذا السؤال؟ "
سخر بلهجة واثقة تُنافي ما يفعله في تلك اللحظة ، وهي لا تدري ما هذا العبث!
" لقد قلقت عليكَ فقط. "
تنهيدة عفوية خرجت من بين شفتي المُراهق وهو يكمل مشاهدة ذلك المقطع الذي بعثهُ لهُ أحد أصدقاء السوء.
شعرت خولة أن ملامح المراهق تلك مألوفة لها ولكنها لم تهتم ؛ فقد شعرت بالإشمئزاز لكونها في جسد ذلك المراهق المُنحرف.
____
" هل شاهدت المقطع الذي بعثتهُ لكَ أمس؟ "
تعجبت للهجة التي بدأت تتحدث بها على لسان المدعو يزيد
" إنه رائع تلك الممثلة تبدو غاية في الـ ... "
رغبت في صم أذانها عن الإستماع لتلك الكلمات التي بدأ بسردها واصفًا منحنيات المرأة ، وجدت جسدها يتحفظ عندما استمعت لصوت فتاة رقيقة
" يزيد. "
التفت يزيد بتركيز و ملامح مُشرقة نحو الفتاة ، سحبها خلفه نحو ركن منعزل بالمدرسة
" لقد إشتقت لكَ. "
" وأنا أيضًا. "على عكس المتوقع لم تشمئز خَولة فقد رأت في عينيهما بريق مُحب صادق جعلها ترغب في البقاء في تلك البقعة الأكثر نقائًا في حياته.
" سارة ماذا تفعلين هُنا؟! "
آتى صوت صديق يزيد شقيق سارة و قد لمحهما جالسين بذلك القرب ، سحبها من ذراعها يبعدها عنهُ وسط بكائها وصدمتها بينما أمسك يزيد من عنقه يسحبه نحو مرحاض المدرسة.
شعرت خَولة بعظامها تكاد تئن وهو يسحب جسد يزيد _والذي هو جسدها_ بهذا الشكل ، ظل يضربها لـ دقائق متواصلة دون أي إعتبار للجسد الهزيل الذي بين يديه ، وعلى حين غرة قام بإخراج سلاح أبيض من جيبه مُصيبًا بهِ معدة يزيد بجرح سطحي ، تراخى جسدها بقوة و وجها صار يُحاكي الموتى بعدما شعرت بألم الطعنة وهي تسقط أرضًا.
____
" أنتَ لن تُصبح رجل أبدًا ، تواعد أخت صديقك يا خائن! أين ذهبت تربيتي لكَ أخبرني. "
شعر يزيد بألم حارق في صدره وهو يرغب بالصراخ فيه
' أنتَ لم تُربيتي لقد شربتني من كأس قسوتك دون إعتبار لأحتياجاتي. '
تعجبت خَولة لأحاديث عقله البائسة و عدم إهتمام أحد بجرح معدته الذي لوث قميصه السماوي ، بعد وصلة من التقريع ذهب لغرفته واضعًا ضمادة لاصقة على حرجه دون تقطيب أو تعميق مرتميًا على الفراش بإنهاك باكي تألم لهُ قلبها.