وتقول أكرهه...وثمة بحة تخفي حديثا آخر في صوتها
*تأفف متذمرا من إنتظاره على مائدة الطعام فهو لا
يفضل تناول طعامه باردا....ولا يفضل كذلك الإنتظار
آووف ..النساء كلهن متشابهات حتى تلك الصغيرة تجعله ينتظرها آلا يكفيه زوجته الأولى ليبتلي بالثانية:
"الصبر من عندك يارب.....الله يسامحك يا بابا"
*دمدم بخفوت وهو يتفحص هاتفه إضاعة للوقت
حتى تتكرم العروس وتأتي....وبينما كان هو متجهما
يهمهم غاضباً كانت هي في غرفتها تقف أمام مرآتها
متسعة العينين ترفرف بأهدابها ذاهلة مما تراه من تغيير طغى عليها:
"بسم الله ماشاء الله عليكي بقيتي ولا نجمات السينما"
*هتفت سمر بإنبهار بعد أن جهزت تميمة على أكمل وجه وساعدتها لتبرز جمالها و أنوثتها
وأصبحت طلتها تخطف الألباب.
*همست بخجل وهي ترفع شرائط الثوب فوق كتفيها العاريين:
"الفستان ده مش مكشوف شويه ياسمر.....لأ أنا هغيره هتكسف"
*أعترضت سمر متذمرة وهي تخفض الشرائط مرة أخرى لتسقط فوق كتفيها المرمريتين:
"ولا مكشوف ولا حاجه إنتي ناسيه إنك عروسة وبعدين مدام نجلا أختارت الفساتين دي على ذوقها حته حته أكيد هي عارفه ذوق عاصم بيه مش أخوها"
*أشتد أحمرار وجهها وأحنت رأسها لأسفل قائلة:
"مكنتش أعرف إن مدام نجلا هي اللي جابت كل الحاجات دي فكرت إنتي"
"أنا كنت معاها مدام نجلا تعرفني من زمان وهي بنفسها كلمتني عشان أبقى معاكي هنا وأخد بالي منك كويس......وبعدين إيه مدام نجلا دي إنتي مرات أخوها قولي نجلا وبس"
*أجابتها سمر ثم أكملت وهي تجذب ذراع تميمة بخفة وتهمس لها بتشجيع:
"أسمعي كويس نصيحة من واحدة أكبر منك إنتي لازم تكوني قوية تعرفي تخطفي قلب عاصم بيه
متنسيش إن ليكي غريمة......وغريمة قوية جدا ولازم تكوني قد مسؤولية لقب حرم عاصم الفيومي
فاهماني يامدام تميمة"
*أومأت تميمة لها برأسها ورددت برفض قاطع:
"لو مصممة تقولي مدام أو هانم أنا معنديش أي مانع بس بيني وبينك أنا تميمة وإنتي سمر أنا مش متعوده على كده......أنا مرتاحة معاكي وحاسه إني أعرفك من زمان بلاش تخليني أحس إني جايه من كوكب تاني......أرجوكي"
*أبتسمت سمر لتلك الجميلة صاحبة الوجه الحسن والقلب الطيب الصغير الذي تنمو براعمه وتتفتح لتوها:
"أنا كمان بحبك جدا وبعتبرك زي أختي الصغيرة بيني وبينك هيكون تميمة وسمر بس قدام أي حد
مش هسمح لنفسي برفع الألقاب متفقين"
*ضحكت تميمة بأرتياح وهمست:
"متفقين"
*صيحته القوية نفضتهما وجعلت سمر تهم قائلة:
"يلا بسرعة عاصم بيه مستني بقاله أكتر من نص ساعة.....أنا هسبقك وأقوله أي حجه بسرعة إنزلي"
*وبالفعل أفتعلت سمر حجة متقنة جعلت عاصم يغمره الهدوء قليلا عندما قالت له بنبرة تبدو قلقة:
"هسخن الأكل حالا يا عاصم بيه.....أنا أسفة بس المدام كانت مصدعه شويه ويدوب قدرت تقوم من السرير"
*هز رأسه وأشار لها بالإنصراف وقال ساخرا بصوت خافت:
"هو ده اللي ناقصني"
*وبعد قليل كانت تخرج من غرفتها تتعثر في خطواتها المتمايلة فوق كعبي حذائها الأبيض الشفاف وبحرص شديد أطلت برأسها من فوق الدرج تنظر إليه......أرتجف قلبها وبلعت ريقها وهي تسترد أنفاسها المتحشرجة داخل صدرها عندما لمحته يجلس ينتظرها . كان في كامل أناقته يشع هيبة ووقار برغم أنه يرتدي ملابس عادية قميص أبيض وسروال جينز......ويفرك لحيته المرتبة بنفاذ صبر.
*رفع وجهه بغضب وكاد أن يفتح فمه ليهتف بأسمها......ولكنه أغلقه عندما لمح طرف ساقيها الناعمتين وهي تنزل من فوق الدرج بفستان أصفر ناعم
ضيق يرسم قدها الممشوق برشاقة ويكشف عن جيدها ومقدمة صدرها بوضوح وشعرها الأسود
منسدل على كتفيها العاريين بنعومة الحرير و
عينيها القوية اللامعة مكحلة تذهب العقل وتسكره
وجسدها يا إلهي ... جسدها قنبلة متفجرة متناسق
بشكل يخطف الأنفاس............
*أبتلع ريقه وعيناه الرمادية مثبتة عليها لا تتزحزح عنها......حبس أنفاسه وهو يقف ويتقدم نحوها كالمشدوه هامسا:
"بسم الله ماشاء الله.....إنتي تميمة ولا أنا غلطان"
*تلبكت وهي تحدق في عينيه الجريئتين وأحمرت خجلا لتتعثر بأحد الدرجات فصرخت مفزوعة ولكنها وجدت نفسها بين ذراعيه يتبادلان النظرات العميقة
يتغزلان في بعضهما بطريقة خفية وقد ذهب الكلام.......خفق قلبها بعنف شديد ليطرق داخلها بقوة وأنفاسه الساخنة تلفح وجهها وعينيها الواسعة تعانق عينيه الرمادية المشعة بالإعجاب
واللهفة.........
*شهقت بنعومة عندما أحنى رأسه قليلا ومن دون وعي طبع قبلة ناعمة على شفتيها.....و دون مقاومة بادلته القبلة بخبرتها الضئيلة التي كادت أن تفتك به في الحال.
*********
"أطمن يابابا كل حاجه تمام هما دلوقتي بيتغدوا والأمور مستقرة"
*قالت نجلا مبتسمة وهي تضع كوب الشاي الساخن أمام والدها الذي دمدم مبتسما:
"الحمد لله ربنا يهديك ياعاصم يابني ويجعلها وش الخير عليك......تصدقي يانجلا أنا أول ما شوفتها
قلبي أنشرح وقولت هي دي اللي تستحق عاصم
سبحان الله عكس التانية كل ماشوفها قلبي ينقبض أكتر وأخاف على أخوكي منها"
*ربتت نجلا فوق ساق والدها قائلة بعقلانية:
"أنا معاك يا بابا إن إيناس مش مريحة وإن هي وأهلها طمعانين في عاصم بس برضه هي مراته دول تمان سنين ياحاج......أنا واثقة أن عاصم هيعدل بينهم بالحق لكن في الأول والآخر قلبه مع إيناس"
*أشار الحاج فهمي بكفه في وجه أبنته معترضا وقال بصلابة:
"عارف يابنتي وحاشالله أني أفرق بين أخوكي ومراته إنتي عارفه كويس إنى مرضاش بالظلم بس في نفس الوقت هي كانت عايزه أخوكي يتظلم وياخوفي من اللي جاي لو تميمة ربنا كرمها وجابت لعاصم العيل اللي نفسه فيه"
*زوت نجلا بين حاجبيها متسائلة بفضول:
"تقصد إيناس يابابا ممكن تعمل حاجه"
*هتف والدها بقلق وهو يتمتم مستغفراً:
"استغفر الله العظيم أنت خلاف الظنون يارب بس العين متحبش اللي أحسن منها يابنتي خايف وقتها تضغط على أخوكي..........وإنتي عارفه عاصم دايما يحب يرضيها"
*أجابته نجلا واثقة:
"لا يابابا مش ممكن أنا معاك إن عاصم دايما بيرضيها وينفذ اللي هي عايزاه.....لكن معتقدش يحرم تميمة من أبنها وإلا مكنش وافق من الأول ده حتى رد على حضرتك تاني يوم على طول بموافقته على الجواز"
"وده اللي نفسي أعرفه يانجلا أخوكي حصلت حاجه كبيرة بينه وبين مراته خلته يغير رأيه في ليلتها كده على طول.....حاولت أعرف منه بس زي عادته متكلمش وكتم في قلبه"
*هتفت نجلا مبتسمة في محاولة منها لتنزع من والدها بذور القلق التي تنمو بين طيات صدره خوفا وقلقا على أخيها:
"أنا بقى واثقة إن عاصم هياخد على تميمة بسرعة واللي هيكون بينهم أكبر من مجرد طفل هو محتاجه . صدقني يابابا البنت صغيرة وجميلة وأعتقد أنها هتكسب قلبه المهم حضرتك متقلقش
وكويس جدا إنهم معاك في البيت بالطريقة دي إيناس مش هتفكر تضايق تميمة أبدا"
*أومأ الحاج فهمي برأسه مبتسما وهو راض كل الرضا عما ماأتخذه من قرار ليحمي تلك الصغيرة من بطش إيناس و حقدها الذي يظهر للجميع إلا ولده الغافل عنها.
**********
"إنتي غبية ازاي تنزلي من مستواكي وتتكلمي مع واحده زي دي تربية حواري"
*قصف صوت جيلان كالرعد بأذنى إيناس التي كانت تنفث نيرانا حارقة من جوفها المشتعل بالغيرة أكثر منها حقدا وغلا:
"بقى حته بت جربوعه زي دي تتحداني يا مامي ولا تقوللي هنشوف.....الجربوعه دي بتحط نفسها في مقارنة معايا أنا تخيلي ...هتجنن يا مامي"
*نفثت جيلان دخان سيجارتها بالهواء لتضع أمام أبنتها المحترقة كأسا من النبيذ الأحمر وهمهمت بلامبالاة:
"أشربي ده وأهدي مستحيل البت دي تاخد منك عاصم بدليل إنه بات ليلته أمبارح فى الشارع و
مقربش منها......عاصم بيحبك ومش من السهل أبدا يتقبل واحدة غيرك في حياته أسمعي كلام أمك"
*شربت إيناس كأس النبيذ جرعة واحدة وعيناها الداكنة الزرقة تشتعل أحمرارا وصرخت وهي تضرب الكأس الفارغ بالحائط ليسقط شظايا متناثرة:
"ومين قالك إنه مش هيقرب منها أهو يوم بحاله مسمعتش صوته وتليفونه مقفول حتى تليفون البيت مش بيرد عليه.......إنتي السبب يا مامي إنتي
اللي قولتيللي أقوله أتجوز ولولا كلامك ده مكنش عاصم ضاع مني دايما بمشي ورا كلامك وفي الآخر
أنا اللي بندم"
*أعترضت جيلان وهي تمسك يد أبنتها بقبضتها القوية وصاحت فيها متذمرة:
"أنا ولا إنتي اللي غبية معرفتيش ازاي تسيطري عليه......كلامي ده هو اللي وصلك للي إنتي فيه دلوقتي لولا فكرتي وقت جوازكم ولا كان أتجوزك ولا كان وقع زي الغبي أحمدي ربنا إني أنا دايما جنبك.....مين اللي زور التقارير الطبية وقال إن اللي حصل معاكي وقتها كانت حادثة مكنش إجهاض يمكن يمنعك طول عمرك من الخلفة........كان هيتجوزك ازاي أبن بتاع الخرده الجاهل لما يعرف إن حبيبته ربة الصون والعفاف بنت سيادة الوزير كانت نايمه مع واحد قبله وحملت منه وأجهضت لولا فكره الحادثة اللي أنا دبرتها مكنش أتجوزك وصدق إن الحادثة أثرت عليكي....."
*جلست إيناس فوق المقعد تخفي رأسها بين كفيها
وتتمتم بنبرة يائسة:
"كنت وقتها عيله صغيرة وحبيت واحد خدعني وسابني لما عرف أننا فقرا......وبعدها قابلت عاصم
وإنتي بنفسك قولتيللي لازم أحوم حواليه هو ده اللي هينتشلنا من الفقر والفضايح كان لازم تفكري ازاي أقوله إني أقدر أخلف وساعتها كان ممكن....."
*أغلقت جيلان باب الغرفة سريعا خوفا أن يلتقط أحد من الخدم كلمة من حديثهما الخاص وهمست
بفحيح وهي تجلس أمام أبنتها:
"ااه علشان كانت تبقى مصيبة نقول إنك بتخلفي وندبر موضوع عيل من أي مكان ونتكشف ساعتها
بالعكس صراحتك معاه من الأول هي اللي خلته يتمسك بيكي ويتأكد قد إيه إنتى بتحبيه وإنك بتفضليه عن نفسك........فكرة الأفلام العربي القديمة دي كانت أكيد هيكشفها جوزك أو حد من أهله عاصم فضل معاكي سبع سنين واهم نفسه إنك
تقدري تخلفي وإن العلاج ممكن يجيب نتيجة كل مرة كان بيتعذب عشانك فيها ده أنتصار ليكي وليا على نجاح خطتي"
"بس مكنش لازم أقوله أتجوز دي أنا مستحيل أربي أبنه من واحدة تانية هو خيرني ومكنش هيوافق على فكره أبوه.....مكنش لازم أقوله لو هتتجوز أكتبلي الفيلا دي أو شركة من شركاتك مكنش لازم أقوله كده يا مامي هو قالي إنه عمره ماهينسي ردي عليه أبدا"
*رفعت جيلان رأسها بتعالي قائلة:
"هينسي ...إنتي هتعرفي تنسيه كويس خاصة لما تعيطي شويه على صدره وتقولي بصوت ياحرام
ضعيف يائس إنه مكنش قصدك تقولي كده وده كان من غيرتك وخوفك عليه.....يقوم هو مصدق وتعدي الحكاية زي كل مرة"
*ظهر بريق من الأمل علي محيا إيناس للحظات ولكنه تحول إلى لمعة قاسية تبرق في مقلتيها فتحولت عينيها إلى نهر جليدى جامد لتهمس بصوت غريب:
"تفتكري هو معاها دلوقتي......ولو حصل حمل ممكن البنت دي تنتصر عليا"
*ضمت جيلان شفتيها وهي ترمق أبنتها التي تشعل سيجارتها بارتجاف شزرا.......وأطرقت برأسها ثوان تفكر وقالت مبتسمة بشراسة:
"معتقدش إنه ممكن يقرب منها بسهولة أما بقى مسألة الحمل دي سيبيها عليا أنا بس الأول لازم أعرف كل حاجه عن أهل الجربوعة دي ومين اللي يقدر يوصلها بسهولة وساعتها أنسى خالص موضوع الحمل ده إنه يحصل"
*برقت عيناها بوميض وحشي ثم رفعت نظراتها المشتعلة نحو والدتها متسائلة بخبث:
"لو عرفنا مين أهلها ممكن تعملي إيه ساعتها ؟؟"
*ضحكت جيلان ضحكة مجلجلة وتمسكت بيد إيناس قائلة بخبث:
"نعرف الأول وبعدها هقولك أنا بفكر في إيه المهم دلوقتي قومي ألبسي أجمل فستان عندك عايزكي تبقى ملكة الليلة عندي برتيتا كبيرة في البيت وفي ناس مهمة جايه ومنهم ماهر......ومفيش مانع لو بنتي حبيبتي الحلوة تحضر وتكون حزينة على جواز جوزها من واحدة تانية وتبقى محتاجه اللي يواسيها ويقف جنبها"
*تنهدت إيناس بوجه شاحب تهمس:
"بس يامامي أنا مش بعرف العب ولا......."
*أحاطت الأم وجه أبنتها كعقرب سام ينفث سمومه في رأسها المتزاحم بالأفكار تهمس:
"اووه بيبي مش لازم تكوني بتلعبي كفايه إنك تبقى بس موجوده بجمالك وأناقتك......الليلة المكسب هيكون كبير وماهر في إنتظار إشارة منك
وزي مابيقولوا في الأمثال البلدي زيادة الخير خيرين.....يلا يا بيبي يلا متخافيش طول مانا جنبك"
*أطرقت إيناس برأسها لثوان معدودة لتكز على شفتيها بمرارة وهي تتخيل زوجها الآن بين أحضان أخرى يعانقها بدفء جسده الصلب لترفع رأسها بتحدي قائلة:
"حالا هجهز وألبس أشيك فستان عندي أنا لازم أنسى إنه دلوقتي مع واحدة غيري......وأعيش حياتي"
*التوت شفتا جيلان بمكر وبعينين قويتين لا تبارحان عينا أبنتها همهمت:
"هو ده اللي أنا منتظراه منك......لازم كل خيوط اللعبة تبقى في أيدك وإنتي اللي تحركيها زي مانتي عايزه"
*********
*حينما خرجت من حمام الغرفة الخاص الذي جلست بداخله مايقارب الساعة بعد أن انتهت من تبديل فستانها بقميص نوم فضي محتشم قليلا حتى شهقت بذعر رافعة يدها إلى قلبها الذي يتقافز بجنون بين ضلوعها وكأنها تثبته في مكانه كي لايقفز من صدرها وهي تري عينيه تنزلقان بجوع على جسدها الرشيق وهو جالس على حافة الفراش بأسترخاء كاذب وعيونه مظلمة عميقة تلاحقها بلهفة دون هوادة أو رحمة.
*قضمت شفتيها وأصابع قدميها تتقلص بأضطراب
وهمست بتحشرج:
"اتتتفضل.....الحم....الحمام جاااهز"
*تسارعت أنفاسها وحدقتاها تدوران في كل مكان بينما شعرت بهيبته الرجولية المفعمة برائحة عطره قد طغت على المكان بأكمله وعلى قلبها أيضا
مابالها تهيم بيه إعجابا بعدما أعلنت البارحة أنها تكرهه.......
"أنا هنام تصبح على خير"
*همست وهي تستنشق أنفاسا مرتجفة وصوتها بدا ضائعا مختنقا.....لم يجبها كأنه لم يسمعها أرتفع حاجبه بغرور للأعلى مستنكرا ليقل ساخرا:
"هتنامي ازاي بعد ما..."
*قطع حديثه ليعذبها بنبرة صوته الأجش الرائع ياله من وغد يرعبها بنبرة صوته المهلكة وعيناه الرمادية المتفحصة :
"بع....بع.....بعد ماااا.....إيه"
*همهمت متلعثمة لاعنة ضعفها أمامه......نهض من مكانه فتراجعت مبتعدة عنه وجسدها يرتجف في حالة من التحفز فلاحق خطواتها كفهد متربص بغزالته البرية الصغيرة وهو يحرك فمه الشهواني باغواء هامسا:
"بعد ماأغرتيني وحركتي فيا رغبات مكنتش ناوي أخرجها"
*حرك أصابعه فوق أكمام مئزرها فأرتجفت وأنحنى يشرف عليها بطوله الشاهق وهمست شفتاه بجانب شحمة أذنها الساخنة:
"إنتي جميلة قوى"
*أبتلعت لعابها بصعوبة وهي ترفع عينيها لتستقرا علي عينيه المظلمتين بالرغبة وقالت بتحشرج:
"شك.....شكرا"
*دفعته في محاولة واهنة منها في صدره الصلب مما جعله يطلق ضحكة عالية ناعمة كحد الشفرة شتتت مشاعرها وأوهنت قواها.....شهقت فجأة حينما شعرت بأصابعه الحنطية الأنيقة تغرس غرسا في خصرها ليجذبها بقوة لتسقط فوق صدره الصلد كالرخام......وقد غمرته رائحة شعرها العطرة ورحيق عنقها الناعم وبيده الحرة رفع وجهها لتتقابل أعينهم مرة أخرى في لقاء طويل الأمد وليس عابرا كما حدث بالأسفل وتلك المرة لم يطبع قبلة صغيرة ويبتعد بل التقط شفتيها المكتنزتين وأخذ يقبلها بجنون ويداه تجردها ببطء شديد مما ترتدي.
*وحينما أبتعد شهقت لتعبئ صدرها بالهواء وصرخت بخوف حينما أكتشفت أنها قد تجردت من ملابسها:
"أبعد عني.....مش عايزه كده"
*جذبها بقوة لتصطدم بصدره وهى تشهق بالبكاء و تحاول أن تخفي مايظهر أمامه في صدره:
"بس أنا عايز كده إنتي مراتي ملكي أنا بكل مافيكي.....كلك ليا وملكي.......أنا أش.."
"أشترتني كمل يا عاصم بيه سكت ليه"
*قالتها ببكاء وهي ترفع وجهها في وجهه:
"إنتي مراتي يا تميمة أنا أتجوزتك على سنة الله ورسوله......يعني بقيتي ليا وملكي وده حقي فيكي زي مانا بقيت حقك وملكك"
*رقته في الحديث أرختها و هدأت من روعها خاصة بعدما أنحني ومرر أسنانه فوق رقبتها مواصلا حديثه بصوت أجش أثقلته الرغبة ويده تتحرك فوق صدرها:
"أنا مقدر إن فرق السن بينا كبير بس متخافيش وسيبي نفسك بين أيديا.....وأنا هعودك ازاي تنسى
نفسك معايا وتسلمي كل حته فيكي ليا بأرادتك"
*غمغمت بعينين دامعتين وصوت مختنق وهي ترتجف بين ذراعيه مثل عصفورة مبللة:
"أنا خايفة منك"
*توقعت إنفجاره أو أهاناته الموجعة لها ولكنها تفاجئت بأبتسامته الناعمة التي هزت كيانها وأوقعتها في خضم جاذبيته المهلكة عندما حملها
بين ذراعيه ووضعها فوق الفراش ليغطيها بجسده
ويهمس أمام شفتيها:
"غمضي عيونك وأحلمي"
*أغمضت عينيها سريعا وهمست وهي تبتسم برقة
هزته:
"أحلم ازاي وأنا صاحية.....وأحلم بإيه"
*ضحك هو الآخر على طفولتها البريئة وأخذ يمرر شفتيه على صفحة وجهها المخملي وهو يهمس:
"تخيلي كل حاجه حلوة نفسك فيها وأتمنيها"
*أسترخت جفونها وأفترقت شفتاها بأبتسامة ناعمة وهي تشعر بلذة قوية تغمرها وشعور رائع يتملكها وهمسات ناعمة تدغدغها......وظلت تهمهم بصوت ناعم رقيق وهي تشعر بلفحات أنفاسه الساخنة فوق بشرتها وهو يقبلها بنعومة كأنه ساحر يسحرها ويجذبها إلى عالم الأحلام...........عالمه.
*********
وفي الصباح
*تململت كعادتها بتكاسل في الفراش الدافئ وفتحت عيناها تهمس بنبرة ناعسة:
"عاصم أنت جيت اخ........"
*وفجأة أنتفضت جالسة وهي متسعة العينين مصدومة مما حولها........غرفتها القديمة بمنزل والدها وداخل فراشها عارية تماما إلا من غطاء خفيف يستر عَورتها وبجانبها رجل أبيض أملس البشرة إنه ليس زوجها.....ليس عاصم.
*أرتجفت إيناس وهي تحكم ضم الغطاء حول جسدها وتهز الرجل بخفة عله حلم تتخيله ولكن مالم تحسب له حسابا أنه حقيقة بشعة وليس أحد أحلامها الوردية........أنها عارية في الفراش بجانب رجل آخر غير زوجها.......أنها ضاجعت آخر غير زوجها وعندما أستدار الرجل إليها مبتسما كانت الطامة الكبرى لتصرخ مرتعبة وهي تقفز مبتعدة عنه قائلة:
"ماهر......ماهر"
*حالة من البكاء الهستيري أنتابتها وأخذت تهشم كل ما حولها بجنون وهي تلطم وجهها وتصرخ:
"ازاي أعمل كده....ازاي.....أنا وماهر.....مش ممكن
مش ممكن ؟؟؟"
*صاحت وهي تعض أناملها من الغيظ وتهرول في غرفتها كالمجنونة :
"أنت السبب يا عاصم أنت السبب في كل حاجه مش هسيبك تتهني لحظة واحدة.....أنت السبب
ازاي أعمل كده ازاي"
*دلفت والدتها إلي غرفتها بعد أن أكتشفت خروجها مبكرا من منزلها وهي تصرخ وتبكي.....وهي تقل:
"أهدي ياإيناس دي غلطة سكر حبيبتي"
*أتسعت عيناها بالغضب وأمسكت أمها من كتفيها تهزها بجنون وهي تصرخ فيها:
"إنتي دبرتي كل حاجه إنتي السبب.....إنتي السبب وهو كمان ليه تعملي فيا كده ليه"
"وطى صوتك ياغبية حد من الخدامين يسمع إنتي اللي شربتي ورقصتي مع ماهر وأنتوا الأتنين كنتم سكرانين أنا ذنبي إيه حاولت أمنعك بس صرختي فيا وقولتيللي ملكيش دعوة أنا حرة"
*بررت جيلان لأبنتها الثائرة ماحدث علها تهدأ ولكن إيناس لم تهدأ بل ظلت تصرخ وتبكي وهي تلطم خديها وتهمهم:
"يادي المصيبة ماهر هيفضحني مش هيسكت أنا واثقة إنه هيفضحني.....أعمل إيه"
*أخرجت جيلان من حقيبتها شيكا ورقيا ووضعته في كف أبنتها الثائرة وهمست بخبث:
"شوفي ماهر عشان يكفر عن غلطته سابلك إيه متقلقيش دي غلطة سكر وعدت المهم اللي جاي
شوفي المبلغ"
*تطلعت إيناس إلى الشيك بعينين غاضبتين وقبل أن تصرخ وتمزق الشيك......كان صوت عاصم يصل إليهما صارخا بغضب:
"إيناااااس"يتبع
أنت تقرأ
تميمة حظ
Romance"نوفيلا مكتملة" "نبذة من الأحداث" "" "" "" "" "" "" "" "" "أنت مشترتنيش.. علشان تعاملني زي جارية أشتريتها من سوق الجواري" *أجابته بجرأة وقد رفعت وجهها أخيرا لتقابل بركانا ناريا يشتعل بعينيه الرماديتين اللامعتين. *أتسع...