" كيف تخرجين بمثل ذلك الزيِّ؟ "
صرخ بشقيقته الصغرى بعدما لاحظ ملابسها الضيقة ، بعد خداع سارة الأخير له بات خوفه على صغيرته أكبر ، يخاف عليها من بطش الحياة و أمواجها حتى لو اتبع طرق خاطئة و كانت طبيعة خَولة النسوية تنتفض كلما حادث شقيقته بتلك الطريقة
" يا يزيد إنها مازلت طفلة لا تقلق نفسك بمثل هذا الشكل. "
" يا أمي و ما العيب في أن ترتدي ملابس تليق و إن كانت مازلت صغيرة ، رغم أنها لم تعد طفلة مجرد أيام و ستجدينها في طولك. "بعد نقاش عقيم مع والدته و نظرات مُتهمة من قبل شقيقه خرج من البيت غاضبًا ، يتنفس تبغه عميقًا يسترجع جميع ما فاته ومازال يفوته ، قسوة والده .. أصحاب السوء .. سارة .. موت والده .. تحمله للمسؤولية .. مشاكل شقيقته .. أعماله الشاقة ، كل تلك الأشياء لا يَشعر بها أو يدركها غيره.
اهتزت مشاعر خَولة وهي تراه أمامها يُعاني بذلك الشغل ، لكم حسدت الرجال على حرياتهم التي اكتسبوها عنوة و تحقيقهم لجميع رغباتهم لكن ها هي على الأرض الواقع ترى العكس ، فـ هو يعمل و يخرج من المنزل و يعود كيفما يشاء .. لا يتعرض لتحرش أو تسليع أو عنف زوجي ولكنهُ مُثقل بالكثير و الكثير من الهموم التي توازي خاصتها و أكثر.
عاد للمنزل بعد نوم الجميع متجهًا نحو غرفة شقيقته ، أمسك لوح الشوكلاتة واضعًا إياه أسفل و سادتها و هو يقبل رأسها.
صُدمت خَولة و هي تدرك ماهية تلك الفتاة و لكم اختلف الكثير و الكثير.