6

760 117 31
                                    

إنها هي .. نفس ملامحها و طفولتها و لوح الشوكولاتة التي تجده تحت وسادتها بعد كل شجار لها مع شقيقها يزيد و قد كانت تظن أنها هدية الملائكة في الصغر و ما أن كبرت بدأت تظن أن والدتها من تضعها كي تُراضيها

شعرت بقبضة تعتصر قلبها و هي تتجه بجسده نحو الخارج نحو والدتها المستيقظة

" لا تقسو عليها يا يزيد. "

دفن رأسه بين كفيه هامسًا

" أنا أرغب بالحفاظ عليها يا أمي لا أن أقسو ؛ لأنني أعلم ما تحدثه القسوة في القلب و الروح و لكنها عنيدة لا تستمع لي و أنا قد أُرهقت ، اثنان وعشرين عامًا دون أي إنجاز يُذكر تخليت عن الكثير من أجلها و أعمل ليل نهار كي تعيشان مرتحتان ، لمَ هي لا تقدر هذا؟ لمَ تظنني أرغب بالتحكم بها؟ أنا أحاول قُصارى جهدي لأحقق لها أحلامها و هي لا تتعاون معي بل تحاربني ، أخبريني ماذا أفعل! أتركها دون توجيه و تغرق أم تكرهني هي بسبب أنها تراني عدوها ، أخبريني؟ "

وقتها فقط شعرت خَولة أنها تنسلخ من ذلك العالم و الجسد عائدة لجسدها ، نظرت للمرأة المُهشمة أمامها بملامح تختلف كثيرًا عن سابقتها وهي تراقب المنزل حديث الطراز الذي عمل يزيد على توفيره لهما عوضًا عن الزواج أو تأسيس أي مشروع.

نهضت تنظر للطيف المضيء هامسة

" أنتَ كنت محق ، و لكنني لم أعلم من أنتَ؟ "

ابتسم بغموض وهو يمرر يده على رأسها مرة أخرى

" انظري في قلبك و داخل أوردتك و ستعلمين من أنا. "

ثم اختفى حتى بدأت تشك أنه لم يكن ، لقد تعرفت في الساعات الماضية على نبذة صغيرة مما مر بهِ شقيقها من أجلها ، رأت قليل مما عناه تدمع لهُ الأعين.

تنفست بعمق وهي تخرج من الغرفة نحو الشرفة التي تعلم أنه موجود بها الآن يدخن سيجارته ، و دون سابق إنذار انطلقت نحوه تعانق جسده بقوة

" آسفة لا أعلم كيف أبدي لك آسفي عن كل الأيام بل السنوات الماضية ، لا أعلم كيف أعبر عن امتناني لكل ما فعلته من أجلنا ، يزيد أنتَ عظيم لقد خدعتني بعض الشعارات و القصص التي تضعك في دور الشرير و تجاهلت الحقيقة الواضحة وضوح الشمس و هي أنك السبب الذي يجعلني حية حتى الآن ، أنتَ عمود حياتنا و منزلنا يزيد. "

بقى يُحدق بها لثواني غير مصدق لما يسمعه ، هل أخيرًا أفاقت بعدما تخطى عمره الثلاثين! ضمها إليه أكثر و هو يشعر أنه نجح في شيء لأول مرة في حياته.

" أحبك يا بطلي. "
" و أنا أحبك يا صغيرتي. "

من بعيد رأتهما والدتهما لتضع يدها على قلبها في سكينة متمتة

" الحمدلله الحمدلله. "

_____

في البداية عُذرًا لأي فتاة تمتلك روح " Fenminst " داخلها ، غرضي من تلك القصة هو إظهار معاناة الرجال ولو في صورة ليست موجودة بالشكل المطلوب ، الرجال و النساء يعانون على حدٍ سواء مُعرضين لضغط مجتمعي و يخضعون لمُسميات فارغة.

ربما قضايا النساء أخطر وقد ناقشت العديد منها كثيرًا لكن قضايا الرجال أشد تهميشًا و ألمًا ، أنا أدعم الجنسين على حدٍ سواء كي لا يظنني أحد نسوية أو ذكورية ، ولكنني وُهبت قلم حُر يهوى إظهار آلام الآخرين و حقائقهم العارية.

و بالتأكيد بإنتظار آرائكم و مناشقتكم ، و شكرًا على حُسن استمعاكم. 🤍

🎉 لقد انتهيت من قراءة صِرت هو | قصة قصيرة.✓ 🎉
صِرت هو | قصة قصيرة.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن