في الصباح
"الحقيني يامامي"
*أرتمت إيناس فوق صدر أمها وهي تبكي ووجهها منتفخ من البكاء..رمقت جيلان ماهر بغضب عاصف
ثم نظرت إلى أبنتها وهمست بذهول:
"إيه اللي حصل عمل فيكي إيه ال......"
"أخرسي مش عايز أسمع صوتك حطي الشنطة اللي في إيدك وأتفضلي من غير مطرود"
*فغرت جيلان فمها ببلاهة وهي لا تصدق مايحدث ماهر يسبها ويطردها......ركضت عليها إيناس وصرخت بجنون:
"شايفه يامامي قليل الأصل......كان عندك حق أما قولتيللي إنه واطي عامة عاصم قرب يوصل وأنا هقوله على كل حاجه"
*عينا ماهر كانت كعيني ذئب ماكر يتربص بفريسته وقد شعرت جيلان بتلك النظرات التي تكاد أن تقتلها وعلمت أن ماهر كان ينوي الغدر من قبل وهل هذا فقط ماينتويه أم هناك أخر خطط ونفذ
ببراعة كما قال عز من قبل:
"أنت عايز إيه يا ماهر ؟"
*هز كتفيه بهدوء مغمغما:
"ولا حاجه عايز مراتي"
*هزت جيلان رأسها بعدم أقتناع تقل له:
"أنت بتقول إيه أنت محلل وعاصم جاي دلوقتي بالمأذون وكل الكلام اللي قولتله ملوش أي لزوم وياريت مترددهوش قدام عاصم"
"متقلقيش ياجيلان هانم عاصم عارف كل حاجه من زمان من بعد أول طلقة"
*تجمدت إيناس في مكانها وأقتربت منها جيلان وكل منهما كانت على وشك السقوط أرضا من الخوف والأضطراب عندما دلف عاصم من باب الغرفة يتطلع الي إيناس الواقفة أمامه نصف عارية تتدثر بقميص ماهر الذي يصل إلى منتصف فخذيها.
*أرتجفت جيلان وهمست لأبنتها بخفوت:
"روحي ألبسي حاجه بسرعة.....هه أهلا يا عاصم آمال فين المأذون"
*قال عاصم ببرود وكفه يمسد كتف ماهر الذي زغر بعينيه الي إيناس حتى تذهب وترتدي
ما يناسب وجود رجل آخر غريب:
"إيه يا مدام إيناس مش تسمعي كلام جوزك ومامي وتروحي تغيري هدومك إنتي ناسيه إني بالنسبالك راجل غريب"
*أبتلعت ريقها وركضت إلي الحمام لتبدل ملابسها
بينما أخذت جيلان نفسا مرتجفا عميقا:
"عاصم أنت بتقول إيه إيناس هتطلق من ماهر حالا
مش أنت اللي أخترته محلل بنفسك"
*كانت في تلك اللحظات إيناس تخرج تجر أذيال الخيبة وتنظر إلي عاصم الواقف في مكانه بوقار
وهيبة يتطلع إليها ثم إلى ماهر الذي أبتسم له بمكر تعرفه:
"ايوووه أنا اللي أخترته بنفسي يا جيلان هانم زي ماأخترت بنتك الحقيرة اللي كانت بتلعب بيا وأنا زي الغبي مش فاهم حاجه....مش فاهم إن بنت الحسب
كانت مدوراها يمين وشمال مع ماهر مثلا لما وعدته بالحب......ولا ماجد حمدي مثلا اللي كان في يوم من الأيام أبو حفيدك اللي مجاش"
*أبتلعت جيلان ريقها بغصة متألمة في حلقها ونظرت إلي إيناس التي تهاوت ساقاها من الذعر
ودمدمت بخوف:
"أنت بتقول إيه يا عاصم أنا......"
"إنتي حقيرة زي أمك طبعا الحية هتجيب إيه غير تعبان....كان عنده حق أبويا تاجر الخردة اللي خيره
عيشك إنتي وأهلك في العز ده كله لما قالي أنك مش من توبي.......بس أنا كنت أكبر مغفل لما قولت إنتي ملكيش ذنب في اللي حصل وأتجوزتك بس ازاي أمك حبت تثبت شرفك وقدمتلي التقرير إن بنتها عملت حادثة كبيرة وفقدت فيها عذريتها و الحادثة عملت تهتك في الرحم يعني طز فيك يا
عاصم........
المهم فلوسك مش مهم إنك أتقبلت كل حاجه وسامحت"
"الكلام ده كله كدب ماهر بيكدب عليك عشان ياخدني منك ماهر كان عايزني وأنا فضلتك عليه عشان كده........"
*حاولت إيناس ببكاء أن تدافع عن حالها وتتهم ماهر بالكذب ولكن صرخة عاصم التي هزت الأرجاء جعلتها تبتلع ريقها خوفا:
"اااه عشان كده.....عشان كده نمتي معاه وإنتي على ذمتي وكتبلك شيك بخمسين الف جنيه تعويض عن ليلة السكر.......بس اللي متعرفوش يا هانم إن دي كانت خطة الست الوالدة دبرتها وأخدت هي
كمان خمسين ألف جنيه زيهم"
*أتسعت عينا إيناس وغزا وجهها الشحوب ونظرت إلي أمها التي تنظر لعاصم بنيران اللهب:
"إنتي عملتي كده"
"لأ طبعا يا إيناس إنتي كنتي سكرانه"
"بسألك إنتي عملتي كده.....أتكلمي.....إنطقي إنتي إيه"
*ضحك عاصم وماهر معا.....ليهتف ماهر بصوت متحشرج مختنق:
"أمك هي اللي دبرت لكل حاجه وطلبت مني مبلغ
بس كان حظك بقى إن عاصم شاف الشيك وعرف بعدها كل حاجه"
*عندما علم عاصم ببيانات الشيك وبصرف إيناس ووضع المبلغ في حسابها لم يتمكن وقتها من السيطرة على أعصابه وذهب فورا إلي منزل ماهر:
"ياكلب ياواطي أنت عايز إيه من إيناس.....عايز إيه من مراتي عشان تكتب لها شيك إتكلم"
*وقتها لم يستطع ماهر أن يتحدث فقد كانت أصابع عاصم تطبق على عنقه تخنقه بعد أن سدد له لكمة قوية طرحته أرضا.
*حاول ماهر أن يدفع عاصم بعيدا عنه قليلا حتى يتنفس ولكن عاصم كان الأقوى والمسيطر إلا من ضربة قوية سددها ماهر بقوة في بطن عاصم الذي تركه وتألم..........وقف ماهر يلتقط أنفاسه الضائعة وصرخ في عاصم الذي يحاول الوقوف
بعد الضربة الذي سددها له ماهر:
"أفهم يا عاصم وبلاش غباء إيناس بتضحك عليك وبتكدب عليك في حاجات كتير......الشيك ده كان تمن ليلة أمها أتفقت معايا عليها"
*صرخ عاصم أكثر بغضب وهو يلتقط إحدى المزهريات ويضربها فوق رأس ماهر الذي تفادها يهتف:
"أسمعني يا عاصم.......إيناس مش شريفه زي مانت فاهم إيناس كان على علاقه بيا قبل جوازكم و
بعد كده كانت علي علاقة بواحد تاني أسمه ماجد
وكانت حامل منه"
*جحظت مقلتا عاصم وتمتم مذهولا بصدمة:
"أنت بتقول إيه.....أنت حقير كداب إيناس مش بتخلف عملت حادثة و......"
"تقرير مضروب ومدفوع فيه مبلغ كبير عشان تصدق إنها عملت حادثة وفقدت فيها عذريتها وحصلها تهتك في الرحم أنا معايا صورة من التقرير الحقيقي لو مش مصدق لأن الدكتور اللي عملها عملية الإجهاض و زور التقرير ده أنا كنت المحامي بتاعه في قضية إجهاض طلعته منها..... وعشان يرد الجميل لما عرف أنا مين قالي على كل حاجه"
*أكمل ماهر وهو يدور حول إيناس وخالته المصدومتين:
"وبعد اليوم ده أتفقت أنا وعاصم على كل حاجه هو صمم ياخد كل حاجه منك وأنا صممت إني أخدك مش عشان بحبك لا....... عشان أذلك وأعرفك
إنتي وأمك مين هو ماهر أبن سلوى ووَجدي الغلبان اللي جيلان هانم كان بتحتقره عشان فقير وأحتقرت أبنه لنفس السبب......"
"أنا....أنا خالتك ياماهر و أخت أمك ازاي تعمل فيا كده ازاي"
*دمدمت جيلان ببكاء.....ضحك ماهر بسخرية غاضبة يقل:
"عشان إنتي تستحقي كده"
*أما عاصم الذي أستند على طرف المنضدة ونظر لإيناس وهي تسقط ببطء على الأرضية وكأنها جسد يفقد الروح:
"لو كنت طلقتك طلاق بائن كنت وقتها هخسر كل حاجه و إنتي هتعيشي بفلوسي هانم.......ماهر بقى ظبطها على مقاسك بالظبط"
*أبتسم وهو يدور في الغرفة بتعجرف:
" بعد أول طلقة رجعتك وأنا ندمان على حبي اللي خسرته......تاني طلقة في باريس وتعمدت أني أضايقك وأوصلك لمرحلة الغضب لما أشتريت كل حاجه لتميمة كنت واثق وقتها إنك هتزعلي وتعملي
قلق وزي ماتوقعت أما التالته....."
*أكملت وهي تحني رأسها وتبكي:
"والتالته لما قولتلي إنها هتيجي تعيش معانا في الفيلا وأنا رفضت...."
أبتسم بخبث وهو يقول متشدقا:
*تلات طلقات ويبقى في محلل عشان ترجعي وتاخدى شركة ومليون جنيه ده طبعا غير الفيلا وقدرت أضغط عليكي بس بصراحة أبوكي طلع ذكي وكان على وشك يكشف كل حاجه.......
بس حماتي حبيبتي كانت كالعادة زي الكلب المسعور شايفه الفلوس وبس وعرفت تقنعك وساعدتني ومكنش قدامي غير ماهر.....جوزك حبيبك وأنا كده تمام التمام باشا طلعتك من المولد بلا حمص من غير ما أوسخ أيدي بدم نجسة زيك"
*كتمت شهقات صراخها وتطلعت إلي أمها المذهولة وكأنها في أحد كوابيسها بتهديد التجاعيد لوجهها وصاحت قائلة وهي تهزها:
"قولي حاجه إتكلمي ياسبب المصايب.....قولي أي حاجه من كلامك عن هناخد ......بيحبك....تحت
رجلك خلاص بعتيني وقبضتي .. بابا كان عنده حق
إنتي السبب"
*زحفت على ركبتيها حتى وصلت لعاصم وأرتمت فوق حذائه تبكي وهي تترجاه:
"أرجوك ياعاصم خدني أنا هبقي خادمة تحت رجلك ليك ولمراتك بس متبعدش عني أنا......"
*إنحني وحاول أن يجذبها من شعرها ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة عندما قبض راحه يده قائلا:
"إنتي أحقر وأوطي واحدة عرفتها وأمك اللي بتلومي عليها دي كانت مجرد شيطان رجيم بيوسوس......بس كان فينا نقول أعوذ بالله من الشيطان ... أستغفر الله العظيم بس ازاي الإنسان كده ميملاش عينه غير التراب"
*تحرك وهي تتشبث في سرواله وتبكي آلا يتركها
نفض سرواله وصاح فيها يقل ببساطة:
"على فكرة كل الدهب والألماظ اللي أشتريته أنا خدته تاني من شقة أمك......ماهر قدر يطلع على
المفاتيح وأنا امبارح دخلت الشقة وهي فاضية وأخدت كل حاجه"
*حدقت جيلان فيه بغيظ وصرخت:
"ياكلب يا واطي ياأبن بتاع الخرده بقى أنت تعمل كده في أسيادك أنا هوديك في ستين داهيه"
*وقبل أن ترفع يدها لتصفعه كان يمسكها هو بقوة ويقول هامسا بخشونة:
"لأ حسابي معاكي بعدين على كل كلمة قولتيها"
*خرج عاصم تاركا إيناس تبكي بحرقة وهي ترتمي فوق البساط ترتجف لتلتقطها يد ماهر ونبرة صوته الخشنة تهمس لها:
"قدامي ع البيت يا عروسة.....لسه حسابك معايا يظهر إنك نسيتي إنك على ذمة راجل وإنتي بتترجي راجل تاني"
"لأ لأ أنا مش هاجي معاك أنا بكرهك بكرهك"
*وركضت ناحية الشرفة العالية وصاحت بصراخ
وهي تهدد برمي نفسها من الطابق الخامس عشر:
"لو قربت مني هموت نفسي أنا بكرهك يا حقير ياواطي وبكرهك إنتي كمان أنا عايزه عاصم وبس
عايزه جوزي عايز..........ااااااااااااااه"
*وفجأة أختل توازنها دون سابق إنذار وتحت أنظار الجميع والدتها التي كانت تصرخ وماهر المذهول و هو يقترب منها بحرص ومدير الفندق الذي صعد بدوره إلي الطابق الخامس عشر ليتفقد غرفة 605
بعد شكاوي النزلاء من الصراخ.........كانت إيناس على وشك السقوط ولكن ماهر جذبها بقوة لصدره قبل أن تسقط منتحرة وهمس لها وهي تبكي على صدره مختنقة:
"مش هسمحلك تفلتى من عذابي أبدا يا إيناس أبدا إنتي ليا أنا وبس"#تمتمة الجزء الثاني من الخاتمة
"كده تمام ياحاج"
"لا ياواد أعدل شويه اليافطه ع اليمين أيوه كده الله يفتح عليك يابني"
"الف مبروك ياحاج فهمي يجيوا بالسلامه ويتربوا في عزك إن شاء الله"
*صافح مرسي الحاج فهمي بسعادة وهو يوزع المشروب الرسمي للفرحة "الشربات" مع الذبائح:
"الله يبارك فيك يامرسي أنت كمان هتبقى جد ولا نسيت شايف يامرسي اليافطة منورة ازاي وكالة
الفيومي.....الحاج فهمي وأحفاده طه و بلال إن شاء الله"
********
*أستمعت إلي حديثه مع شقيقته وأصابعه تملس فوق صور إشعة الإيكو وقد ظهر الطفلان بوضوح
بعد ستة أشهر ليعرف الجميع أنهما ذكرين:
"إنتي عارفه الحاج صمم يغير يافطة الوكالة من وقت ماعرف.....الله يبارك فيكي يا نجلا.....الحمد لله"
*أغلق الهاتف ونظر إلي صور الإشعة وأبتسم وهو يقبلهم وعيناه تدمع بالفرحة لقد عوضه الله بطفلين توأم كما تمنى ومن حبيبته تميمة التي عوضته عن أشياء كثيرة أفتقدها
*تنحنت وهي تمشي على أطراف أصابعها وبطنها منتفخة أمامها بوضوح............أشار لها أن تقترب وحينما أقتربت منه وضع رأسه فوق بطنها وهو يحيط خصرها وردد بحنو:
"بحبك"
*غرست أناملها في خصلات شعره القصيرة وهي تضمه أكثر لبطنها وهمست:
"في حد يصدق اللي حصل ده كله مين كان يقول إن تميمة اللي عاشت أسوء أيام حياتها تتجوز راجل الكل بيحسدها عليه وهتجيب منه أحلى ولدين في الدنيا.......ويحبها كل الحب ده وهي تموت فيه أنا مش في حلم هصحي منه على صوت عزيزة صح ياعاصم"
*أنتفضت رأسه وقد شعر بركلات الصغار فضحك وهي تأوهت ضاحكة معه.......فقال وهو ينظر لها مقطب الحاجبين يقف أمامها:
"أظن ده أكبر دليل إنه مش حلم.......إنتي غيرتي حياتي كلها وكنتي تميمة حظي الحلو.....علشان كده عمري كله ليكي إنتي"
*لثم جبهتها وأحتضنها بقوة وقلبه يردد قبل لسانه
كلمة:
"بحبك"
**********
*إنشغل مع الوفد الصيني في إتمام الصفقة الجديدة وبعد عقد الأتفاق إنتقل معهم إلي خارج الشركة لدعوتهم على الغداء في أفخم المطاعم وقد أضطر يزيد لتقديم الأعتذار المناسب عن تغيب عاصم بسبب ولادة زوجته.........
*وبدأ في تناول الطعام مع أفراد الوفد الذين أبدوا أعجابهم بأصناف الأسماك المحلية وطعمها الشهي
*وأثناء ذلك كانت تدلف هي إلي داخل المطعم مع إحدى صديقاتها من الطبقة المخملية......وأستاذنت منها للذهاب إلي المرحاض لغسل يديها وبنفس الوقت كان يزيد يخرج من نفس المكان وفجأة أصطدم بها وكأن كلاهما على موعد مع القدر.
*رفع وجهه ليعتذر فأصطدم بها أمامه بعد عشر سنوات من الهجر والألم:
"أنا أسف يا...........إنتي"
*تجمدت في مكانها وهي تتطلع فيه وتلتهمه بنظراتها العاشقة التي مازالت تكنها له ردت وهي تبتسم وتلهث من المفاجأة:
"يزيد....مش ممكن"انتهت...
*تمت بحمد الله
تميمة حظ
والي اللقاء مع الجزء التاني المنفصل قريبا ان شاء الله....مع حبي
15 يناير 2019
اهداء_خاص
*إلي الرجل الذي عبر معي ظلام الحيرة...رجل كان لي ضوء من الأمل والتفاؤل...رجل عبر معي حتى وصلنا معا إلى شاطئ الأمان.
إلي رجل صان لي كرامتي...وصبر رطب ثورتي وفكر أضاء فنى وموهبتي...إلي حلم صباي...ورجل شبابي...وسند شيخوختي...إلي حبيب العمر.
حبيبي و زوجي وصديقي.
اهداء_خاص
*إلى صديقاتي ومتابعات الجروب شكرا لكم على متابعتكم الغالية دائما.
أنت تقرأ
تميمة حظ
Romantik"نوفيلا مكتملة" "نبذة من الأحداث" "" "" "" "" "" "" "" "" "أنت مشترتنيش.. علشان تعاملني زي جارية أشتريتها من سوق الجواري" *أجابته بجرأة وقد رفعت وجهها أخيرا لتقابل بركانا ناريا يشتعل بعينيه الرماديتين اللامعتين. *أتسع...