ها قد أتم عامه التاسع عشر ، عمل بالعديد من الأماكن وَهنت عظامه في أيام من فرط التعب ، مرت عليهم أيام صعبة كانوا ينامون بها دون عشاء و يستيقظون دون إفطار.
شعرت خولة فاجأة بالرضا حول حياتها التي كانت تعيشها ، أنها تمتلك غرفة منعزلة بها جميع ما تحتاج و أكثر في حين أن تلك الأسرة تتجرع مرارة الفقر و الجوع فقط من أجل أن يعيشوا حياتهم بالحلال.
اشتاق يزيد لسارة رغم أنه رآها منذ ما يُقارب الأسبوع ، لم يرتعد لأجل تحديات شقيقها و لا جرحه الذي ترك ندبة دائمة.
انتظر قرب شارعها حتى آتت ، و ما أن هم بإستقبلاها وجد يد تسحبها نحو زُقاقٍ مظلم قليلًا وينهال من شفتيها سيولًا ، وقف بين الخط الوهمي الذي لا وجود له سوا بعقله وهو يراها تبادله القبلة بمنتهى الشغف و الرغبة ، تقهقرت خطواته للخلف قبل أن يعود من حيث أتى مكسور الخاطر متألم الفؤاد.
كانت خَولة تحاول إدراك حقيقة مشاعره تجاه سارة ولكن دون جدوى ، يحجبها عنه غضبه الأهوج هذا ولكنها تُشفق عليه ترى كم تغير في الأيام السابقة صار أكثر تحملًا للمسؤولية و إعتمادًا على ذاته بل و يحمل البيت بأكمله فوق أكتافهُ دون أن يشكو و إن كانت ترى خواطره المضطربة كل ليلة ، لقد بدأت تُدرك أن الرجال يُعانون ولو بمقدار ضئيل ، حرمانه من دراسته و عمله في سن صغير جعلها ترى جانب لم تره من قبل أكثر قسوة و حزنًا بعد أن ظنت أن نساء هن محور الكون.